“أنظروا، الكون بأسره قد سار خلفَه" (يو ١٢: ١٩)

أيها الآتي أورشليم، والكون بأسره خلفك، أين تقوده؟ 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فتيان وشيوخ، نساء ورجال، أغنياء وفقراء، كلّهم أتوا، يحملون الأغصان، يهتفون: “خلّصنا”.

كلّهم تعبوا من فقدان المعنى، ومن سعي الى سعادة قلب لا يجدونها.

كلّ الكون هناك، في أزقّة أورشليم، ينتظرك أيها الآتي الحامل الخلاص،

علّك تلمس قلبهم كما لمست عيني الأعمى، فيبصروا،

ينتظرونك ليمسّوا ولو هدب ردائك، علّ نزف حياتهم يجفّ،

يفتّشون عن الأبرص ليسألوه، “كيف نجعله يطهّرنا من برص خطيئة آلمتنا، وأبعدتنا”.

ينتظرون عند مدخل المدينة، كجثث هامدة لا حياة فيها، فحياتهم لا لون لها، ولا مذاق،

ينتظرون علّهم يسمعون صوتك يقول لهم، كما للعازر في بيت عنيا: “قم”،

يريدون  أن يسمعوك تقول كما ليائيرس: “ابنتك لم تمت، إنّها نائمة”،

يريدون أن توقظ حياتهم من رقاد العبث، واليأس، والحزن والخوف والألم…

ينتظرونك كلّهم، يا ملكاً لا كسائر الملوك،

وأنا معهم أنتظرك، يا مخلّصا  لا خلاص بسواه،

أصرخ اليك: أنا الأبرص، أنقذني من وحدتي، ومن جراحي الدامية،

أنا الأعمى، أفتح عيني على نور حبّك،

أنا النازفة، إشفني من نزف حياتي، وأعط ِ لوجودي معنى،

أنا الميت، فأقمني الى حياة جديدة.

أنتظرك، وما بيدي سوى سعفة نخيل، وورقة زيتون،

وبقلبي الفراغ، فاملأه من غناك،

إجعلني أعود طفلاً، واحداً من أطفال أورشليم في ذاك الصباح،

لأصرخ لك ببساطة الأطفال، وبصدقهم: “هوشعنا”، خلّصني،

فوحدك تعلم كم أحتاج لهذا الخلاص.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الأب بيار نجم المريمي

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير