الأردن: كلمة البطريرك فؤاد الطوال في مؤتمر الإعلام العربي المسيحي

على الإعلام أن يغذي روح المسؤولية المتبادل بين الناس وبين الحكام وشعوبهم

Share this Entry

الأخوة الأساقفة،

أخوتي وأخواتي

الحفل الكريم،

         تحية عطرة من القدس الشريف، قدس الجلجلة ودرب الصليب. قدس الرجاء والمحبة لأنها أيضا قدس القيامة والفرح والانطلاق.

شكراً لكل من هيئ وشجع وعمل لنجاح هذا المؤتمر. وجود العديد من الشخصيات ومن المشاركين يدل على أهمية الموضوع المطروح “الإعلام العربي في خدمة قضايا العدل والسلام وحقوق الإنسان”.

لقد جاء في أحد تقارير سينودس كنائس الشرق الأوسط والذي عقد قبل سنتين في روما ما يلي: إن استعمال وسائل الإعلام لنشر الإيمان والتربية الدينية، وثقافة السلام، وأعمال الازدهار والتقدم، أمر لا غنى عنه قطعاً. فالإعلام هو شهادة للمسيح وللمبادئ المسيحية. هو ثقافة جديدة، لها لغتها وأساليبها وطرق العمل فيها”.

نشاهد في شرقنا الأوسط كيف لعبت وسائل الإعلام دورها في تغيير المجتمعات. والثورات العربية القائمة حالياً هي ثورات وحرب معلومات صحيحة أو خاطئة. ترافق ثورات القتل والدمار والتغيير.

نحن في كنائسنا نود:

1)                  تشجيع الاستعمال الصحيح لوسائل الإعلام في الخدمة والإيمان والعدل والسلام، لبناء مجتمع سليم محليّ ودولي، للخير العام وبروح المشاركة.

2)                  بناء جسر حوار مع المسؤولين والقائمين على وسائل الإعلام مما ييعني:

أ‌.        من قبل الكنيسة تفهّم عالم وسائل الإعلام، أساليبها، قوانين العمل فيها وتشجيع ودعمها معنوياً ومادياً القائمين عليها.

في الشرق قد نخطئ إذا لم نعر وسائل الإعلام الاهتمام اللازم، وقد نخطئ إذا بالغنا وأفرطنا في الشك والاتهام. قد يكون نوع من ؟؟؟؟؟؟ الغياب الغياب عن هذا الميدان في وقت العلمنة والانفتاح على الغير.

–        وعليه علينا فهم العلاقة القائمة بين الكنيسىة المؤسسة وبين وسائل الإعلام،

–        الشعور بنقاط الضعف وبالتحديات التي نعيشها؛

–        وضع برنامج تأهيل وتوصيات إلى طلبة الكهنوت وللكهنة والراهبات والرهبنات فيما يخص الإعلام والاتصال.

أول مشاركة عندنا وجدت في عقيدة الثالوث الأقدس. واول حوار واتصال تمّ بين الله والبشرية عن طريق الأنبياء والكتب المقدسة، ثم عن طريق الكنيسة والقائمين عليها.

وما الكنيسة المؤسسة إلى شراكة في المسؤولية وإيصال اررسالة بين القائمين عليها وبين المؤمنين.

عالم الإعلام ووسائله هو ثقافة قائمة بذاتها، لها لغتها ولها أساليبها، كما لها غناها وأخطارها. على الكنيسة أن تفتح ابوابها لهذه الثقافة، كما على الكنيسة أن ؟؟؟؟؟؟؟ هذه الثقافة.

فإذا كان واجب الكنيسة أن تبشِّر وتوصل الخبر السار إلى الناس، فما عليها إلاّ ان تستعمل الطرق والوسائل المتاحة، فرجل اليوم يمضي وقته بالمطالعة أو بسماع الأخبار أو مشاهدتها على شاشة التلفزيون أو ان يبحر في عالم الإنترنت ومشتقاته.

كل هذه الوسائل هي موعد اللقاء بين الكنيسة والناس، إذا كان عند الكنيسة ما تقدمه.

دور وسائل الإعلام

1)                  عليها أن تكشف للإنسان كرامته النابعة من كونه خلق على صورة الله ومثاله. ولا يحق لأي قوة أو سلطان أن تعبث بهذه الكرامة.

2)                  عليها أن تغذي روح المسؤولية المتبادل بين الناس وبين الحكام وشعوبهم.

3)                  كما عليها أن تنمي روح الحرية الشخصية، مع احترام حرية الغير وروح الحوار. فإذا ما أحسنّا استعمال هذه الوسائل، فحتما نحن سائرون في طريق خدمة قضايا العدل والسلام. سائرون في طريق قول الحقيقة وإيصالها للمواطن.

فكل شخص يريد المعرفة ويريد الحقيقة، عليه يجب تربية ضمائر الشعوب وضمائر القائمين على مصير ومضصلحة الشعوب، مما يتطلب شجاعة ويتطلب تضحية. كبير هو عدد الصحفيين الذين ضحوا بحياتهم؟؟؟ في سبيل أن يصلوا إلى الحقيقة وينقلوا الخبر الصحيح غير المزيّف.

–        هيّن جداً الانزلاق في إعطاء الخبر؛

–        هيّن جداً التعتيم على بعض الأخبار،

–        هيّن جداً شراء الضمائر في هذا المضمار؛

–        هيّن جداً أن توصل من الأخبار ما يروق مصالحنا، ونجعل منها أخبار الساعة.

كنيستنا ووسائل الإعلام

كان عدد الرسل اثني عشر. لم يكن بحوزتهم ما نملك حاليا من معدّات. ومع ذلك غزوا العالم. آمنوا بقضية، ولأجل هذه القضية كانوا على استعداد لأي تضحية، بما في ذلك بذل الذات. وهذا درس لنا جميعاً.

مسؤولية الكنيسة الأم كبيرة جداً. نحن ؟؟؟ العالم والعالم يود سماع صوتنا.

علينا أن يكون لدينا رؤية واضحة وتكون لدينا شهادة حيّة. وأي مجموعة مسيحية لا تبشر ولا تشهد فهي تخلّ بدعوتها.

ماذا عندنا؟

–        عندنل موقع إلكتروني website بـِ 5 لغات

–        وعند حراسة الأراضي المقدسة website وأربعة مجلات في عدة لغات.

–        وعندنا مجلة Bulletin

–        وعندنا المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام.

–        وعند كل رعية مجلتها الألكترونية المحدودة.

–        وعندنا الكثير من القداديس والحفلات الدينية المنقولة عبر التلفزيون.

–        وعندنا رحلاتنا المتعددة للغرب لإيصال الخبر الصحيح.

–        عندنا مدارسنا وجامعاتنا.

–        كما عندنا عالم الحج الديني الذي يتحول بدوره إلى وسيلة إعلام، إذا شهد وتكلّم عن كل ما رآه واختبره أثناء الحج.

ومع ذلك نقول أننا مقصرون في هذا الميدان ولم نرصد له كل ما يلزم من المال.

كلمة شكر وتقدير وتهنئة لأخوتنا في لبنان، حيث تزدهر وتعمل وتبشر وسائل الإعلام على أنواعها.

هناك شيء من التبعثر  في قوانا إذ أن أكثر الاستعمال لوسائل الإعلام هو جهود فردية، ينقصها الترابط على مستوى الأبرشية. حتى على مستوى كنائس الشرق الأوسط لا يوجد تنسيق وترابط. وسياسات الحكومات لا تساعد على ذلك.

سنة 1991، رأى النور “مجلس بطارقة الشرق الكاثوليك”. من بعض أهدافه: “إعطاء الكنائس الكاثوليكية إمكانية التعبير عن مواقفها في كل ما يخص مؤمنينا والعمل معاً لمزيد من السلام والعدل والازدهار لبلادنا واحترام حقوق المواطن”. أصدر مجلس البطاركة الكاثوليك سنة 1999 رسالة راعوية، ركز فيها على وسائل الإعلام وعلى أهميتها في نشر الإيمان، وفي وحدة المؤمنين وتوحيد الجهود وبناء مجتمعى سليم” (رقم 12).

مما سبق يخرج للعيان

1)                  ضرورة الخدمة في راعوية الاتصالات؛

2)                  ضرورة إقامة دورات تدريب في هذا المجال؛

3)                  ضرورة التعاون وتبادل الخبرات التقنية.

الحج الديني

هو وسيلة قوية جداً للاتصالات وتسهل سماع صوتنا، ورسالتنا ونجاحاتنا واحتياجاتنا. وعليه:

1)                  واجب حسن الاستقبال للحجاج ووضع كنائسنا ورعايانا وجمعياتنا الرهبانية تحت تصرفهم ولخدمتهم، والدعوة للاشتراك مع أبنائنا في إقامة الذبيحة الإلهية والدورات.

2)                  ضرورة تهيئة أدلّاء لهذا الغرض، وربط الأدلّاء مع الرعية والكنيسة. فالدليل في هذه الحالة هو “وجه الصحارة” منه يأخذ الحاج فكرة عن البلد وعن عاداتنا وعن أوضاعنا.

3)                  ارضنا المقدسة هي بمثابة إنجيل خامس يكلمنا عن حياة المسيح وحياة أتباعه.

توصيات:

–        كلنا نشعر بضرورة أشخاص مختصين في هذا المجال. صعوبة الحصول على رؤوس أموال، لا يجب أن تكون العائق الوحيد.

–        يمكن ان نملك آخر صرعة من وسائل الإعلام ونأتي رغم ذلك بخدمة ضعيفة أو فاشلة.

–        بالإضافة إلى الوسائل التقنية، نحن بحاجة إلى تدريب ومعرفة وخبرة. تدريب الإكليريكيين، وطلاب مدارسنا وجامعاتنا في هذا المجال، كي يعطوا أفضل ما عندهم. الاستثمار بالأشخاص وبرؤوس الأموال لا غنى عنه منذ الآن وصاعداً.

–        التدريب ومعرفة وسائل الإعلام، قد نفشل كلياً إذا لم تكن مقرونة بالبعد الروحي والإيماني، أي محبة المسيح وكنيسته، روح الطاعة وروح العطاء والتضحية، لكي تتجنب أيضا كل المخاطر والتجارب التي تحملها وسائل الإعلام.

من خصائص وسائل الإعلام: المشاركة، إطلاع الرأي العام، التربية الصحيحة، الكلمة مصحوبة بفضيلة الصمت والإصغاء.

تقدّر الكنيسة وتثمن وسائل الإعلام. فهي نعمة وعطية من الله، لدرجة أنها أعلنت يوما خاصاً لوسائل الإعلام، تحتفل فيه الكنيسة جمعاء في العالم كله.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير