في يدك خمسة أصابع لا يمكن اختزالها إلا بالبتر. وفي كل مرة ترتفع فيها كفّك لرسم إشارة الصليب تكون اصابعك فيها من واحد إلى خمسة، بغض النظر عن كيفية ترتيبها أو تحريكها أو تشكيلها بحسب الرمز الذي تريد تجسيده.

كلنا نرسم إشارة الصليب بالخمسة أصابع، وكلنا نرسمها بالواحد والإثنين والثلاثة والأربعة والخمسة. فكلنا واحد ككفنا الواحدة في رسم إشارة الصليب الواحد للمخلّص الأوحد، يسوع المسيح.

كل من لا يجمع هو مقسّم، والرموز المقدسة هي للقديسين وليس للمتعصبين أو الهزليين.

أنا أسقف ملكي كاثوليكي أرسم إشارة الصليب بأصابعي الخمسة وفي ضميري وقلبي أتذكر الثالوث الأقدس والابن المتجسد بطبيعتيه وجروح المسيح الخمسة وباقي ما ترمز إليه هذه الإشارة من تكريسي لذاتي لمن صُلب عني لأحيا بقيامته.

تجارب يسوع بحسب البابا بندكتس السادس عشر

يمكن فهم تجربة يسوع كقبول لتجربة آدم الأولى وتغلّب عليها… فتعرّض يسوع للتجربة يشكل جزءاً أساسياً من إنسانيته وجزءاً من نزوله إلى منزلتنا، إلى أعماق حاجتنا… والتجارب المصوَّرة بخطوط عريضة تعود وتحدث بشكل ملموس في مراحل محددة من حياة يسوع. فبعد تكثير الخبز، يرى يسوع أن الحشود تهمّ باختطافه لتقيمه ملكاً، فيبتعد ويعود وحده إلى الجبل (يو 6: 15). وهو كذلك يقاوم تجربة التماثل مع المعجزات التي يجترحها، ما يهدد بمناقضة تعاليمه- ومهمته الحقيقية (راجع مر 1: 35-39). وعندما يحاول بطرس، بعد إعلانه أن يسوع هو ابن الله، أن يثنيه عن سلوك درب الآلام، ينهره الرب بالكلمات ذاتها التي نسمعها في ذروة رواية التجربة هذه وفي ختامها فيقول له: “سِر خلفي، يا شيطان” (مر 8: 33).