استهل البابا فرنسيس عظته انطلاقًا من القراءة التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من كتاب سفر التكوين والتي تخبرنا عن النقاش الذي دار بين أبرام ولوط عندما تقاسما الأرض. قال الأب الأقدس عندما أقرا هذا النص أفكر بالشرق الأوسط وأطلب من الرب أن يعطي الحكمة للجميع من أجل السلام. تابع البابا يقول: ترك أبرام أرضه دون أن يعرف إلى أين، وسار إلى حيث يقول له الرب، تابع مسيرته لأنه آمن بكلمة الله الذي دعاه للخروج من هذه الأرض، لقد نظر أبرام، ابن التسعين عاما، إلى الأرض التي يعطيه إياها الرب وآمن: ترك أبرام أرضه بناء على وعد وكانت مسيرته بأكملها لتحقيق هذا الوعد. فمسيرته هي مثال لمسيرتنا. دعا الله أبرام ومنه أقام شعبًا. إذا عدنا إلى بداية سفر التكوين، إلى الخلق نجد أن الله خلق النجوم والنبات والحيوانات لكنه خلق الإنسان، ويقولها بصفة المفرد إنسان واحد. فالله يكلمنا دائمًا بصفة المفرد لأنه خلقنا على صورته ومثاله، لقد كلّم أبرام وقطع معه وعدًا ودعاه للخروج من أرضه. نحن المسيحيين قد دُعينا كل بمفرده: فأن يكون المرء مسيحيًّا ليست مجرّد مصادفة.
تابع البابا فرنسيس يقول: إنها دعوة لكل باسمه وتحمل معها وعدًا: “سرّ إلى الأمام أنا معك وأسير بقربك”. عرف يسوع هذا الأمر ولذلك كان يدعو الآب عند الصعوبات: فالله يرافقنا ويدعونا باسمنا ويعدنا بالنسل. وهذه هي ضمانة المسيحيّ. ليست مصادفة بل دعوة! إنها دعوة تجعلنا نسير إلى الأمام، إنها دعوة حب وصداقة، دعوة لأصبح أبن الله وأخًا ليسوع، لأصبح خصبًا في حمل هذه الدعوة للآخرين، لأصبح أداةً لهذه الدعوة. أضاف البابا فرنسيس يقول: هناك العديد من المشاكل والأوقات العصيبة ويسوع نفسه قد اختبرها! لكن علي دائمًا أن أثق أن الرب دعاني، والرب معي وقد قطع معي وعدًا. الله أمين لأنه لا يمكن أن يُنكِر نفسه: إنه الأمانة بعينها. وعندما نتأمل في النص الذي “مسح فيه أبرام أبًا للشعوب” نتأمل نحن أيضًا بأننا مسحنا في المعموديّة ونتأمل بحياتنا المسيحيّة.
وختم الأب الأقدس عظته بالقول: قد يقول لي البعض “أبت لكنني خاطئ”، نحن جميعنا خطأة ونعرف هذا الأمر جيدًا. نحن خطأة لكننا نسير إلى الأمام مع الرب مع الوعد الذي قطعه معنا ونعلن للجميع أن الرب معنا، أن الرب قد اختارنا ولا يتركنا أبدًا وحدنا، ليعطنا الرب رغبة أبرام هذه بالسير إلى الأمام واثقين بأنه دعانا ويعدنا بأشياء جميلة.