تناول الأب المرسل بييرو غيدّو مع المونسينيور ماريو باسكوالوتّو، الأسقف المساعد في مدينة مانوس، وجهة نظره بشأن لاهوت التحرير الذي اعتبره مفهوم مغلوط لفترة طويلة مناهضاً إياه بمقالات ومحاضرات وكتب إلى ان تحولت هذه الفكرة السلبية من خلال كلمات ومواقف للبابا فرنسيس ساهمت في اعادة تصويب موقفه.
من جهته، نوه المونسينيور بمواقف البابا تلك، اذ ان تيار لاهوت التحرير في البرازيل والأمازون دفع بالكنيسة والشعب للاهتمام بمن هم بأمس الحاجة، من ليس لهم لا قوت ولا عناية صحية… فالسياسة والإقتصاد والكنيسة والشعوب المتحضرة عليها تغيير نمط عيشها، ليس فقط للاعتناء بالمعوزين في العالم أجمع بل أيضاً للعودة إلى الجذور الإنجيلية فنتخطى بذلك شتّى أزماتنا.
ثم انتقل ليسرد شهادة الأب إنريكو أوغي، من أبرشية بارينتينز في أمازونيا. اعتبر هذا الأخير انه لا بد من التمييز بين الإيديولوجيين واللاهوتيين، الذين يسخرون الكتاب المقدس لمآرب سياسية محض، وبين خبرة الكنيسة في الأصل.
ثم شرح: “لقد شهدتم في أوروبا المنحى السلبيّ للاهوت التحرير ، أمّا في الامازون اختبرنا منحاه الإيجابيّ”. داعماً نظريته بأمثلة تاريخية كالديكتاتوريات العسكرية وتسرّب الفكر المركسيّ وانتشار الحزب الشيوعي.
أمّ في الأمازونيا اخذ لاهوت التحرير منحاً ايجابيّاً، فوجّه الكنيسة أكثر نحو الفقراء، التضامن ومساعدة المعوزين.
فبعد الإهتمام باحتياجاتهم المادية لا بد من الاعتناء بتطورهم الإنسانيّ والعلمي والدفاع عنهم. ففي بارينتينس، على صعيد المثل، تجد نساء ورجال مسيحيين قاطني الأحياء المتواضعة ومع ذلك تعلموا وتطوروا على الصعيد الإنساني والشخصيّ.
هذا ما نسعى إلى تحقيقه في امازونيا وجنوب البرازيل من خلال انشاء العشرات من الأبرشيات والرعايا، تسعى من خلال تجزرها بالإنجيل وتمثلها بالتقليد الاجتماعي للكنيسة الإيطالية إلى تطوير الإنسان كل الإنسان، قامتاً وعلماً ونعمةً.
وهذا ما يميزنا عن الآخرين فالكنيسة هي دائماً مقدامة في خدمة كل من هو بحاجة إلى عنايتها.