كلمة دولة الاستاذ فيصل عاكف الفايز

في مؤتمر الاعلام العربي المسيحي في خدمة قضايا العدل والسلام وحقوق الانسان

Share this Entry

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد النبي العربي الهاشمي الامين

السيدات والسادة الافاضل

السادة في المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام

المطران كلاوديو ماريا شيلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية اسمحوا ان اشير الى حقيقة مفادها، ان  تاريخ البشرية لم يخلو من  صراعات، غالبها  قام على  اسس دينية وعرقية وطائفية،وكان على الدوام، دعاة السلم والاصلاح وقبول الاخر والمثقفين  في العالم، يعملون من اجل الوقوف، في وجه هذه الصراعات والحد منها، والسعي لتحقيق العدل والخير للبشرية، ولتمكين الانسان من كرامته وحريته، وتحقيق احلامه في الحياة الكريمة.

واليوم ما زال العالم يشهد العديد، من بؤر التوتر وعمليات التقتيل والتدمير، وما زلنا في دوامة الصراع المرير، الامر الذي يجب ان يدفعنا وعلى رأسنا الاعلام بكافة وسائله، إلى ضرورة المساهمة في البحث عن خطاب حضاري متسامح، يستند الى القيم التى دعت اليها الرسالات السماوية العظيمة، خطاباً يُبعدنا عن الاختلاف، ويعظم الجوامع بين أبناء الديانات المختلفة، ويدفعنا نحو التوحد حول القضايا والآمال والتطلعات المشتركة .

لذلك فان وجود خطاب ثقافي إعلامي،إنفصالي طائفي جهوي، من أي جهة كانت او أي طرف كان،سيعمل على ايجاد البيئة الخصبة، لنمو الهويات الطائفية والعصبية، وبالتالي يؤجج  بؤر التوتر القائمة، ويلهب الصراعات المختلفة مهما كان دوافعها، فمن الخطر أن يكون هناكلكل مجموعة دينية خطابها الخاص والمختلف، او المتنافر مع خطاب المجموعات الأخرى، فهذا الامر يهدد وحدة المجتمع، ويهز اركان أي دولة كانت،  وينذر بتفككها الى طوائف ومذاهب متناحرة متحاربة .

الحضور الكريم ،،،

اننا في الاردن ، ومن فضل الله تعالى، فقد منَّالله علينا، بقيادة هاشمية لها شرعيتها الدينية والتاريخية، بانتسابها الى بيت النبوة، بيت نبينا محمد العربي الهاشمي الامين،الذي اختاره رب العزة لنشر دين الاسلام، القائم على مبادىء الوسطية والاعتدال والتسامح، والداعي الى كلمة واحده بين اتباع الرسالات السماوية والانسانية جمعاء، لهذا فان خطابنا الرسمي والاعلامي في الاردن، ينطلق من هذه المبادئ الجامعة، المستندة الى القيم، التى دعاء اليها ديننا الحنيف، فجلالة الملك يؤكد على الدوام،بان اساس الاستقرار والسلم الاهلى والعالمي،هو الايمان الحقيقي قولاً وعملاً،بإحترام أصحاب الديانات و بقيم التسامح والعدالة وصون الكرامة الانسانية،وقبول الأخر، واحترام الرأي والرأي الاخر،

ان الاردن قيادة وحكومة وشعباً، يؤمنون ايماناً قاطعاً، بضرورة ان يكون الخطاب العربي الاسلامي المسيحي، خطاباً جامعاً، يعظم القواسم المشتركة بين مختلف الاديان، وان يكون الخطاب الثقافي والاعلامي والديني رافضاً للتطرف والغلو والهيمنة .

ومن خلال هذه الرؤية الاردنية، جاءت رسالة عمان، التى طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني، لتكون مرجعية في اطار السعي، نحو تفعيل الحوار بين الاديان، وبهدف نشر ثقافة العيش المشترك، والمحبة والوئام، والعمل على تعزيز القيم الانسانية، ونبذ ثقافة الكره، فرسالة عمان جاءت لتكون عنوان لآخوة انسانية، تعظم الجوامع المشتركة بين البشر، وتتجاوز الاختلافات في الاجناس والاعراق والاديان، ولتسهم في العمل على لفت الانتباه، لسماحة الاسلام، وصفحه وعفوه ورحمته .

كما ان دستورنا الاردني، قد حافظ على حقوق الجميع وحرياتهم، وحمى الديانات السماوية ورموزها واتباعها  من الاساءة، وعمل على صيانة الكرامة لكل مواطن، وحقه في التعبير والعبادة .

وهنا يحق لي كأردني، ان  اقول وبكل ثقة وفخر كبيرين، ان التعايش الاسلامي المسيحي في الاردن، شكل على الدوام، إنموذجاً على المستوى العالمي، وإنموذجاً في التآخي، وتعظيم القواسم المشتركة بين الطرفين، فاصبحا طرفاً واحداً، وذلك بشهادة الجميع، وخاصة رجال الدين المسيحي في العالم بمختلف طوائفهم، فجميعنا نعيش في الاردن، تحت راية القيادة الهاشمية، اخوة متحابين، لنا نفس الحقوق، وعلينا نفس الواجبات، لذلك وطول العقود الماضية، لم نشهد في الاردن، اية حادثة او مشكلة على اساس طائفي او ديني، وهنا أشير الى اننا في الاردن ومنذ بدايات القرن الماضي كنا نعيش مسلمين ومسيحين في بيئة واحده لنا نفس العادات والتقاليد ونؤمن بنفس المبادىء والقيم وكان لباسنا واحد فلم يكن منا من يستطيع ان يفرق بين من هو مسلم او مسيحي.

الحضور الكريم،،،

اننا ندرك بان بعض البلدان في منطقتنا، منطقة الشرق الاوسط، تعيش صراعات دينية وطائفية ، بات تهدد الامن والاسقرار فيها وفي المنطقة، لذلك ولاجل انهاء هذه الصراعات، والتى اججها وبكل اسف في كثير من الاحيان، الخطاب الاعلامي والثقافي والديني المتعصب ، المنقول والمشاهد عبر بعض وسائل الاعلام، ومنها تحديدا بعض الفضائيات، لذلك فان المطلوب في خطابنا، التوجه نحو تعزيز القيم السامية، التى دعت الى تعزيزها الرسالات السماوية،وترشيد الخطاب الثقافي والاعلامي ومنع الخوض في القضايا الدينية الخلافية التى تؤزم الصراعات المذهبية، ونبذ التطرف.

ان منطقتنا باتت تحتاج من الجميع، ضرورة تحكيم لغة العقل والمنطق، والى تعزيز ثقافة الحوار الايجابي، وقبول الاخر، والايمان باحقية الشعوب بالحرية والعدالة، والعمل ايضا على التقريب بين الشعوب والاديان، ونبذ ال
تعصب بمختلف اشكاله وتلاوينه .

اخواتي واخوتي الحضور الكريم ،،،

لا يمكن ان يفوتني هنا ان اثمن عالياً الدور الكبير الذي يقوم فيه الفاتيكان ، فقد كان له دوراً فاعلاً في العمل على نشر قيم العدالة والمساواة وتعزيز ثقافة العيش المشترك وحوار الاديان .

انني وفي الختام، اتمنى لهذا المؤتمر، النجاح والتوفيق، لجهة تحقيق الاهداف المرجوة منه، خدمة للشعوب والانسانية جمعا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير