أيها الحفل الكريم
أهلا بكم في هذا المؤتمر الأول الذي ينظمه المجلس البابوي لشؤون الاتصالات الاجتماعية في حاضرة الفاتيكان، مع المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام في عمّان.
من حريصا في لبنان العام الماضي، حيث شاركنا في مؤتمر الاعلام في الشرق، لتعزيز الحوار وخدمة السلام، نأتي اليوم الى عمان، ولكن مروراً بالفاتيكان التي احتفلنا معها بتنصيب حبر جديد، وقد اختار ان يكون أول لقاء رسمي له مع الاعلاميين، اذ قال البابا فرنسيس : ” أنتم ايها الاعلاميون : شهود للجمال والحقيقة والطيبة” . واليوم ها نحن في عمّان – عمّان الأصل الطيب، عمان الجميلة، وعمان خادمة الحقيقة، يقيادتها الحكيمة وبشعبها المستنير، نجتمع اليوم تحت شعار مذهل وحالي وآني وحيوي وضروري، انه شعار : “الاعلام العربي المسيحي في خدمة العدالة والسلام وحقوق الانسان “.
وقبل أن أتوقف معكم عند هذا العنوان المليء بالدلالات، دعونا نشكر من جديد ثلاثة أطراف حاضرة ومنظمة : المجلس الحبري لوسائل الاتصال الاجتماعية في الفاتيكان وانني لأحيي سيادة الأخ كلاوديو ماريا شيلي رئيس المجلس الذي جاء من الفاتيكان خصيصاً لهذا الملتقى، فأهلاً وسهلاً به. وشكراً له على الكلام النير الذي أغدقه علينا قبل قليل.
والتحية كذلك الى معالي الدكتور محمد المومني، وزير الدولة لشوؤن الاعلام والاتصال في المملكة الحبيبة، راجين لحكومتنا الرشيدة أن تتقدم دائماً تحت الرعاية الحكيمة لسيد البلاد، وراجين للمملكة الاردنية ان تبقى دائمة المحبة والوحدة الوطنية.
وكلمة شكر كذلك الى مركز البطريركية الاعلامي: المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الذي افتتحناه بأمل كبير العام الماضي، وما زلنا في بداية المشوار نحو تنمية الحضور الراقي للمسيحيين العرب عبر اعلامهم، وهم الذين كانوا وما زالوا حاضرين لخدمة مجتمعاتهم وأوطانهم. والأسبوع الماضي، وغير بعيد من هنا، افتتح صاحب الجلالة – الجامعة الامريكية في مادبا وهي لبنة جديدة، تضاف الى اسهام البطريركية لخدمة أبناء هذا الوطن الجميل، بدون أي تمييز. وسواء مدارسنا وجامعتنا … اليوم اعلامنا، كلها جميعها في خدمة الوطن والانسان الذي يستحق ان نخدمه وأن نقدّر كرامته.
<p>أيها الأكارم، لقد جاء في الارشاد الرسولي حول المسيحيين في الشرق ” شركة وشهادة ” : “من واجب وحَقِّ المسيحيين في الشَّرق الأوسط، المشاركةُ التَّامّة في حياة الوطن من خلال العمل على بناء أوطانهم. ينبغي أن يتمتَّعوا بمواطنة كاملة، لا أن يُعاملوا كمواطنين أو مؤمنين من درجة ثانية. وكما كانت الحال في الماضي، إذ كانوا من رُوَّادِ النَّهضة العربيِّة، وكانوا جزءاً لا يَتَجزَّأ من الحياةِ الثَّقافيِّة والاقتصاديِّة والعلميِّة لمختلف حضارات المنطقة، ها هم يرغبون، اليومَ وعلى الدّوام، في مقاسمة خبراتهم مع المسلمين مقدِّمين إسهاماتهم الخاصَّة. ( رقم 25)
وقبل توزيع الارشاد في لبنان العام الماضي، كانت توصيات السينودس تقترح ان تستخدم اللغة العربية بشكل أوفر في دوائر الكرسي الرسولي واجتماعاته الرسمية، حتى يتاح لذوي الثقافة العربية الحصول على المعلومات بلغتهم الأم.
الحفل الكريم، ان مجتمعاتنا العربية المتخبطة في هذه الأيام. والتي لا تدري أين تتوجه، هي بأمس الحاجة الى العدالة والسلام وحقوق الانسان، الا انها بحاجة الى اعلام حقيقي وأكثر انسانية، لذلك يأتي هذا المؤتمر ليسلط الضوء على التجربة الأردنية الملتقية مع التجربة الفاتيكانية، لنقول بأن هنالك اعلاما راقٍيا، ما زال يخدم الكرامة الانسانية ومن أجل ذلك نقيم هذا المؤتمر ونتمنى له النجاح شاكرين من أجله كل من حَضِر وحَضَر .
أهلاً بكم جميعاً .