أقترح على العمل الرّعويّ العائليّ في لبنان، أن يتخطّى ذاته وأن يعمل المستحيل كي يعتمد الإجراءات الملائمة والقادرة على مواجهة خطر إلغاء الحياة المسيحية في العمق المعبّر عنها بالإيمان والممارسة. وعليه، فالكنيسة قادرة، لا بل ملزمة بمساعدة الشباب، وبالأخصّ الموارنة المقبلين على الزواج، على المجاهرة بمسؤوليّة عن عمق بإيمانهم، والاستعداد الكليّ لإنشاء التزامات عميقة وجديّة مع المسيح، قادرة على المحافظة على الزواج المسيحيّ كما على الكنيسة. وبناءً عليه، فالعمل الرّعويّ مدعوّ إلى توعيّة وتربية إيمان الشباب والخطّاب. وعلى الكنيسة تجديد رؤيتها المتعلّقة بالإعداد للزواج، في جميع مراحله، واعتماد مقاربة جماعيّة، بحلّة جديدة ومعاصرة من حيث توجهها العمليّ، تتحقّق من خلال التداول والتحادث ضمن الحياة المشتركة، وهكذا يحظى مشروع الحياة العائليّة بفرصٍ أكبر للنجاح.
مُلزَمةٌ هي الكنيسة بالدّفاع عن سرّ الزواج وبتسليط الضوء على أهميته، لذا لا يجب أن تكتفي الكنيسة المارونيّة، بتغيير طفيف على المستوى التعليميّ والتوجيهيّ. إضافة إلى ذلك، تتطلّب الأنجلة الجديدة حضورًا كنسيًّا أكثر إلتزامًا بمستقبل المؤمنين، على الصعيدين الأخلاقيّ والروحيّ.
فالكنيسة على مثال المؤمنين، مُلزمة بوضعِ واقعها على بساط البحث، من وقتٍ إلى آخر، كي تُدعِّم أسسها كما يتوجّب عليها أن تقرَّ وبتواضع، بضرورة تبنّي التغيير المهمّ والجذري، كي تنجح مهمتها التبشيريّة مع أتباعها الّذين هم بأمسّ الحاجة إليه.
2- النهاية
وفي النهاية، لا بدّ من تسجيل الملاحظة التاليّة، التي تلخَّص كالآتي: إنّ بعض التعديلات والخطوات التجديديّة تساهم في نشر أسلوبٍ جديد في الإعداد للزواج في الكنيسة المارونيّة في لبنان. في هذا السياق، على الرؤية الجديدة الوقائية المبنيّة على عدد من المفاهيم أن تأخذ بعين الاعتبار وضمن إطارٍ تمرّسي، إنسانيّ ودينيّ، جميع الطروحات المقترحة لا سيّما الحركة التجديديّة في الإعداد للزواج، من خلال تغيير الهيكليّة الحاليّة، واعتماد مسار جديد، يكون مزيجًا لمبادراتٍ خلّاقة، يعتمد نجاحها على وسائل إنسانيّة ودينيّة وماليّة وتقنية تلائم مفهوم الزواج.
تطمح هذه الأطروحة إلى الحصول على تقبّل فكرة مساعدة المقدمين على الزواج على إعادة إكتشاف أهميّة أبعاد الزواج المسيحيّ، روحيًّا، دينيًّا وإنسانيًّا. وأخيرًا أتمنى أن يلقى اقتراحي قبولاً لدى الكنيسة المارونيّة، كي يقوم المسؤولون الكنسيّون بمجهود أكبر يصبُّ في مصلحة المجتمع بوجهٍ عام، وفي مصلحة العائلات والشباب والمقبلون على الزّواج، بشكل خاص، الملزمين بدورهم، بتوظيف كلّ طاقتهم لإنجاح مشروعهم على الصّعيدين الاجتماعي والفرديّ. آمل بشدة أن يكون لهذه الأطروحة إرتدادات إيجابيّة وأن يُسهم هذا البحث في التغيير الذي يحتاجه اللبنانيّون، وبالأخصّ الموارنة.