اليمن: مقابلة صحفية مع ناشطة ضد زواج القاصرات

هند نصري هي ناشطة يمنية شابة أطلقت حملة “فلننقذ وردة” ضد زواج القاصرات في وطنها. النداء الذي تطلقه هو دعوة للانتباه لحالة خطر وطنية تتطلب يقظة الضمائر على صعيد دولي أيضًا.

استنكار نصري لمواقف توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، يجب أن يجعلنا نفكر، وحس المسؤولية الذي تود أن يولد في بلادها، يجب أن يتم الإصغاء إليه في الغرب أيضًا.

في هذه المقابلة الحصرية لزينيت، تشرح هند نصري الوضع الخطير السائد في اليمن والذي يعرض يوميًا حياة الكثير من القاصرات لخطر التقاليد البالية والتطرف الإسلامي.

* * *

زينيت: إن زواج البنات القاصرات ليس مأساة يمنيةً وحسب، بل هو منتشر في مناطق أخرى. إلا أن التقارير حول اليمن هي مقلقة ومرعبة. كم هو عدد القاصرات، وحتى القاصرين أيضًا، الذين يُرغمون على الزواج المبكر جدًا؟

هند نصري: اولا حتى الان حاولنا البحث في العديد من التقارير والاحصائيات لكننا لم نتوصل الى رقم او احصائية ثابتة لكن نستطيع القول ان اليمن تحتل المرتبة 13 بين 20 دولة صنفت انها الاسواء في زواج القاصرات وتصل نسبة الفتيات الاتي يتزوجن تحت سن 18 سنة الى 48,4 % .

وهناك تقرير صدر حديثا عن مركز دراسات وأبحاث النوع الاجتماعي بجامعة صنعاء أن نحو 52% من الفتيات اليمنيات تزوجن دون سن الخامسة عشرة خلال العامين الماضيين، مقابل 7% من الذكور. وتصل نسبة حالات زواج الطفلات إلى 65% من حالات الزواج، منها 70% في المناطق الريفية. وفي حالات لا يتجاوز عمر الطفلة المتزوجة الثماني أو العشر سنوات.

لقد أطلقت حملة وطنية بعنوان “فلننقذ وردة”، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على قضية العرائس القاصرات. كيف ولدت هذه الفكرة؟

هند نصري: لقد لاحظت أنه في مؤتمر الحوار الوطني حتى هذه اللحظة لم يبت في قضية الزواج المبكر وحتى الآن لم يتمكنوا من التصويت لتحديد سن معين للزواج والمشكلة هي القوى التقليدية التي تدعى القوى الدينية في اليمن تقاتل من اجل إسقاط قانون 18 سنة للزواج ,  ومن خلال متابعتي وقرائاتي والبحث عن تقارير لمعرفة هذه القضية حاولت ان ابدأ , بحملة في 20 اغسطس بشكل فردي لكن بعد ايام وجدت الكثير من المؤييدين والمناصرين للقضية والكثير من الاصدقاء وقفوا مع هذه القضية من شباب وشابات , اما بخصوص الناشطيين الحقوقيين والقانونيين فأنا بالتأكيد اتواصل معهم كونهم مرجع في مثل هذه القضايا ولهم الكثير من الخبرة في هذا المجال , الهدف من هذه الحملة ان تصل الى جميع الناس وان تكون قضية زواج الصغيرات قضية رأي عام وايضاً الضغط على السلطات المختصة بسن قانون 18 سنة للزواج وتجريم أي شخص يقوم بتزويج فتاة قاصر.

هل تقوم الحكومة والمؤسسات بمساعدتك؟

هند نصري: بخصوص التواصل مع المنظمات ومع الحكومة نحنا مازلنا في بداية المشوار ونحاول التواصل والتشبيك مع السلطات ومنظمات المجتمع المدني مثل اتحاد نساء اليمن واللجنة الوطنية للمرأة حتى الان اجد تفاعل وتعاون من الجميع.

ما هو موقف المتطرفين الإسلاميين من هذه الحملة؟ هل هناك أئمة أطلقوا فتوات تحلل زواج القاصرات، كما حدث في المغرب؟

هند نصري: حتى الان لا يوجد هجوم مباشر على الحملة لكن ما نلاحظة من الاسلاميين انهم يصرحون ويتحدثون في كل وسائل الاعلام عن فرض سن 16 للزواج وتطبيق شرع الله ، اما بخصوص الفتوى فهناك بينان علماء اليمن حول زواج الصغيرات 2010 وفيه يظهر تأييدهم لزواج الصغيرات للحماية من انتشار الفاحشة والزنا حتى وان لم تصل الى حالة النضج والبلوغ.

نلاحظ صمت توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، في هذا الصدد. ما رأيك؟

هند نصري: اما بخصوص توكل كرمان فهي اصلا تتبع حزبها ” الاصلاح أي انها لاتستطيع التصريح عكس مايقوله جماعتها او حزبها .. توكل كرمان رغم حيزها لجائزة نوبل للسلام لكنها حتى هذه اللحظة لم تقف مع السلام او مع القضايا الانسانية التي تخص بلدها.

ما هي المعركة التي تقترحين خوضها لحل قضية الزيجات المبكرة جدًا؟

هند نصري: برأيي , ان تتغير المناهج التعليمية وتصير هناك فقرة تختص بالتوعية بأضرار ومخاطر زواج الصغيرات وكذلك رجال الدين المتنورين ان تتحدث المساجد بمخاطر هذا الزواج على الفتيات وعلى المجتمع .

ماذا يستطيع الغرب أن يفعل ليساند الحملة؟

هند نصري: ما اريد ان يصل الى العالم ذلك ان هناك عشرات بل ومئات الفتيات في اليمن يجبرن يوميا على الزواج ويغتصبن تحت مسمى هذا الزواج بسبب الفقر والجهل  .. ان هناك كثير من الفتيات يعانين من قمع وديكتاتورية الاب والزوج حتى الان .. قضية زواج الصغيرات قضية كل اليمنين ومن المفترض ان تكون مسؤلية الجميع ويجب على الجميع الوقوف ضد هذه الجريمة.