تابع الأب الأقدس يقول: تساعدنا صورة الجسد على فهم هذا الرباط العميق بين المسيح والكنيسة، والذي يفصّله القديس بولس بشكل خاص في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس. فالجسد يذكرنا قبل كلّ شيء بالواقع الحيّ. الكنيسة ليست جمعيّة خيريّة أو ثقافية أو سياسية وإنما جسد حيّ يسير ويعمل في التاريخ، ولهذا الجسد رأس وهو يسوع الذي يقوده، يغذيه ويعضده. وأضاف البابا يقول: كما لا يمكن للإنسان أن يحيا إن فصلنا الرأس عن الجسد هكذا الأمر في الكنيسة: علينا أن نبقى مرتبطين بشكل عميق بيسوع. علينا أن نسمح له بأن يعمل بنا ولكلمته أن تقودنا ولحضوره الافخارستي أن يغذينا وينعشنا، ولمحبته أن تمنحنا القوة لنحب القريب. إخوتي وأخواتي الأعزاء لنبقى متحدين بيسوع ولنثق به، لنوجه حياتنا بحسب إنجيله، ولنغتذي بالصلاة اليومية والإصغاء لكلمة الله والمشاركة بالأسرار.
تابع البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول: يؤكد القديس بولس أنه كما أَنَّ الجَسَدَ واحِدٌ ولَه أَعضاءٌ كَثيرَة وأَنَّ أَعضاءَ الجَسَدِ كُلَّها على كَثرَتِها لَيسَت إِلاَّ جَسَدًا واحِدًا، هكذا اعتَمَدْنا نحن جَميعًا في رُوحٍ واحِد لِنَكونَ جَسَدًا واحِدًا (راجع 1كور 12، 12- 13). نجد في الكنيسة إذاً تنوع واختلاف في الأدوار والوظائف وهذا غنى المواهب التي يوزعها الروح القدس، لكننا نجد أيضًا الشركة والوحدة: فالجميع في علاقة مع بعضهم البعض ويساهمون جميعًا ليكوّنوا جسدًا واحدًا حيّ مرتبط بعمق بالمسيح. فلنتذكر هذا جيدًا: أن نكون جزءً من الكنيسة يعني أن نكون متحدين بالمسيح وننال منه الحياة التي تجعلنا نحيا كمسيحيين، يعني أيضا أن نبقى باتحاد مع البابا والأساقفة أدوات هذه الوحدة والشركة، وأن نتعلم أن نتخطى الانقسامات، ونتفهم بعضنا البعض بشكل أكبر ونتناغم مع تنوع وغنى كل شخص، بكلمة واحدة أن نحب أكثر الله والأشخاص القريبين منا في العائلة والرعية والجمعيات. أضاف البابا يقول: على الجسد والأعضاء أن يتحدوا ليحيوا! الوحدة أسمى من النزاعات. الوحدة نعمة علينا أن نطلبها من الرب كي يحررنا من نزعة الانقسام والكبرياء.
وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول: إخوتي وأخواتي الأعزاء لنطلب من الله قائلين: ساعدنا لنكون أعضاءً في جسد الكنيسة متحدين بعمق بالمسيح، ساعدنا كي لا نسبب الألم لجسد الكنيسة بنزاعاتنا وانقساماتنا وكبريائنا، ساعدنا لنكون أعضاءٍ حية مترابطة بعضها ببعض بواسطة قوة المحبة التي يفيضها الروح القدس في قلوبنا.