الكونُ كلّه يتزعزعُ في هذه اللحظة، إنها لحظةُ ” ظهور الحقيقة وتجلّيها في وسط العالم ، إنها لحظةُ إكتشاف ما وراء هذا العالم ، إنها إنكشافُ وتجلّى العالم الآخر .
إنّ هذا العالم في مخاضّ كبير ، إلى أن يصل لولادة الألوهية في البشريّة تدريجيّا ، بإعلانها علانيّة على الملأ .. رغمَ إنها موجودة ولكنها مخفيّة مثل البذرة الصغيرة في طور النموّ … هذه الذرّة الترابيّة ، لها مكانٌ عند الله ، ولقد قامَ الإبن ، فأنا سأقومُ معهُ .. الله هو الوحيد القادر أن يصنعَ من الأرض سماءً ، ومن العظام المبعثرة ِ ، إنسانا جديدًا كما يقول في سفر حزقيال النبيّ .. إنها الإله الحيّ ، إله الأحياء لا إله الأموات .. لهُ المجدُ إلى أبد الأبدين آمين ..
:____ عدي توما
إقبَل يا رب هذه القربانة التامّة الّتي تُقدّمها لكَ الخليقة، العاملة بفعل جاذبيّتكَ لها، والّتي تُقدّمها لكَ في هذا الفجر الجديد. هذا الخبز، جُهدَنا، وهو ليس في حدّ ذاته سوى أجزاء متفكّكة إلى أقصى حَدّ، وأنا أعلمُ ذلك. هذا الخمر، آلامنا، وهو أيضاً، للأسف، ليس إلا شراباً يتحلّل. لكن في عمق هذا الجمع الّذي بلا صورة، وضعتَ رغبةً مُقدِّسة لا تُقاوم، تجعلنا نصرخ إليكَ جميعنا، من الكافر إلى المؤمن: «يا ربّ، اجعلنا واحداً».
هذه الصلاة الجميلة :
(من كتاب نشيد الكون): تيّار دو شاردان اليسوعيّ