شدّد البابا فرنسيس في عظته الصباحية يوم الخميس 6 يونيو على أنه لا يكفي أبدًا أن نقول “أنا أؤمن بالله” بل علينا أن نعيش هذا الإيمان أي أن نطرد كلّ الأصنام “المخبّأة” في حياتنا.
يذكر لوسيرفاتوري رومانو وراديو الفاتيكان بعض المقتطفات من هذه العظة التي ألقاها في القداس الذي احتفل به في كنيسة دار القديسة مارتا بحضور عدد من موظفي المكتبة الرسولية الفاتيكانية وموظفي جامعة اللاتران.
ذُكر في الإنجيل الذي قُرأ يوم الخميس (مر 12: 28-34) أنّ أحد الكتبة سأل يسوع: “ما الوصية الأولى في الوصايا كلّها؟” محاولاً بحسب البابا فرنسيس أن “يختبره” عند تحليل المقطع الإنجيلي.
عندما أكّد الكاتب على جواب يسوع، قال له هذا الأخير: “لست بعيدًا من ملكوت الله”. بالنسبة الى البابا، أراد يسوع أن يعني: “تعرف جيدًا النظريّة” وإنما “ينقصك بعد مسافة لتصل الى ملكوت الله”، فعلينا أن نتابع المسير نحو الأمام لكي نحوّل “هذه الوصية الى حقيقة” بما أنّ “الاعتراف بالله” يحصل “في مسيرة الحياة”.
يُطرح هذا السؤال على الجميع: “لا يكفي ان نقول: “أنا أؤمن بالله، الله هو الله الواحد”. هذا جيد ولكن كيف تعيش ذلك في طريق الحياة؟” مشيرًا البابا الى أنه يمكن أن يُقال: “الله هو الله الواحد وليس هناك من إله غيره” وأن نعيش “كمن ليس هو الإله الواحد بل مع آلهة أخرى”.
وذكر قائلاً: “هذا هو كلّ الخطر الذي يمثّله روح العالم الذي يشجّع على “عبادة الأصنام”. يسوع كان واضحًا حيال هذا الموضوع: ليسوا من العالم” (يو 14:17).
وشدّد البابا على أنّ “عبادة الأصنام هي كالسمّ النفاذ فكلّ شخص يملك “أصنامًا مخبّأة” وأنّ “الطريق للوصول الى ملكوت الله” يفرض أن “يكتشف أصنامه المخفيّة”: تمامًا مثل راحيل، امرأة يعقوب التي أخفت الأصنام التي أخذتها من منزل أبيها “في رحل الجمل” (تك 31:34). كلّ مؤمن يملك أصنامًا “مخبأة” في “شخصيته”، في “نمط عيشه”، أصنامًا عليه أن “يجدها” و”يدمّرها”.
واقتبس البابا قول يعقوب الرسول في رسالته: “أيتها الزواني، ألا تعلمون أنّ صداقة هذا العالم هي عداوة الله؟ فمن أراد أن يكون صديق العالم أقام نفسه عدوَّ الله.” (يع 4:4).
تساءل البابا: لماذا “الزواني”؟ وأجاب: لأنّ من يكون “صديق” العالم هو عابد للأصنام، هو ليس وفيًا لمحبة الله. إنّ الطريق الذي يقودنا الى ملكوت الله هو طريق وفاء يشبه طريق الحب الزوجي”.
وشدّد على أننا لكي نتبع الله، علينا أن نحب على أساس “الوفاء”: “إنّ الوفاء يطلب أن نطرد الأصنام وأن نكشف الستار عنها” حتى نبقى “أوفياء للحب”.
وفي الختام، دعا البابا ان نصلّي إلى المسيح حتى لو كان ذلك “صعبًا”: أيها الرب الصالح، علّمني هذا الطريق حتى أقترب يومًا بعد يوم من ملكوت الله، هذا الطريق الذي يطرد كلّ الأصنام”.
***
نقلته الى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية