بمقابلة أجرتها وكالة فيديس العالمية مع الأب بهجة كاركاش، راهب سوريّ من حلب، معلّم في طالبية “حماية الأراضي المقدسة”، مسؤول عن تعليم الإخوة الذين يريدون السير على خطى القديس فرنسيس، قال الأب بهجة: “يجب الفصل بين الدين والسياسة. لا أسوأ، في وضع كهذا، من خطاب طائفيّ. ان سوريا بلد متعدد الأديان والأعراق. تختلف الآراء السياسية بين المسيحيين وغير المسيحيين، حتى ولو أن أغلبية السوريين مجبرين اليوم على الصمت بسبب العنف”.
وإجابةً على إذا ما كان عنده أخبار من حلب مباشرة قال بأن إخوته في الرهبنة قد نقلوا إليه الوضع السيئ الذي تعيشه حلب اليوم، وان حياة الناس من سيء إلى أسوأ، لا توجد ولا حتى المواد الأولية الضرورية لا كهرباء ولا ماء… والفقر أصبح منتشر في كل مكان. ان حلب، حسب ما قال هي المدينة التي تعاني أكثر من كل المدن اليوم. تصلها طريق واحدة عليها حراسة مشددة يتم فتحها وإغلاقها كما يشاءون.
سؤل عن الحياة الفرنسيسكانية في وضع كالذي يسود على سوريا اليوم، فكان جوابه بأن القرب من الناس بلطف ومودة أينما كانوا لا يزال على الشكل ذاته. انها الروح ذاتها أينما كانوا، وبينما تتعالى النداءات والخوف الشديد والمطالبة بالهجر والهروب، فهم بجانب الشعب الذي يعاني الحرب والمجاعة والخوف، مسلحين بالإيمان والمحبة، للاعتناء بالمسيحيين وغير المسيحيين، ولذلك فقد وضعوا تحت تصرف المؤمنين من مختلف المذاهب، كنائسهم الموجودة في حلب، حتى يتمكنوا من الصلاة حتى بعيدين عن كنائسهم. وأبواب الأديار مفتوحة أمام المشردين. وتصل المساعدات عبرهم إلى المحتاجين من دون تفرقة دينية أو عرقية.
أضاف الأب بهجة بالحديث عن إذا ما كان المسيحيين من مؤيدي الأسد: “أعتقد بأنه يجب الفصل بين الدين والسياسة. لا شيء أسوأ من الأحاديث الطائفية. ان سوريا متعددة الديانات والأعراق. وفيما تزداد النعرة الطائفية والتطرف الديني، فإن الأقليات تدفع ثمن ذلك. ليس فقط المسيحيين، بل جميع الأقليات تعاني من خوف الإضطهاد والكبت”.
أمّا بما يتعلق بالصلاة التي خصصها البابا فرنسيس من أجل السلام في سوريا والعالم، والعمل والجهد الذي يقوم به الكرسي الرسولي لحلّ هذه النزاعات، فقد قال الأب بهجة بأن الجميع قد لمس الأعجوبة التي صنعها البابا مع المؤمنين بصلاتهم في ساحة القديس بطرس، إذ انه على الفور قد ابتعدت احتمالات التدخل العسكري الأجنبي في سوريا.
واختتم قائلاً: “علينا نحن المسيحيين، بالصوم والصلاة، تغذية الأمل ونشره في كل مكان. علينا العمل من أجل بناء سوريا جديدة. وأنا أشجع الجميع على التمسك بروح الأمل والحقّ، وعدم القبول بالعنف. وجميعنا يعلم بأن الحلّ يلزمنا نحن المسيحيين، ويلزم معنا العديد من البلدان المعنية وغير المعنية بهذه النزاعات. وعلى الجميع حثّ حكوماتهم على العمل من أجل حل النزاعات في سوريا عن طريق الحوار لأن هذا أمر لصالح الجميع”.