أجرى البابا فرنسيس تعليم الأربعاء المعتاد في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان وتوقف اليوم حول المفهوم الذي يتوسع به الدستور العقائدي “نور الأمم” للمجمع الفاتيكاني الثاني، ألا هو مفهوم الكنيسة كـ “شعب الله”.
وتساءل الأب الأقدس: ما معنى أن نقول “شعب الله”؟ وأجاب: “يعني أن الله ليس ملكًا لأي شعب، فهو الذي يدعو، هو الذي يجمع، هو الذي يحثنا على أن نكون شعبه، وهذه الدعوة هي موجهة إلى الجميع دون تمييز، لأن رحمة الله تريد خلاص الجميع”.فيسوع دعا تلاميذه لكي يذهب في الأرض كلها لكي يتلمذوا كل الأمم، وعليه – بحسب تعليم القديس بولس – لم يعد هناك يهودي أو يوناني، بل الجميع واحد في المسيح يسوع” (غل 3، 28).
وتوجه البابا بدعوة إلى من يشعر بأنه بعيد عن الله وعن الكنيسة، إلى من يشعر بالخوف واللامبالاة، قائلاً: “إن الرب يناديك أنت أيضًا لكي تكون عضوًا في شعبه، وهو يقوم بذلك باحترام وحب كبيرين!”.
بالمعمودية نضحي شعب الله
ثم سأل البابا: وكيف نصبح أعضاءً في هذا الشعب؟ – “ليس من خلال الولادة الجسدية، بل من خلال ولادة جديدة. ففي الإنجيل يقول يسوع لنيقوديموس أنه يجب أن يولد المرء من العلاء، من الماء والروح، للدخول في ملكوت الله” (راجع يو 3، 3 – 5).
وشرح أننا ندخل في شعب الله من خلال المعمودية. مضيفًا أننا ننمي في انتمائنا إلى شعب الله من خلال النمو في المحبة.
وهذه المحبة هي شريعة شعب الله. وأوضح أن “المحبة ليست عاطفية عقيمة أو أمرًا مبهمًا، بل هي الاعتراف بالله كرب حياتنا الوحيد، وفي الوقت نفسه، قبول واستقبال الآخر كأخ حق، من خلال تجاوز الانقسامات، العداوة، سوء الفهم، الأنانية”.
رسالة شعب الله هي حمل الرجاء
ثم أوضح الأب الأقدس أن رسالة شعب الله في تاريخ البشرية هو أن يحمل الرجاء وخلاص الله. ويتم ذلك من خلال صيرورتنا “علامة لحب الله الذي يدعو الجميع للصداقة معه”.
المسيحيون هم “الخميرة التي يجب أن تخمّر كل العجين، الملح الذي يعطي الطعم للأكل ويحفظه من الفساد، النور الذي ينير”.
أما بالحديث عن غاية شعب الله فقد شرح البابا فرنسيس أن غاية شعب الله هي ملكوت الله، الذي بدأ على الأرض ولكنه ينتظر اكتماله.
غايتنا هي “الشركة الكاملة مع الرب، الحميمية مع الرب، الدخول في حياته الإلهية عينها، حيث سنعيش فرح حبه اللامحدود، والحبور التام”.