نظّم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بالتعاون مع المجلس البابوي لوسائل الاتصال الاجتماعية في الفاتيكان، وبحضور وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني د. محمّد المومني، مؤتمرا حمل دلالة وعنواناً مهمّين، ينبعان من تاريخ مزهر خطه سكان هذه المنطقة معاً ... في شتى الظروف: " الإعلام العربي المسيحي في خدمة قضايا العدل والسلام وحقوق الانسان ".

انّ منطقتنا العربية بحاجة إلى تعزيز تلك القضايا الملحة، دون ابطاء، وهي كذلك بحاجة إلى الإعلام الصحي والصحيح الذي يدعم تلك الأمور الانسانية النابعة من الخالق ذاته، وكلها تصب في كرامة الجنس البشري . وقد كان العرب المسيحيون، وهم الآن، روّاد فكر وثقافة واعلاء للكرامة الإنسانية، عبر ما يعيشونه هم أو ما يُتاح لهم في مجتمعاتهم المتبانية في مناخات حرية التعبير والتفكير والعبادة والاسهام الحضاري في الميادين كافة.

كان لحضور رئيس المجلس البابوي المطران كلاوديو ماريا شيلي شخصيا في المؤتمر ، أطيب الاثر ، سيّما وأنّه كان منذ تسعينات القرن الماضي مهندس انشاء العلاقات الدبلوماسية بين الاردن والكرسي الرسولي (1994)، وهو دائما يشيد بالحفاوة الاردنية وسهولة انشاء تلك العلاقات . وهذه المرّة قد جاء للمشاركة في المؤتمر المذكور ، والتقى برئيس الوزراء ، وكذلك بالاميرة ريم العلي في معرض زيارته الى المعهد الاردني للاعلام، واطلّع على إعداد الإعلاميين في المعهد المتميّز.

المؤتمر الذي حضره ممثلون لعدّة أطياف دينيّة ومدنيّة ، شدّد  على الدور الريادي والقيادي الذي يلعبه الإعلام الديني في مجتمعات اليوم، وكيف انّ بإمكانه أن يكون خادماً للدين في بيان صورته الحقيقية، وبامكانه كذلك أن يكون هادماً له فيسخّره لخدمة الأطماع السياسية وغيرها.

ومن هنا جاء الحديث عن الاعلام الذي اختص المؤتمر به وهو الإعلام العربي المسيحي، وهو موضوع جديد ، لم يكن التركيز عليه في السابق ، والمقصود به طبعا الإعلام الديني الذي تملكه الكنائس في الوطن العربي ، وهو انعكاس لهوية أصحابه ، بمعنى كونه خادما للقضايا العربية والعالمية، وهو ليس اعلاماً منغلقاً وانما هو في خدمة القضايا الانسانية مثل العدالة و السلام واحترام حقوق الانسان والدفاع عنها في أوقات الضرورة.

والمؤتمر المنعقد في عمان المميزة بالحوار والدرجة الراقية للعيش المشترك، يدرك انّ الإعلام الديني المنفتح هو أيضا حقل خصب للتواصل بين الكنائس المتعدّدة، وكذلك للحوار مع الأخوة المسلمين الذين نتقاسم معهم الحاضر بسرّائه وضرّائه، كما تقاسمنا الماضي وسنتقاسم المصير ذاته، لذلك جاء تشديد المؤتمر على ضرورة دعم مبادرات الحوار والالتقاء الايجابي، عبر وسائل الاعلام المتعدّدة. وهنا، أقتبس من كلمة دولة فيصل الفايز في المؤتمر: "انّ الاردن قيادة وحكومة وشعباً، يؤمنون ايماناً قاطعاً، بضرورة أن يكون الخطاب العربي الاسلامي المسيحي، خطاباً جامعاً، يعظم القواسم المشتركة بين مختلف الاديان، وأن يكون الخطاب الثقافي والإعلامي والديني رافضاً للتطرّف والغلوّ والهيمنة" .

وقد جاءت الدعوة واضحة وصريحة الى استتباب العدل والسلام واحترام حقوق الإنسان في المنطقة العربية، وكذلك الى وقف العنف من كل الأطراف المتناحرة في أكثر من بلد عربي.

وبالتزامن مع المؤتمر، بدأ المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام تقديم درعه بشكل سنوي لإثنين من المبدعين، وكرّم هذا العام د. عصام السخنيني من جامعة البتراء على مؤلفه "مقاتل المسيحيين في نجران 523 وفي القدس 614 "، والفنان موسى حجازين تقديراً لعطائه في حقول المسرح السياسي وحرية التعبير.

الإعلام ، كما ظهر في مؤتمر الإعلام العربي للمسيحي، إمّا يكون خادما للعدالة والسلام وحقوق الانسان ، وإمّا لا يكون أبدا.

Abouna.org@gmail.com

البيان الختامي لمؤتمر الاعلام العربي المسيحي

عقد المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام في الأردن، بالتعاون مع المجلس البابوي لوسائل الاتصال الاجتماعية في الفاتيكان، مؤتمرها المشترك الأول في عمّان، ورعاه البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، وشارك به وزير الدولة لشوؤن الاعلام والاتصال، الدكتور محمد المومني، ورئيس الاساقفة كلاوديو ماريا شيلي، رئيس المجلس البابوي لوسائل الاعلام، من العاشر الى الحادي عشر من حزيران 2013 . وذلك استمراراً لأعمال المؤتمر والاساقفة الشرق الاوسط الذي عقد في نيسان العام الماضي في لبنان وتطبيقاً لتوجيهات السينودس الخاص بالشرق الاوسط الي عقد في الفاتيكان عام 2010.