بدأ البابا فرنسيس صباح اليوم زيارته الرعوية إلى أسيزي بمناسبة عيد القديس فرنسيس بلقاء مع الأطفال المعوقين في مؤسسة السيرافيمي، وكان لقاؤه الثاني مع الفقراء الذين تعاونهم مؤسسة كاريتاس في قاعة التعري في دار أسقفية أسيزي.
وبدأ البابا كلمته بالقول: “في هذه الأيام الماضية، تحدثت وسائل الإعلام عن أن البابا “سيعرّي الكنيسة” سيزيل أزياء الأساقفة والكهنة، وسيعري نفسه”.
وأردف: “هذه فرصة مؤاتية لدعوة الكنيسة لتعري نفسها. ولكن الكنيسة هي نحن جميعًا، جميعًا. كل معمّد. جميعنا يترتب علينا أن نتبع يسوع الذي أخلى ذاته، صار خادمًا، قبل أن يهان على الصليب، وإذا أردنا أن نكون مسيحيين، فما من سبيل آخر”.
ثم قال: “لا يمكننا أن نخلق مسيحية أخرى، دون صليب. نضحي مسيحيي محلات الحلوى، يقدمون أمورًا لذيذة دون صليب. ولكن هذه ليست المسيحية”.
وتابع: “نحن في صدد خطر “روح العالم”. المسيحي لا يستطيع أن يعيش بوحدة مع روح العالم. هذا وثن، ليس الله. وعبادة الأوثان هي الخطيئة الكبرى”.
وبالحديث عن رأي وسائل الإعلام بشأن الكنيسة قال: “عندما تتحدث وسائل الإعلام عن الكنيسة، يظنون أن الكنيسة هي الكهنة، الرهبان، الراهبات والبابا. ولكن الكنيسة هي جميعنا. ويجب أن نتعرى من روح العالم، الروح المخالف للتطويبات، لروح يسوع”.
ثم صرح قائلاً: “من المحزن جدًا أن نلتقي بمسيحي يعيش بحسب روح العالم. واثق من الثقة التي يمنحها له العالم”.
وتابع: “لا يمكننا أن نلتزم في اتجاهين. الكنيسة – جميعنا – يجب علينا أن نتعرى من روح العالم الذي يحملنا إلى عبادة الأصنام. يسوع بالذات علمنا أننا لا نستطيع أن نخدم ربين”.
ثم وجه كلمة للحاضرين فقال: “الكثيرون من الحاضرين اليوم عراهم العالم البربري الذي حرمكم من العمل، لا يساعدكم، لا يهتم إذا كان هناك أولاد يموتون من الجوع في العالم. لا يهمه أن الكثير من العائلات ليس لديها ما تأكله، أنها تعرت من كرامتها. أن الكثير من الأشخاص يترتب عليهم الهرب من العبودية والجوع، الهرب نحو الحرية. وبكم من الألم نجد أنهم يجدون الموت، كما حدث أمس في لامبدوزا. اليوم يوم بكاء. هذه الأمور تأتي من روح العالم”.
وردد قائلاً: “روح العالم يقتل الحياة الروحية”.
عندما قام فرنسيس ببادرة التعري، كان شابًا، لم يأت ذلك من قوته. روح الله هو الذي عراه. ولذا ختم البابا كلمته بالصلاة لكي يعيننا الرب لكي نتعرى من روح العالم. وطلب في الختام إلى الحضور بالصلاة من أجله.