البابا فرنسيس: رحمة وحنان، حقيقة وحريّة!

كلمات يعيدها البابا في كل المناسبات

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

البابا الطيّب، البابا الفرح، البابا الرحوم! هكذا عرفنا البابا فرنسيس منذ اللحظات الأولى التي أصبح بها بابا. وضع على شفتاه كلمات مهمّة لم يملّ من تكرارها في المناسبات المهمّة، كالقداس الإحتفالي بمناسبة عيد القديس يوسف وغيرها آملا أن تصل إلى قلوبنا.

منذ اليوم الأول لحبريته وهو يعمل جاهداً على جعلنا نرغب من جديد بتعاليم المسيح وكنيسته الجامعة. ونرى يوماً بعد يوم بأن حتى العالم العلماني متأثر جدّاً وصاغي إلى كلمات هذا الحبر الأعظم، العظيم بتواضعه، اذ انه يوجه تعاليمه لنا عبر اتجاهين: الأول عبر الرحمة والحنان والثاني عبر الحقيقة والحريّة.

أمّا اذا اردنا ان نحلّل كلا هذين الاتجاهين نجد انفسنا أمام:

من خلال الأول يريد البابا فرنسيس اظهار الله الرحوم، الذي يعيش مع شعبه بحنان كامل وشامل يبدأ منذ الخلق ولا ينتهي أبداً. ثم يعطي البابا مثل القديسة تريزا في ليزيو التي في كتابها “تاريخ روح” كانت تعاتب المسيحيين على عدم فهم حبّ الله الكبير هذا.

ان الحنان هو ردّ على حبّ الله العظيم، والحب الموجّه الى الفقير، المعذّب، الأخ، الأهل إلى الجميع يجب ان يترافق بالحنان. لذلك يدعو البابا فرنسيس دوماً المسيحيين ليعملوا على ذلك، لأن الحنان الذي يدخل في حياتنا يظهر إيماننا القويّ: ينبهنا عندما نبتعد عن حب الله.

ولكن علينا ان ننتبه ونميّز بين الحنان غير الكامل الذي لا يسمح لنا باختيار الصحيح عندما نجد انفسنا في وجه خيارات الحياة الصعبة. الحنان ليس الشعور بالهزيمة، على العكس انه التصرف المسيحي المميّز، الذي يساعدنا على مواجهة الشرّ وهزيمته، والذي يربح الله دوماً من خلاله.

هكذا يصبح الحنان مسكنًا للحبّ، ولباسًا يختار مقابلة الله والنظر إلى الجمال الخاص، ولقاء الآخرين، لبناء العالم الصالح. ومن ناحية أخرى لا يجب الاعتقاد بأن نهاية الحنان هي النجاح الأكيد لعلاقتنا مع الآخرين، يجب أن نعلم بأن نهاية الحنان الأكيدة هي الامتلاء من حب الله.

وهنا ننتقل إلى الاتجاه الثاني، أي الحقيقة والسلام، وبما ان يسوع المسيح هو “الطريق والحقّ والحياة” يعتبر البابا فرنسيس بأن لا سلام بلا حقيقة، وبأن السلام الدائم والمثمر هو فقط عبر الحقيقة والحريّة. ان السلام هو الشجاعة التي لا تخشى الانفتاح والمواجهة المتصلبة بحقيقة يسوع المسيح العميقة: هنا تصبح الكنيسة قادرة على نقل حقيقة يسوع المطلقة للجميع.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Marie Yaacoub

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير