الشهداء المسيحيّون القدماء منهم والجدد كانوا محور تفكير وموضوع صلوات مجموعة من الحجّاج قدموا إلى مزار سيّدة كارفين في اسكتلندا.
أمّا مسيرة الحجّ هذه إلى مغارة لورد في كارفين، فكانت من تنظيم جماعة عون الكنيسة المتألّمة وتضّمنت رتبة درب الصّليب مع تأمّلات حول شخصيات تاريخية كالقديس توماس بيكيت والقديسة جان دارك، بالإضافة إلى مسيحيين قتلوا منذ العام 2005 كالأب رغيد غاني من العراق وشهباز باتي من باكستان.
واستمع المشاركون أيضا إلى قصّة الطّفل ايمانويل دايك، البالغ من العمر أربع سنوات، والذي قتل ليلة عيد الميلاد في العام 2011 مع أربعين آخرين من المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية داخل كنيسة القديسة تريزيا في مادالا، نيجيريا.
روى القصّة جون بونتيفكس من عون الكنيسة المتألّمة، والعائد من رحلة لتقصّي الحقائق في نيجيريا. التقى جون خلال رحلته بوالدة ايمانويل، شيوما دايك، التي فقدت أربعة من أفراد عائلتها في الهجوم المذكور. وعبّرت السيدة دايك عن شعورها قائلة “قلبي مفطور، ولا أحد سوى الله قادر على مساعدتي. مهما حصل، لن أفقد إيماني بالله”.
وعرض السيد بونتيفكس في محاضرته النتائج التي توصّل إليها في الرّحلة، فوصف الوضع الأمني المتدهور في شمال شرق نيجيريا، حيث التقى بالعديد من الشبان الذين أصيبوا في الهجومات التي تطال الكنائس أثناء القداديس. ثمّ ألقى الضّوء على التزام الناس بايمانهم وتشدّدهم في نبذ العنف.
كما استشهد السيد بونتيفكس بكلام أسقف نيجيريا اغناطيوس كايغاما أوف جوس “يمكنهم أن يدمّروا كنائسنا بالقنابل… لكنّهم لن يستطيعوا أبدا أن يسلبونا ايماننا بالمسيح”، في معرض وصفه للتهديدات التي تمثّلها الجماعات المتطرّفة القاطنة في شمال شرق البلاد، ومنها بوكو حرام.
انطلقت رحلة الحج نهار الأحد الثامن من حزيران/ يونيو في طقس مشمس ودافئ، وابتدأت المسيرة بصلاة الورديّة، تمّ خلالها تذكّر الشهداء المسيحيين الّذين سقطوا عبر العصور.
وقد حضر البرنامج أكثر من ٧٠ شخص وتخلّله قدّاس في الكنيسة الزجاجيّة في المغارة وترأّس القدّاس الأب براين لوغ .
أمّا فرسان كنيسة القدّيس كولومبا فحملوا تمثال العذراء مريم وهم الذين جمعوا أموالًا لمساعدة عون الكنيسة المتألّمة لعملها في السودان.
وصرّحت منظّمة الحفلات لوران مكماهون قائلةً: “إنّه لمهمّ أن نصلّي للكاثوليكيّين والمسيحيّين حول العالم الذين يُناضلون في سبيل إيمانهم”.
وتابعت قائلة إنّ الحجّاج تأثّروا جدًّا في الأشخاص الذين رووا شهادة حياتهم هم الذين وضعوا حياتهم في خطر من أجل إيمانهم. وقد تأثّرت لوران خلال العرض المتعلّق بنيجيريا حول المسيحيّين المضطهدين.