ثم التقى غبطته بطريرك الارثوذكس في رومانيا دانيال في مقر البطريركية في بوخارست.
حضر اللقاء: سفيرة لبنان في رومانيا رنا المقدم، المطرانان بولس الصياح وسمير مظلوم والمطران المحلي للاتين ايوان روبو، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام عبدو ابو كسم، ومسؤول البروتوكول في الصرح البطريركي في بكركي المحامي وليد غياض. وتم في خلاله البحث في شؤون كنسية وسياسية.
وبعد تبادل الهدايا التذكارية، قال البطريرك الراعي: "تشرفنا اليوم بلقاء البطريرك الأرثوذكسي مع المطارنة والنواب العامين ورئيس أساقفة بوخارست وسفيرة لبنان في رومانيا. وهذه الزيارة عزيزة علينا كثيرًا، لأنه يهمنا، عند مجيئنا الى هنا، حيث هناك تواجد لبناني عمومًا وماروني خصوصًا، أن نزور السلطات المحلية الكنسية والمدنية". هذه الزيارة لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل تحدثنا كثيرًا عن معنى وجودنا كمسيحيين ومسلمين في الشرق".
أضاف: "نحن مع السلام والحلول السلمية والديبلوماسية، لا سيما في سوريا. وقد تحدثنا عن يوم الصلاة الذي دعا اليه قداسة البابا والكنيسة الأرثوذكسية شاركتنا في الصلاة في هذا اليوم، ونشكر ربنا، ان كلمة الرب قوة، والبرهان ان الخطر الذي عشناه والضيقة التي مررنا بها قد انجلت".
وتابع: "تحدثنا عن العلاقات الكنسية واتفقنا أن يرتفع صوتنا من اجل السلام وتلاقي الشعوب في الشرق الأوسط والعالم، وقد دعوت غبطة البطريرك لزيارتنا في لبنان، وسننسقها مع صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، كي يواصل الوجود المسيحي رسالته في العالم الإسلامي، العالم المعتدل كي نبني سويا العيش المشترك والإحترام المتبادل ونعيش التنوع بالوحدة والغنى المتبادل بين المسلمين والمسيحيين. وقلت لصاحب الغبطة ان ما يخيفنا اليوم، هو ما نعيشه من حروب وعنف وقتال على المستوى المذهبي في الشرق الأوسط، قتال بين المعتدلين والأصوليين، وكنا قد عشنا 1400 سنة مع المسلمين في الشرق الأوسط".
وإن قيم الشخص البشري، تكمن في الكرامة والعيش معا وحقوق الإنسان، ونرفض استمرار الحروب والعنف والإرهاب لأنها تهدم بين المسلمين والمسيحيين، ولمسنا عند صاحب الغبطة كل التشجيع لنواصل الرسالة معا باسم شعبنا هنا في رومانيا وفي لبنان وفي الشرق، ونشكر صاحب الغبطة على رسالته وصلواته وتعاونه.
من جهته قال البطريرك دانيال: "لقد استقبلت البطريرك الراعي كرسول للسلام، وعلينا العمل من اجل السلام وإيجاد حل سلمي، يكون بديلا عن الحرب والعنف في هذه المنطقة حيث الإرث المسيحي الغني"، داعيا الى وجوب الصلاة والعمل من اجل السلام، وقال:" على ممثلي الطوائف كافة، وخصوصا المسيحيين منهم، ان يعملوا من اجل السلام في العالم، حيث يوجد حالة صراع، غالبا ما تكون مصطنعة".
وقال البطريرك دانيال:" لقد فسر لنا البطريرك الراعي بشكل واضح وصريح، الوضع الحالي القائم في الشرق الاوسط. ولدينا كل الرغبة للعمل سويًا، بما ان لدينا تراثًا واهتمامًا مشتركًا من اجل الخير والعمل الصالح، كما من اجل السلام في العالم، خصوصا في المناطق حيث التراث المسيحي غني وعميق، وحيث يشارك المسيحيون بشكل قوي في الحياة الاجتماعية.
ونفى ردًا على سؤال وجود أية معلومات عن مصير المطرانيين المخطوفين في سوريا يوحنا ابراهيم وبولس يازجي ، وقال:"ربما الصلاة قد تساعدنا على حل هذه القضية".
وبعد الظهر، التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في رومانيا، رئيس مجلس الشيوخ الروماني كرين أنطونيسكو ونائب رئيس مجلس النواب ميرون ميتريا، في حضور السفيرة اللبنانية رنا المقدم ورئيسة لجنة الصداقة اللبنانية -الرومانية رودكا نصار، والمطارنة والوفد الرسمي المرافق. وجرى عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة وتداعيات الأزمة السورية على لبنان.
ولفت غبطته خلال لقائه انطونيسكو وميتريا الى ان "في لبنان اليوم مليون ونصف مليون لاجىء سوري، وعدد من اللاجئين الفلسطينيين، وهذا الأمر يتسبب بضغط اقتصادي على لبنان".
وطالب ب"إيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا، انسجاما مع نداء الحبر الأعظم البابا فرنسيس"، داعيًا إلى "سلام عادل وشامل لكل الشعوب في المنطقة بأساليب حضارية، بعيدا من العنف ولغة الحرب، وكان تطابق في وجهات النظر في هذا الإطار". وشدد على "ضرورة تغليب لغة السلام والحوار على لغة الحرب والعنف".
ثم كانت جولة في أرجاء مجلس النواب والشيوخ.