ننشر في ما يلي الحوار الذي دار بين البابا فرنسيس وشباب المدارس اليسوعية يوم الجمعة 7 يونيو في الفاتيكان وفي مضمونه مجموعة من الأسئلة التي وجهها أطفال وشباب ومعلمون من المدارس اليسوعية الإيطالية والألبانية الى البابا فرنسيس.

***

فرنشيسكو: أنا شاب يحاول أن يكون أمينًا، نعم، أحاول أن أكون أمينًا. ولكنني أواجه المصاعب. في بعض الأحيان تساورني الشكوك وأظن ان ذلك طبيعي في عمري...أود أن أسألك أن تقدم لي بعض الكلمات التي من شأنها أن تدعم هذا النمو وكل الشبان أمثالي.

إن التقدم فن، لأننا نمشي دائمًا بسرعة، فنتعب ولا نبلغ النهاية. والأمر سيان، إن توقفنا، لن نصل الى النهاية أيضًا. إن التقدم، هو فن النظر الى الأفق والتفكير الى أين سنذهب، ولكن أيضًا هو تحمل مشقّة الطريق. في كثير من الأحيان يكون الطريق صعبًا. ليس سهلًا. نود أن نبقى على الطريق ولكن ذلك صعب. فهناك ظلمة، وأيام مظلمة، وأيام من الفشل، وأيام من السقوط، فنسقط. ولكن فكروا دائمًا بما يلي: لا تهابوا الفشل ولا السقوط. فما يهم في فن التقدم ليس ألا نسقط ولكن ألا نظل "في الأسفل"! أن ننهض بسرعة، فورًا، ونكمل المسير. وهذا أمر جميل. إنه عمل كل يوم، التقدم بشكل بشري. ولكن ليس جميلًا أن نسير بمفردنا، إنه أمر سيء وممل. يجب السير كجماعة، مع الأصدقاء، مع الذين نحبهم، هذا يساعدنا في بلوغ النهاية، حيث نود أن نصل. لست أعلم إن أجبت على السؤال؟ هل إجابتي جيدة؟ ألا نخاف من الطريق أليس كذلك؟

صوفيا: أود أن أسألك، بما أنك ككل الأطفال ارتدت المدرسة، كان لديك أصدقاء أليس كذلك؟ واليوم، وبكونك بابا هل تلتقي بأصدقائك؟

أنا بابا منذ شهرين ونصف...أصدقائي يبعدون عني مسافة 14 ساعة في الطائرة، هم بعيدون...ولكن أود أن أقول لك شيئًا: أتى ثلاثة أصدقاء ليسلموا علي...وهم يراسلونني وأنا أحبهم كثيرًا. لا يمكننا العيش من دون أصدقاء. إنه أمر مهم.

تيريزا المنذهلة تمامًا سألت البابا إذا ما كان يريد "أن يكون البابا" أم لا.

أتعرفين ماذا يعني ألا يحب الشخص نفسه؟ إن الشخص الذي يود أن "يكون بابا" لا يحب نفسه، فالله لا يباركه...لا، لم أكن أود أن "أكون البابا."

مونيكا وأنطونيلا: ما الذي دفعك لأن تكون من اليسوعيين؟

(...) إن الذي أعجبني أكثر هو الجانب التبشيري. أردت أن أصبح مبشّرًا. وعندما كنت أدرس الفلسفة، كلا، عندما كنت أدرس اللاهوت، راسلت الرئيس العام الذي كان حينها الأب أروب، لأطلب اليه أن يرسلني الى اليابان أو الى أي مكان آخر. ولكنه فكر وقال لي بمحبة كبيرة: " ولكنك واجهت مرض في الرئة، ولست بصحة جيدة لعمل متطلب كهذا."، فبقيت في بوينس أيريس. ولكن الأب أروب كان طيبًا جدًّا لأنه لم يقل لي "لست قدّيسًا بما يكفي لتكون مبشّرًا." كان طيّبًا! ومحبًّا. أما الذي دفعني بقوة نحو اليسوعيين، فكان الجانب التبشيري، أن أذهب الى الخارج، أذهب لأبشر، لأعلن يسوع- المسيح. يبدو لي أن التبشير هو نواة روحانيتنا: الذهاب الى الخارج، الخروج، الخروج دائمًا لإعلان يسوع المسيح، لا أن نبقى "منغلقين" في هياكلنا، التي غالبًا ما تكون قديمة. هذا ما أحببت. شكرًا.

كاتيريا من مدرسة ليون الثالث عشر: لماذا رفضت كل أشكال غنى البابوية، الشقة الفخمة، والسيارة الكبيرة...

أعتقد أن المسألة ليست مسألة غنى. فبالنسبة الي هذا أمر يتعلق بالشخصية. من المهم لي أن أعيش بين الناس. لو كنت أعيش بمفردي، لربما معزولا قليلا، لما كان الأمر جيدًا. طرح علي معلم ما هذا السؤال: "لماذا لن تسكن هنا؟" فأجبت: "اسمع يا أستاذ، لدواعٍ نفسية." لأن هذه هي شخصيتي. الشقة ليست فخمة جدًّا كوني على ثقة. لكن لا أستطيع أن أعيش بمفردي. من ثم نعم أظن أن الوقت يخبرنا عن الكثير من الفقر في العالم، وهذه فضيحة. فقر العالم فضيحة. عالم مليء بالموارد التي تكفي لإطعام الجميع...لا يمكننا أن نفهم كيف يتواجد العديد من الأطفال الذين يتضورون جوعًا، وكثير من الأطفال الذين لا يتعلمون، والكثير من الفقراء. "كيف يمكنني أن أكون أكثر فقرًا لأتشبه بيسوع" علينا جميعًا أن نقوم بذلك. هو المعلم الفقير. إنها ليست مسألة فضيلتي الشخصية: الأمر فقط أنني لا أستطيع أن أعيش وحيدًا. وحول مسألة السيارة، التي أثرتها، إن الأمر هو ألا تملك الكثير وتصبح أكثر فقرًا. هذا هو.

أوجينيو: كيف أمكنك أن تصبح يسوعيًّا؟ ألم يصعب عليك أن تترك العائلة؟ والأصدقاء؟

إسمع: إن الأمر دائمًا صعب. دائمًا. بالنسبة إلي كان الأمر صعبًا. ليس سهلا. هناك أوقات جميلة، حيث يساعدك يسوع ويعطيك القليل من الفرح. ولكن هناك أوقات صعبة، حيث تشعر بأنك وحيد، تشعر بالجفاف، من دون فرح داخلي. هناك أوقات مظلمة، من الظلام الداخلي. هناك صعوبات. ولكن أن نحيا يسوع أمر رائع الجمال، أن نسير في طريقه، أن تحافظ على توازنك وتتقدم. ومن ثم تأتي أوقات أجمل. ولكن لا يجب أن يفكر أحد بأنه في الحياة لن يواجه المصاعب. وبدوري أود أن أطلب شيئًا: كيف تظنون بأنكم ستتقدمون مع المصاعب؟ ليس سهلًا. ولكن يجب أن نتقدم بشجاعة وثقة بالرب. فمع الرب كل شيء ممكن.

فيديريكا: أود أن أطلب كلمة لشباب اليوم، لمستقبل شباب اليوم، مع العلم بأن ايطاليا في حالة من الخطر الشديد...

تقولين أن ايطاليا تمر بوقت عصيب. نعم، فهناك الأزمة، ولكني أقول لك: ليست ايطاليا فقط التي تعاني، فالعالم أجمع في الوقت الحالي يمر بأزمة. الأزمة...الأزمة ليست شبئًا سيئًا. صحيح أن الأزمة تجعلن ا نعاني، ولكن علينا، وعليكم أنتم أيضًا أيها الشباب أن نعرف كيف نقرأ الأزمة. هذه الأزمة، ما الذي تعنيه؟ ماذا يجب أن أفعل لأساعد بالخروج من الأزمة؟ إن الأزمة التي نعيشها الآن هي أزمة بشرية. نحن نتكلم عن أزمة اقتصادية، أزمة عمل، هذا صحيح، ولكن لماذا؟ لأن هذه المشكلة في العمل، هذه المشكلة في الاقتصاد، هي نتائج المشكلة البشرية الكبرى. إن ما في الأزمة هي قيمة الشخص البشري. وعلينا أن ندافع عن الشخص البشري. في هذا الوقت...لقد أخبرت هذه القصة ثلاث مرات ولكن سأرويها مرة رابعة: تروي القصة عن بناء برج بابل وتقول أنه لبناء البرج، كانوا بحاجة لصنع القرميد. ماذا يعني ذلك؟ يعني جبل التربة، وجلب القش وفعل كل شيء...ومن ثم وضعها في الفرن. وعندما تجهز أحجار القرميد، كان يجب جلبها ورفعها لبناء برج بابل. كانت كل قرميدة ككنز، بسبب كثرة العمل الذي يجب القيام به لإنجازها. عندما كانت قرميدة تقع، كانت تحل "مأساة وطنية" وكان العامل المسؤول يعاقب، كانت القرميدة ثمينة لدرجة أنها إن وقعت أحلّت مأساة. ولكن بالمقابل إن وقع عامل لا يحصل شيء. إنها الأزمة التي نعيشها اليوم. أزمة الشخص. الشخص اليوم لا يعني شيئًّا. وأما ما يهم فهو المال. ويسوع...أعطى الله العالم لكل الخليقة، أعطاه للشخص، للرجل والمرأة، لكي يستمرا. إنها أزمة شخص، لأن الإنسان اليوم- اسمعوا جيدًا، "هو "عبد" هذا صحيح. وعلينا أن نتحرر من هذه الهياكل الاقتصادية والاجتماعية التي تكبلنا. هذا صحيح، هذا واجبنا.

فرنشيسكو: أنا أود أن أسألك إن كنت قد ذهبت يومًا الى صقلية.

يمكنني أن أقول شيئين "لا" و"ليس بعد."

فرنشيسكو: إن أتيت سنكون بانتظارك.

ولكن سأخبرك شيئًا عن صقلية، أعرف فيلمًا جميلًا جدًّا رأيته منذ عشر سنوات، ويدعى كاوس (Kaos) إنه فيلم مستوحى من أربعة نصوص لبيرانديللو (لويجي)، وهو فيلم جميل جدًّا، ويمكننا أن نرى فيه جمال صقلية الكامل. إنه الشيء الوحيد الذي أعرفه عن صقلية. ولكنها جميلة أوليس كذلك؟

البروفيسور جيسوس ماريا مارتينيز، معلم الإسبانية: أصادف عددًا كبيرًا من الشخصيات وبخاصة البالغين والمعلمين، تعلموا على أيدي اليسوعيين، وأسأل نفسي حول التسوية السياسية، والاجتماعية، في المجتمع، فكبالغين في المدارس اليسوعية كيف هو التزامنا، وعملنا، اليوم في ايطاليا، وفي العالم، كيف نكون يسوعيين ومبشرين.

إن الدخول في السياسة هو واجب على كل مسيحي. نحن المسيحيون لا يمكننا أن نلعب دور بيلاطس، ونغسل أيدينا. لا يمكننا ذلك. علينا أن ننخرط في السياسة لأن السياسة هي شكل من أشكال المحبة لأنها تسعى لتحقيق الخير العام. يجب على العلمانيين المسيحيين أن يعملوا في السياسة. ستقولون لي: "ولكن هذا ليس سهلًا..." ولكن أن يكون الشخص كاهنًا ليس سهلًا أيضًا. لا توجد أشياء سهلة في الحياة، الحياة ليست سهلة. "السياسة فاسدة" ولكني أطرح السؤال التالي: هل هي فاسدة لأن المسيحيين ليسوا منخرطين مع الروح التبشيرية؟ من السهل أن نقول: "إنها غلطة فلان"... ولكن أنا ماذا فعلت؟ هذا واجب. إن العمل من أجل الخير العام هو واجب على المسيحي؛ وغالبًا ما يكون الطريق للعمل بذلك عبر السياسة. هناك طرق أخرى، أن يكون المرء أستاذًا هو طريق آخر، ولكن النشاط السياسي من أجل الخير العام هو واحد من هذه الطرق. هل هذا واضح؟

جياكومو: تعلمنا أن نختبر، ونتعايش مع أشكال كثيرة من الفقر ، الفقر المادي، في رابطنا مع كينيا، فقر روحي، أظن في رومانيا، تقلبات سياسية، وإدمان على الكحول... أود أن أسألك أيها الأب الأقدس: كيف يمكننا نحن الشباب أن نتعايش مع فقر كهذا، كيف يجب علينا أن نتصرف؟

أولًا، أود أن أقول لكم شيئًا، لكم أنتم الشباب جميعًا: لا تدعوا الرجاء يُسرق منكم. أرجوكم. من يسرق الرجاء؟ روح العالم، الثروات، روح الغرور، الاكتفاء، الفخر، كل هذه الأشياء تسرق الرجاء. وأين نجد الرجاء؟ يسوع فقير. يسوع الذي جعل نفسه فقيرًا من أجلنا. لقد تكلمتَ عن الفقر. يذكرنا الفقر بأن نزرع الرجاء، لنحظى بالمزيد من الرجاء. هذا يبدو صعبًا قليلًا لفهمه. كتب الأب أروب مرة رسالة جيدة الى المراكز الاجتماعية تكلم فيها عن الطريقة التي يجب من خلالها درس المشكلة الاجتماعية. ولكن في النهاية قال: لا يمكننا أن نتكلم عن الفقر من دون أن نعايش التجربة مع الفقراء. لقد تكلمت عن كينيا. لا يمكننا أن نتكلم عن الفقر بشكل مجرد، لا وجود لذلك. إن الفقر هو جسد يسوع الفقير، جسد هذا الطفل الجائع، جسد هذا المريض، هذه الهياكل الاجتماعية غير العادلة. يجب علينا أن نرى جسد يسوع. لكن لا تدعوا روح الرفاهية تسرق منكم رجاءكم فتصبحون في الأخير "لا شيء" في الحياة. يجب على الشباب أن يراهنوا على مثل عليا. هذه هي النصيحة. ولكن أين أجد الرجاء؟ في جسد يسوع الذي يعاني، في الفقر الحقيقي. هناك رابط بين الاثنين.

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

آباء السينودس الكلداني يحتفلون بعيد قلب يسوع ببغداد

الأب ألبير هشام – مسؤول إعلام البطريركية الكلدانية:بعد أربعة أيامٍ مكثفة من جلسات السينودس الكلداني، أراد آباءُ السينودس، بمعية غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، مساء اليوم الأحد، 9 حزيران، مشاركة المؤمنين في الاحتفال بعيد قلب يسوع الأقدس، الذي احتفلت به الكنيسة رسميًا يوم الجمعة الماضية، في خورنة القلب الأقدس ببغداد، وكذلك بمناسبة ذكرى مرور 52 عامًا للرسامة الكهنوتية لسيادة المطران جبرائيل كسّاب. كما السادة الأساقفة ظهر هذا اليوم، في مقرّ إقامة جلسات السينودس في الدير الأمّ لراهبات الكلدان في المسبح، برؤساء الطوائف المسيحية في بغداد وبكهنة أبرشية بغداد الكلدانية لغرض تعميق العلاقات الأخوية معهم والتأكيد على وحدة الكنيسة جمعاء. 
وشارك في القداس الإلهي الذي ترأسه غبطة البطريرك ساكو والسادة الأساقفة آباء السينودس الكلداني، سعادة السفير البابوي جورجو لنغوا وسكرتيره المونسنيور جورج، والأستاذ رعد جليل كجة جي، رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية، والأب ثائر عبد المسيح، راعي خورنة القلب الأقدس، وعدد من الآباء الكهنة وتلاميذ المعهد الكهنوتي والأخوات الراهبات بنات مريم الكلدانيات. 
وقدّم غبطة البطريرك المصف الأسقفي للشعب الحاضر الذي استقبلهم بالتصفيق والهلاهل، كما هنّأ غبطته سيادة المطران جبرائيل كسّاب، راعي أبرشية استراليا ونيوزلندا، وكان أيضًا راعيًا لهذه الخورنة، خورنة القلب الأقدس ببغداد، لمدّة ثلاثين سنة عندما كان كاهنًا، وذلك بمناسبة مرور 52 عامًا على رسامته الكهنوتية متمنيًا له دوام الصحّة والموفقية في رعايته لشعبه. وطلب خاصّةً من الجميع الصلاة من أجل السينودس الكلداني الذي يُعقد منذ الخامس من الشهر الجاري وستنتهي أعماله يوم الثلاثاء القادم، لكي يمنح الربّ رعاته الحكمة والشجاعة لاتّخاذ قراراتٍ جريئة تجدّد ما هو بحاجة إلى تجديد، ويحافظوا على أصالة الكنيسة والوحدة فيما بينهم. وشكر في كلمته الأخوات الراهبات بنات مريم الكلدانيات اللواتي يستقبلن آباء السينودس في هذه الأيام ليس في ديرهنّ فقط بل في صلاتهنّ ومحبتهنّ لكنيستهنّ. 
واستعرض المطران كسّاب في كلمته التي ألقاها بعد موعظة غبطة البطريرك، مسيرة حياته الكهنوتية الطويلة، مؤكدًا على خبرة مرافقة الله معنا في كلّ خطوة، فلا داعي للخوف من الظروف الصعبة التي نمرّ بها.  
وفي نهاية القداس طلب غبطته أيضًا الصلاة من أجل سيادة المطران مار توماس ميرم، راعي أبرشية أورميا بإيران، بمناسبة مرور الذكرى السادسة والأربعين لرسامته الكهنوتية، وسيادة المطران جاك اسحق، المعاون البطريركي، بمناسبة مرور الذكرى الخمسين لرسامته. وتمرّ ذكرى رساماتيهما في الأيام القليلة القادمة. 
وكان آباءُ السينودس قد التقوا ظهر هذا اليوم بالسادة رؤساء الطوائف المسيحية في بغداد، وبكهنة أبرشية بغداد الكلدانية وتلاميذ المعهد الكهنوتي التابعين لأبرشية بغداد، وتناولوا غذاء المحبة سويةً من أجل تعميق العلاقات الأخوية بين أبناء الكنيسة الواحدة، وذلك بمشاركة سعادة السفير البابوي وسكرتيره. 
ويطلب آباءُ السينودس من أبناء وبنات الكنيسة الكلدانية الاستمرار بالصلاة من أجل السينودس الكلداني الذي اعتبره غبطة البطريرك سينودسًا مفصليًا عليه تُعقد الآمال. 

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن معنى عيد قلب يسوع الأقدس

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهرا عندما أطل البابا فرنسيس من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين صلاة التبشير الملائكي. قال البابا إن شهر حزيران يونيو مكرس تقليديا لقلب يسوع الأقدس، وهو التعبير البشري الأسمى عن المحبة الإلهية. ولفت الحبر الأعظم إلى الاحتفال بهذا العيد يوم الجمعة الماضي مشيرا إلى أن قلب يسوع الأقدس هو رمز لرحمة الله، لكنه ليس رمزا خياليا، إنه واقعي إذ يمثل الينبوع الذي يتدفق منه الخلاص للبشرية بأسرها. تابع البابا كلمته مشيرا إلى وجود نصوص في الأناجيل تحكي عن قلب يسوع: عندما قال المسيح ـ على سبيل المثال ـ “تعالوا إلي جميعا أيها المرهقون المثقلون وأنا أريحكم. احملوا نيري وتتلمذوا لي فإني وديع متواضع القلب” (متى 11: 28ـ29). كما لفت الحبر الأعظم إنجيل القديس يوحنا الذي يتحدث عن خروج دم وماء من قلب يسوع عندما كان معلقا على الصليب وطعنه جندي روماني بحربة في جنبه. فمن قلب يسوع انبعث الغفران والحياة للبشر أجمعين. هذا ثم أكد الحبر الأعظم أن رحمة يسوع، لا تقتصر على المشاعر وحسب، إنها قوة تهب الحياة، وتقيم الإنسان من الموت! وهذا ما يقوله لنا الإنجيل المقدس عندما يخبرنا بحاثة أرملة يائين. فعندما وصل يسوع وتلاميذه إلى قرية يائين في الجليل، كان يجري تشييع فتى، ابن وحيد لأرملة. فنظر يسوع إلى الأم الباكية. ويقول إنجيل القديس لوقا “فلما رآها الرب أخذته الشفقة عليها” (لوقا 7، 13). هذه الشفقة هي محبة الله للإنسان، إنها الرحمة ونظرة الله لبؤس البشر وآلامهم ومخاوفهم. وما كانت ثمرة هذه المحبة؟ الحياة! قال يسوع للأرملة “لا تبكي”، وأيقظ الفتى الميت كما لو كان في نائما. إن رحمة الله تهب الإنسان الحياة، وتقيمه من الموت. دعونا لا نخاف من الاقتراب منه! قلب الرب رحوم، وهو يغفر لنا إذا أريناه جراحنا الداخلية وخطايانا. بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي ذكّر البابا باحتفال تطويب خادمتي الله البولنديتين ماشيجوفسكا وشفشيك الذي تم هذا الأحد في كراكوفيا، وقال إننا نرفع الشكر للرب على هاتين الطوباوتين مع الكنيسة المحلية. ثم حيا البابا وفود الحجاج والمؤمنين خاصا بالذكر الحجاج القادمين من مومباي بالهند. ثم تمنى للكل أحدا سعيدا.

مريم.. ملجأ الخطأة

مريم ملجأ الخطأة، وتساعد المؤمن على فحص الضميرالذي يؤدي إلى الندامة الحقيقية والحياة الجديدة.
بشفاعة العذراء مريم، الكلية القداسة والكاملة الطهارة، أطلب من الله أن يساعدك وانت تفحص ضميرك كي تعرف خطاياك وتندم عليها وتقرّ بها بين يدي الكاهن ( الأب المعرّف ) في سر الاعتراف، وتنوي نية ثابتة أن لا تعود إليها