البطريرك الراعي إلى روما للقاء البابا

“نحن لا نذهب للشكوى، انما نذهب ونطرح اين يمكننا الدخول برجاء ومن اجل بناء السلام وتخطي المشاكل بين الناس، وهذه هي الغاية الاساسية من الزيارة”

Share this Entry

غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي صباح يوم الثلاثاء 18 يونيو 2013، متوجهًا الى روما في زيارة كنسية تستمر حتى يوم الاحد المقبل يلتقي خلالها قداسة البابا فرنسيس ومسؤولين في حاضرة الفاتيكان.

كان في وداعه في المطار وزير العدل شكيب قرطباوي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن والمطارنة بولس مطر، سمير مظلوم وبولس صياح، رئيس كاريتاس لبنان الاب سيمون فضول، امين عام المدارس الكاثوليكية الاباتي بطرس عازار، الدكتور الياس صفير وعدد من الشخصيات. وقد رافق البطريرك الراعي في هذه الزيارة المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض.

بعد استعراض ثلة من قوى الامن الداخلي أدت التحية الرسمية، تحدث البطريرك الراعي في المطار عن هدف الزيارة، فقال :”بصفتي كاردينالا عضوا في المحكمة العليا في الكرسي الرسولي أي محكمة التوقيع الرسولي، نلبي دعويين من اجل اجراء مذاكرة وبهذه المناسبة بالطبع يكون هناك لقاء مع قداسة البابا، وهذا اللقاء ضروري لأننا نضعه دائما، ليس فقط كلاميا وانما ايضا خطيا، في الاجواء التي نعيشها والمستجدات في منطقتنا، لانه من المعروف ان البابا والكرسي الرسولي لا يتكلمان الا بلغة السلام، عكس العالم كله مع الاسف، وهو وحده يتحدث لغة السلام وحقوق الشعوب، والكرسي الرسولي والبابا بهذا اللون الابيض، يتحدث بالمحبة بين الناس وانا من واجبي كبطريرك وكاردينال ان اطلع قداسة البابا بالتفصيل عن كل ما يحدث في هذه المنطقة حتى نطلب منه ان يسعى، مع كل الارادات الطيبة، من اجل السلام وخير الشعوب ومن اجل المحافظة على هذا الشرق الاوسط الذي له قيمة كبيرة جدا عند ربنا، والذي دائما نذكر به وذكره البابا بنديكتوس في الارشاد الرسولي ان هذا الشرق الاوسط كان عليه المحط الالهي، اذ هنا ولدت المسيحية وولد الاسلام كذلك الديانة اليهودية. ونحن نأمل ألا تكون هذه الارض ارض حرب وعنف وارهاب كما نراها.

أضاف :”نحن لا نذهب للشكوى، انما نذهب ونطرح اين يمكننا الدخول برجاء ومن اجل بناء السلام وتخطي المشاكل بين الناس، وهذه هي الغاية الاساسية من الزيارة”.

وعن تحميله فريقي 8 و14 آذار مسؤولية ما يجري في لبنان، أجاب :” إنها صرخة صدى عند كل الشعب والناس وعند كل الضمائر، نحن في حريصا لم نكن في موقف عادي انما كنا نخاطب الله ونخاطب سيدة لبنان التي يجلها المسلم والمسيحي، كنا في وقفة ايمانية عميقة نكرس لبنان كيانا في وحدته وسيادته واستقلاله، لبنان الارض والشعب والمؤسسات، ونكرسه لله على يد سيدة لبنان ونعلن التزامنا كما التزمت السيدة العذراء بتتميم ارادة الله، والمحافظة على ارض لبنان والشعب اللبناني والمؤسسات، وهذا الالتزام يقتضي منا توبة عميقة شخصية وعودة الى الله كي نعود ونعيش مسؤوليتنا في حياتنا الوطنية اللبنانية وهذا يقتضي اولا المصالحة مع الله، وايضا ان نتصالح مع بعضنا. أنا قلت وأكرر اليوم، انا لا أحمل 8 و14 آذار من دون سبب انما انا اقول ان النزاع المتمادي والمستمر بين 8 و14 آذار هو الذي يخرب البلد ويهدد سيادته. والتدخل في شؤون سوريا من قبل الجميع من دون وخذ ضمير ولا مسؤولية تجاه اعلان بعبدا، وفئات في لبنان تأخذ قرارات الحرب والسلام، اما سيادة لبنان فلا نحافظ عليها كذلك الحال بالنسبة للاستقلال، وها هو الشعب مبدد ومتروك لجوعه ومصيره، والمؤسسات تتفكك يوما بعد يوم، لذا قلت واكرر اليوم بصوت عال، لا لأدين انما لأدعو مجددا للمصالحة، أدعو 8 و14 آذار باسم الله للمصالحة الوطنية السياسية، وانا لا احمل المسؤولية لأي فريق لأنه ليس من مهامي إدانة أحد. إن دعوتنا من الاساس هي المحافظة على المبادىء الدستورية والثوابت الوطنية والانطلاق منها في العمل السياسي، فهذه خياراتنا وهذه المبادىء والثوابت لها اهداف أهمها خدمة المواطن والمجتمع والكيان اللبناني، ولا مانع من أخذ القرارات التي تريدونها، فنحن مع التنوع في التفكير. وهنا أسأل: هل انتم جميعا لا تزالون اوفياء للثوابت والمبادىء الدستورية في لبنان؟ أجيبكم: كلا.، وهل تخدمون المواطن اللبناني؟. أجيبكم: كلا. وهل تخدمون المجتمع والكيان اللبناني؟ اجيبكم ايضا: كلا. فتفضلوا وتصالحوا وتفاهموا في ما بينكم، وابقوا على خياراتكم ان شئتم ولكن لا يجوز على الاطلاق من الان وصاعدا أن نلعب مثل هذه اللعبة في لبنان ولا يحق للمسؤولين في لبنان تفكيك البلد مؤسسة وراء أخرى”.

ووجه البطريرك الراعي كلامه الى وزير العدل شكيب قرطباوي الذي كان بجانبه سائلا اياه هل ما زال عندنا عدل في لبنان؟”.

أضاف :”من منا كان يتوقع أن قضاة أقسموا اليمين أمام الله ان يخدموا قضيتهم، يصبحوا خاضعين لسياسيين، وألا يحضروا الى جلسة دستورية. وسأل:”الى أين نحن ذاهبون؟”.

وتابع :”ما معنى أن تدخل السياسة في كل أمر ومكان، تسييس المؤسسات والمذاهب والشعب وكل شيء في البلد، لهذا أقول تفضلوا لنتفاهم ونتصالح”.

ووجه البطريرك الراعي تحية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وقال :”أحيي فخامة رئيس الجمهورية الشهيد الحي، هو وحده الذي أقسم على الدستور وهو وحده المسؤول عن وحدة الوطن وسيادته واستقلاله، ونحن ندعمه كل الدعم بهذه الصفة، ونأمل أن يستطيع اتخاذ مواقف انقاذية”.

وتابع :”كنت اتساءل هل كنا جديرين بلبنان، وبما تحقق في الطائف بالنسبة لحكم المؤسسات؟ وأكرر السؤال هل عندنا اليوم حكم ومؤسسات أو حكم افراد؟ معيب ألا تكون ع
ندنا سلطة تتحمل المسؤولية في البلاد، ولا يجوز أن يعمل كل واحد رئيس جمهورية ويتحدث كما يريد.

هذا ما طلبته وكان أمام الله، فانا لا أدين أحدا، إنما أقول إنه لا يمكننا الاستمرار على هذه الحال، ولا يجوز للسياسيين اللعب بالمؤسسات الدستورية وبمصير البلد. هنا أوجه تحية كبيرة جدا للشعب اللبناني، الآدمي، المحافظ على القانون، ففي العالم عادة الشعب هو من يخالف والمسؤولون ينظمون الامور، إنما عندنا في لبنان المسؤولون هم من يخالفون والشعب هو الذي ينظم، فخان الاوان للوعي وأن المسؤولية خطيرة، وأقول ذلك من قلب مجروح يشاركني بذلك كل الشعب اللبناني. فلا يجوز أن نستمر بهذه الطريقة، لقد حان الوقت لوجود رجالات دولة حقيقيين مخلصين ومحبين للوطن ولشعبه وكيانه ومؤسساته، وليباك ربنا كل صاحب ضمير حي، واننا ندعم رئيس الجمهورية للحفاظ على الدستور والمؤسسات والكيان اللبناني”.

وعن الدعوة إلى قمة روحية اسلامية – مسيحية تمهد لمصالحة سياسية، أجاب :”نحن لسنا مختلفين كرؤساء طوائف ولسنا مختلفين كمسلم ومسيحي، ولا مسيحي – مسيحي إنما الخلاف في لبنان هو 8 و14 آذار. وإذا تصالح هذان الفريقان فإن ذلك يؤدي الى مصالحة كل الشعب اللبناني. لذا ندعو للعمل مع كل اصحاب الارادات الطيبة من اجل مصالحة 8 و14 آذار وبغير ذلك لا خلاص للبنان”.

وعن دعوة النائب وليد جنبلاط الى تشكيل حكومة وطنية تجمع كل الاطراف على طاولة حوار، أجاب:”لقد اختبرنا حكومة الوحدة الوطنية وكانت حكومة متاريس، لذلك أكرر أنه إذا لم تتصالح قوى 8 و14 آذار برأيي لا يمكنها أن تكون في حكومة واحدة لأنها ستزيد الخلافات. نحن اليوم بحاجة الى حكومة حيادية، تتحمل مسؤولية البلاد، وبعد مصالحة 8 و14 آذار يمكننا تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولنجد اشخاصا غير مرتبطين ب 8 و14 آذار اشخاصا مخلصين للشعب وللكيان اللبناني”.

وقال غبطته :” ندعم رئيس الجمهورية بصفته الدستورية كرمز لوحدة البلد وسيادته واستقراره والرئيس الاعلى للقوى المسلحة. نحن ندعم فخامة الرئيس بهذه الصفة، وندعمه بكل مبادرة انقاذية يلهمه عليها الله والعذراء سيدة لبنان. نحن ندعمه بكل مبادرة يقوم بها، ولا ندعمه على مواقفه السياسية انما ندعمه بما يمثل للبنان في الدستور وبأي مبادرة إنقاذية لأنه وحده رأس البلاد”.

سئل : كادت الفتنة ان تطل براسها مجددا من البقاع الشمالي لولا تدارك العقلاء وتضحيات الجيش اللبناني ماذا تقولون في هذه الجريمة النكراء؟ 

اجاب :”لقد صلينا على نية الجيش اللبناني وكل القوى المسلحة الشرعية واعلناها اكثر من مرة، أن من يحمي لبنان بإخلاص وجدية هو الجيش اللبناني والقوى المسلحة الشرعية. ونحن اذ نستنكر كل الجرائم على الارض، نكرر انه اذا لم تحصل المصالحة الوطنية المخلصة بين 8 و14 آذار فإن هذه الامور ستبقى وتتمادى لانه وللاسف كل مرة في جريمة هناك من يغطيها، وعندما نقارب الحل يتذرعون بالحل السياسي، فمن البدع أن ندخل السياسة بكل الامور حتى نغطي الجريمة ونجعلها شرعية، هذا الشيء غير مقبول على الاطلاق”.

وشدد الكاردينال الراعي في ختام حديثه بالتوجه الى 8 و14 آذار قائلا:” يا 8 و14 آذار تصالحوا مع الله وتصالحوا مع بعضكم حتى نعيش كلنا بسلام وبفرح”. 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير