إن كانت مهمة البرلمانيين الفرنسيين “تقنية وقانونية” ليقترحوا القوانين ويعدّلوها فمهمّة البابا أن يدعوهم الى إضفاء روحٍ لا يعكس أفكار العصر وإنما يمنحهم النوعية الضرورية التي ترفع من شأن الإنسان وتعظّمه.
استقبل البابا يوم 15 يونيو وفدًا من البرلمانيين الفرنسيين من مجموعة صداقة فرنسا مع الكرسي الرسولي في قاعة الكليمينتينا في القصر الرسولي في الفاتيكان.
وقد أتى في حديث البابا:
سيدي الرئيس، أعزائي البرلمانيين،
يسرّني أن أستقبلكم هذا الصباح، بطلب من حضرتكم، أعضاء مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية للجمهورية الفرنسية. مع كلّ الحساسيات السياسية المتنوّعة التي تواجهونها، فإنّ حضوركم يخبر عن نوعية العلاقات التي تربط بلدكم بالكرسي الرسولي.
إنّ هذا اللقاء هو بالنسبة اليّ مناسبة للتشديد على علاقات الثقة التي تتواجد عمومًا في فرنسا بين مسؤولي الحياة العامة ومسؤولي الكنيسة الكاثوليكية، إن على المستوى الوطني والإقليمي والمحلي. إنّ مبدأ العلمانية الذي يسود العلاقات بين الدولة الفرنسية والديانات المختلفة لا يعني في حد ذاته معاديًا للحقيقة الدينية أو استبعاد الديانات عن الحقل الإجتماعي وقيام المناقشات التي تحرّكها. علينا أن نهنّىء المجتمع الفرنسي الذي اكتشف من جديد اقتراحات قامت بها الكنيسة من بين أمور أخرى، تقدّم رؤية معيّنة للفرد وكرامته من أجل الصالح العام. ترغب الكنيسة بالمساهمة في المسائل العميقة التي تفرض نظرة أعمق للفرد ومصيره، للمجتمع ولمصيره. لا تكمن هذه المساهمة في المجال الأنتروبولوجي أو المجتمعي بل في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية أيضًا.
وباعتبار أنكم منتخبين من أمة غالبًا ما تميل كلّ الأنظار إليها، فأنا أعتقد أنّ من واجبكم أن تساهموا بطريقة فعالة ومستمرّة على تحسين معيشة المواطنين الذين تعرفونهم بالأخص من خلال الاتصالات المحلية غير المعدودة فتجعلكم حساسين لحاجاتهم الحقيقية. صحيح أنّ مهمتكم تقنية وقانونية تفرض اقتراح تشريعات، تعديلها أو إلغائها. وإنما من الضروري إضفاء روحٍ، إذا صحّ التعبير لا يعكس الأساليب والأفكار في عصرنا هذا فحسب وإنما يمنحهم النوعية الضرورية التي ترفع من شأن الإنسان وتعظّمه.
لذا أنا أشجعكم على متابعة مهمتكم النبيلة باحثين دائمًا عن صالح الإنسان معززين الأخوّة في بلدكم الجميل.
***
نقلته الى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية