لا تزال الأوضاع سيئة في مناطق عديدة من العالم، وبالأخص منذ الـ9 من أيلول في الفيليبين، في الجنوب بالتحديد في مقاطعة كوتاباتو الشمالية، في وسط جزيرو مينداناو، أمر ينعكس سلباً على محاولات زرع السلام وإيقاف النزاعات عبر الحوار.
إذ انه قد ورد عن وكالة ’الكنيسة في آسيا’ Églises d’Asie)) بأن رجال ارهابيين ينتمون إلى جماعة مناضلين بانجسامورو من أجل الحرية الإسلامية قد اقتحموا أربع بلدات في ميدساياب، حول الساعة الثانية صباحاً، حيث قابلتهم فرقة من الجنود الفيليبينية المسلحة. وعند لحظات اطلاق النار، قتل جنديّ وجرح آخر بينما أربعة من الإرهابيين قد قتلوا.
حتى يتمكنوا من الهرب، خطف الإرهابيون العديد من الرهائن من بينهم معلمين ومزارعين، وبعد هربهم بقليل تم اخلاء سبيل البعض، أمّا الباقون، حسب ما قال المقدم ديكسون، الناطق باسم الجيش الفيليبيني، لا تزال المفاوضات مع احد المسؤولين المسلمين. علماً بأن هذه الاعتداءات لا علاقة لها بما يجري في هذه الايام في زامبوانجا، حيث يحاصر أكثر من 4500 جندي الإرهابيين الذين لا يزالون يقاومون وهم منطوين داخل كنيسة بيت صغيرة مع الرهائن.
ونقلاً عن الناطق باسم الشرطة، فإن عدد الإرهابيين حوالي الـ50، نصفهم قد قتل وعدد كبير تمّ القبض عليهم، أمّا الرهائن فمن بينهم 170 تم اخلاء سبيلهم و20 لا يزالون بين أيدي الإرهابيين.
يوم 12 أيلول حاولت مجموعة من الإرهابيين ذاتهم القيام بعمل اعتدائيّ، واليوم التالي أي 13 أيلول أفرجوا عن رهينة وهو كاهن كاثوليكي حتى ينقلوا من خلاله رسالة مطالبين فيها وقف النار. بالمناسبة قال الرئيس أكوينو يوم 22 أيلول: “ستتم تصفية الحسابات مع زعيم هذه الحركة نور ميسواري، ان وزير العدالة سيلاحقه بتهمة الإجرام”.
أمّا يوم 21 أيلول، وبخضمّ الأزمة، أراد الكاردينال لويس أنطونيو تاغل، رئيس أساقفة مانيل، التذكير بموقف الكنيسة الكاثوليكية بخصوص أزمة زامبوانغا، مطالباً الحكومات “بأن يتفوق صوت الحوار بأي ثمن. نحن نتمنى بأن يعمل بجهد من أجل الحوار وحلّ سلمي لهذه الخلافات، وككنيسة نحن نتحد بصوتنا مع أساقفة منداناو مطالبين بسلام عادل وشامل في جنوب الفيليبين”، مؤكداً على دعمه الكبير المسيرة التي اختتمت بسهرة صلاة في عاصمة الفيليبين.
ثم تابع الكاردينال ليؤكد: ” بما أن الوضع في مينداناو دقيق ومعقد” فلا يمكن للكنيسة بأن تقبل “بتحطيم املاك وتهجير المدنيين وجميع انواع العنف” ولذلك “الحلّ الوحيد لهذه الخلافات يبقى فقط الحوار”.