عندما يصبح الأطفال مرضى، لا يجب أن تهدف الطرق المُستخدمة لمعالجتهم إلى شفائهم من المرض ولكن إلى إحترام الكرامة الذاتيّة وحقوق أولئك الذين يعانون.

وتكمن هذه الرسالة في محور "الطفل كشخص وكمريض أيّ المناهج العلاجيّة المقارنة"، خلال مؤتمر إنعقد في قاعة بيوس العاشر في الفاتيكان، وبرعاية المجلس الحبري لراعوية الصحة إلى دراسة مدى إمكانيّة حصول الأطفال، الذين هم بحاجة إلى الرعاية النفسيّة والطبيّة، إلى العلاج الشامل الذي يلزمهم. ونُظّمت المحادثات بين ثلاث مواضيع رئيسيّة ألا وهي، كرامة الطفل كشخص، وكرامة الطفل كمريض وكرامة الطفل كما يُنظر إليه بعيون الإيمان.

وقال رئيس الأساقفة زيغمونت زيموسكي، وهو رئيس المجلس الحبري لراعوية الصحة، متطرّقًا إلى تلك المواضيع الثلاث في كلمته لإفتتاح المؤتمر، أنّ الطفل، وبسبب كرامته الذاتيّة كإنسانٍ، يستحقّ علاجًا طبيًّا يهتمّ باحتياجات الطفل الجسديّة، والنفسيّة والروحية.

وعلى ضوء الإيمان، أردف قائلًا أنّ كلّ طفل خُلق على صورة الله ومثاله. "ويعدّ الطفل، بصغره وببساطته، وبميله إلى الثقة والائتمان، مرآة فريدة لهذه الصورة ونبوة إلهية للإنسان. ولهذا السبب أشار يسوع... إلى الأطفال كمثل ونموذج بين الإنسان والله". 

وعرضت محادثات حول الإضطرابات النفسيّة والمعنويّة عند الأطفال وطرق معالجتها. وقدّم المتحدثون مقارنات بين العلاج النفسي والأدوية النفسية، مبرهنين أن أنّ تناول مثل تلك الأدوية على المدى الطويل لا يعدّ فقط غير فعّال بل أيضًا يمكنه أن يحمل آثارًا جانبيّة خطيرة.

وحذّر د. سامي تاميمي، وهو طبيب نفساني، مشركًا نظريّته حول المؤتمر مع وكالة زينيت، من النظر إلى المعاناة بطريقة بسيطة مفرطة. وقال أنّهم يركّزون إهتمامهم على المحاولة في إصلاح شيء لا يمكنهم في الواقع إيجاده في دماغ الأطفال، ويمكنه أن يبعدنا عن المشاركة المرتبطة أكثر بأنواع المعضلات التي يواجهها الأطفال في حياتهم، وتدفعهم هذه المشاركة إلى إستعمال خدمات تشبه الخدمة التي يقدّمها.

وقال أنّه من الضروريّ معرفة أين يكافح الأطفال، و"من أجل المشاركة في مكافحتهم بالتفكير في الأغراض ومحيطها ذات النطاق الأوسع. وهذا ليس لأنّها ستساعدنا فقط على فهم ما قد يسهم [إلى المكافحة]- بل إنّها أيضًا تعطينا فرصةً أكبر للبحث عن طرق أخرى حيث يمكن أن يحسّن الأشخاص الراحة العاطفيّة".

التصدير

صرّح د. تاميمي، أنّه عندما أدرك أنّ تناول الأدوية النفسيّة لها تأثير على المدى القصير، كان إهتمامه الأكبر في كيفيّة جعل تلك الأدوية عالميّة. وقال أنّهم ينشرون، على نطاق عالمي، الأدوية وطرق وصفها التي لا يتمّ اتباعها بطريقة صحيحة وبشكلٍ خاص في الغرب، في حين أنّ بعض البراهين بشأن ذلك تشير فعلًا إلى أنّ الأطفال الذين يعيشون في مجتمعات أكثر إستقرارًا في العالم النامي هم، في الواقع، أكثر اطمئنانًا وأكثر سعادةً عادةً من الأطفال الذين ينمون في البلدان الأكثر تقدّمًا على الرغم من، أو ربما بسبب، ثروتهم الإضافية.

كما وأعرب عن إهتمامه في كيف أنّ الأدويّة لا يتمّ فقط تصديرها بل أيضًا تعتبر نظامًا قيّمًا، وأضاف "إنّكم تصدرون طريقة التفكير في مشاكل قد تُبعد الأشخاص فعلًا عن الموارد الموجودة". وأعطى مثلًا عن شاب يعيش في العالم النامي ويعاني من الإحباط والنشاط المفرط بعد أن دُمّر منزل عائلته جرّاء فيضان. وقال أنّه في مثل هذه الحالة، يظنّ أنّ إنفاق المال على تقديم منزل أفضل من معالجة ذلك الشاب كأنّه محبط أو مفرط النشاط.

وصرّح قائلًا أنّه إن قبلوا إستخدام الأدوية، قد يخسروا أحيانًا حقوق الإنسان والبعد الإجتماعي لما يحدث.

***

نقلته الى العربية ميريام سركيس- وكالة زينيت العالمية