في ما يتعلّق بمسألة الموت، يُفضّل أغلبُ الناس أن يكون موتهم في منزلهم مع عائلاتهم هادئًا من دون الشعور بأي ألم. بيدَ أنّ ما كلُّ ما يتمنّاه المرء يُدركُه...
في هذا الإطار، تُطالب منظّمة الصحّة العالميّة بتحسينات في شؤون الرعاية الصحيّة في مرحلة الاحتضار. فعلى الرغم من توفّر الأدوية والمسكّنات تبقى مسألة المشارفة على الموت صعبة للغاية.
يقول الحاخام ييهودا بينك رئيس منتدى الأخلاقيّات الطبيّة في وست ميدلاندز أنّ الدين اليهودي من الديانات التي تُقدّر الحياة وتعتبرها مقدّسة فاليهود يؤمنون بأنّ الإنسان خُلق على صورة الله. ولكن يكمن التحدّي الأهمّ في ما إذا كنّا نُحاولُ إبقاء المريض على قيد الحياة لأنّنا نقدّرُ الحياة أو لأنّنا نبعدُ الموت...
وأضاف الحاخام أنّه يحقّ للإنسان الذي يُشارفُ على الموت ألّا يتألّم.
أمّا الدكتور دسموند بيدولف وهو رئيس المجتمع البوذي في المملكة البريطانيّة المتّحدة فيقول إنّ البوذيّة تعترفُ بأنّ الموت يعني التألّم وهذا أمر متوقّع كما تُعلّم البوذيّة أهميّة تقبّل الموت ولكن مقدّرين نعمة الحياة أيضًا.
من جهة أخرى، إنّ الأب كيفين دن راعي مؤسّسة الخدمة الصحيّة الوطنيّة يعتبرُ أنّه قد ينظرُ المؤمنون في الديانة المسيحيّة إلى الألم نظرة روحيّة إلّا أنّه لا يُعادل بأيّ شكل من الأشكال التقرّب من الله.
أمّا الإمام يونس دودالله فأشار إلى أنّ بعض المسلمين قد يرفضون تناول أي مُسكّن انطلاقًا من إيمانهم بأنّ هذا الألم هو جزاؤهم أو اختبارًا لإيمانهم الحقيقيّ.
وتجدرُ الإشارةُ إلى أنّه في بعض الحالات تكون المسكّنات سيفًا ذو حدّين فتُزيل بعض الآلام الحادّة ولكنّها قد تؤدّي إلى موت المريض وهذا ما يُسمّى بعقيدة التأثير المضاعف ويعتبرُه الحاخام ييهودا بينك أمرًا غير مقبولًا ولا يجب إعطاء أيّ مريض مُسكّنًا قد يؤدّي إلى مصرعه.
إذًا تتسلّط الأضواء على أهميّة العناية بالإنسان قبل مماته وإعطائه حقّه بمعرفة أنّه على مشارف الموت ليُهيّئ نفسه عمليًّا فيكتب وصيّته ويُنهي أعماله ويُحضّر نفسه روحيًّا للقاء الله.