1. هنّأ الآباء صاحب الغبطة بالعودة من زيارته الراعوية إلى الأبرشيات المارونية في المكسيك وكندا والولايات المتحدة وثمّنوا الجهد الذي يقوم به غبطته في تثبيت موارنة الإنتشار في الإيمان وحثهم على الارتباط بلبنان وبأوطانهم والمشاركة في صنع مستقبلها وعلى تسجيل وقوعات الزواج والولادة في دوائر النفوس، والسعي إلى استعادة الجنسية وربط أبنائهم بجذورهم، وممارسة حقهم في صنع القرار، والاستثمار فيه.
2. يعرب الآباء عن رفضهم المطلق لمحاولات جرّ لبنان إلى حربٍ جديدة من خلال العنف المتنقل والشحن السياسي والمذهبي، ويؤكّدون من جديد أنّ لبنان بحاجة الى جميع مواطنيه الذين يكوّنونه معًا على أساس الوحدة والعدالة والمشاركة في المصير الواحد، من دون تغليب فئةٍ على أخرى. ولا يتم ذلك حقًا إلاّ بالتمسك الفعلي، لا الكلامي فقط، بالعيش المشترك ومؤسّسات الدولة كملاذٍ وحيدٍ، ومرجع حصريّ لحل النزاعات.
3. ينظر الآباء بقلق إلى الوضع الإقتصادي والإجتماعي الذي بات ينذر بكارثة مع ارتفاع نسبة الدين العام، عن التدخل الوافي لصالح المواطن والخير العام، ممّا يحرم المواطن من خدمات أساسية كثيرة ويجعله فريسة اللاعدالة الإجتماعية. أمام هذا الواقع يدعو الآباء الى سياسة إقتصادية وطنية مبنية على قواعد أكثر إنسانية وعدالة وشفافية.
4. يحذّر الآباء من أي انقسام يحصل حول عمل المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية. فالمساس بوحدتها ودورها مغامرة تنبئ بخطرٍ كبيرٍ على وحدة العمل الدفاعي الأمني في الدولة وغايته. فإنّهم يدعون السياسيين تحييدها عن اللعبة السياسية، وعدم زجّها في الصراع السياسي، أو تلوينها مذهبيّاً، ممّا يودي بدورها ويشوّه صدقيّتَها لدى المواطنين.
5. في هذه الأجواء، يناشد الآباء المسؤولين وجميع من لهم دورٌ مؤثّرٌ في الوضع اللبناني، تلبية صوت الضمير الوطني والإنساني، فيضعوا مصلحة لبنان الواحد فوق كل المصالح، ويحفاظوا على عزّته وكرامة شعبه فوق أيّ غاية أخرى، متجاوبين مع دعوة فخامة رئيس الجمهورية إلى طاولة الحوار من دون شروط.
6. وفي مطلع زمن العنصرة وختام الشهر المريمي، يلجأ الآباء الى حماية العذراء مريم، سيّدة لبنان، ويستلهمون الروح القدس ليعضدهم في رعاية الكنيسة وبخاصةٍ في رياضتهم السنويّة ومجمعهم المقدّس (11-16 حزيران، 2012)، سائلين جميع أبنائهم وبناتهم أن يرافقوهم بالصلاة لما فيه خير كنيستهم وأوطانهم.