الكنيسة هي غنى في التنوع ولا يمكن أن تُختزل بطقس كنسي واحد

نظرة أولى إلى الإرشاد الرسولي “فرح الإيمان” للبابا فرنسيس (10)

Share this Entry

بعد التحليل الغني الذي يكرسه للإطار والبيئة التي نعيش فيها والتي يجب أن نعلن فيها الإنجيل، ينتقل البابا فرنسيس في الفصل الثالث من الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” إلى الحديث عن “إعلان الإنجيل” ويبدأ مشددًا أنه “ما من تبشير حق ما لم يتم الاعتراف الواضح بأن يسوع هو الرب” وإذا لم يكن هناك “أولية لإعلان يسوع المسيح في كل عمل تبشيري”.

ويعبر الأب الأقدس في هذا الفصل عن فهمه لدور الكنيسة التبشيري انطلاقًا من تسليط الضوء على الخلاص كفعل رحمة من الله الذي يجذبنا إلى ذاته بموهبة رحمة كبيرة. والكنيسة في هذا الصدد هي مُرسلة من يسوع المسيح لكي تعلن عن سر خلاص الله هذا. وعليه فعمل الكنيسة التبشيري هو التعاون لكي تكون “وسيلة النعمة الإلهية”. يجب دومًا أن نشدد على “أولية النعمة الإلهية”.

ما من أحد ينال الخلاص لوحدة، الله يدعونا إلى الخلاص ويجذبنا من خلال شبكة كبيرة من العلاقات الشخصية التي تتطلب العيش في جماعة بشرية. ويسوع لا يدعو تلاميذه لكي يؤلفوا مجموعة نخبة (élite) بل يدعوهم لكي “يتلمذوا كل الشعوب” (مت 28، 19). والكنيسة يجب أن تكون “موضع الرحمة المجانية، حيث يستطيع الجميع أن الشعور بالقبول، بالمحبة، بالغفران وبالتشجيع لعيش حياة الإنجيل الصالحة”.

نعمة الله تتطلب الثقافة، وهبة الله تتجسد في ثقافة من يتلقاها، وعلى مدى ألفي سنة، نرى أن الإنجيل قد تجسد في الثقافات المختلفة وليس بشكل واحد ينطبق على كل الثقافات دون أن يخون بهذا الشكل طبيعته الخاصة.

من خلال الانثقاف تُدخل الكنيسة الشعوب على اختلافها في حياتها الجماعية لأن الأبعاد الإيجابية لكل ثقافة تُغني الطريقة التي يتم فيها إعلان الإنجيل، فهمه وعيشه.

كلمات البابا هذه هي ثورية لأنها تعني أنه لا يجب العمل – مثلما تم في السابق – على جعل كل الشعوب مطابقة لطقس معين في الكنيسة (وهذا الطقس السائد كان الطقس اللاتيني، الذي قيل فيه حتى أنه “أسمى الطقوس”) بل على احترام غنى تقاليد وتنوع عادات الشعوب في قبولها وعيشها للإنجيل لأنه – كما يصرح البابا – “لا يمكن لثقافة واحدة أن تجسد بالكامل سر فداء المسيح”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير