البعد التبشيري للإيمان لا يمكنه أن يتناسى الطبيعة التعددية لمجتمعاتنا الحالية. ما هي الخصائص التي يجب أن تميز الإيمان الإرسالي في هذه الحالة؟
جواب البابا فرنسيس واضح: يجب أن يكون موقف انفتاح بالحق والمحبة. ورغم كل المصاعب الظاهرة المتمثلة بالتعصب الديني والتطرف، فإن الحوار بين الأديان هو “شرط أساسي للسلام في العالم، وهو بالتالي واجب على المسيحيين، كما وهو واجب على الجماعات الدينية الأخرى”.
وما هو كنه هذا الحوار؟ هو الحوار عن الإنسان وعن كرامته. قبول الآخر رغم اختلافه وفي اختلافه. هو حوار حول السلام الاجتماعي والعدالة بحد ذاتها. وهذه الجهود لها أهميتها في بحث الإنسان عن الحقيقة ومحبته لها.
ولكن البابا لم يتناسَ ضرورة الحفاظ على طابع التبشير والإعلان، فالفوضى والضياع العقائدي لا يجديان نفعًا لأحد. “الانفتاح الحقيقي يتضمن الحفاظ الثابت على قناعاتنا العميقة، من خلال هوية واضحة وفرحة، ولكن مع الانفتاح على فهم الآخر علمًا بأن الحوار يغني الجميع”.
لسنا بحاجة لـ “انفتاح دبلوماسي” يقول نعم لكل شيء لتحاشي المشاكل، لأن هذا نوع من خداع الآخرين يحرمهم من الخير الذي تلقيناه كهبة يجب مشاركتها بسخاء.
“التبشير والحوار بين الأديان، بدل أن يكونا على تضارب بين بعضهما، يساندان أحدهما الآخر”.