ج : ما يفتنني هو هذا التاريخ الطويل والحيّ ، والذي ندخل فيه . إنّ ما يشكّله ، وإن على الصعيد الإنسانيّ البحت ، هو حدث مميّز . أن تتمكّن مؤسّسة ، رغم الكثير من الضعف والإخفاق البشريّ ، من المحافظة على إستمرايّتها ؛ وأن أعرف نفسي ، من خلال تقاسم الحياة مع هذه الجماعة الكبيرة ، أنّني على شركة مع كلّ الأحياء والموتى في هذه الجماعة ؛ وأن أجد فيها اليقين حول الجوهريّ في حياتني – هذا الإله المتّجه نحوي – ذلك اليقين الذي عليه ، أستطيعُ أن أبني حياتي ، ومعه أستطيعُ أن أحيا وأموت .

-

كاهن عراقي يتحدَّث عن بلاده بعد 7 سنوات على استشهاده

تمرُّ في مثل هذه الأيام الذكرى السابعة لامتزاج رفات الأب الشهيد رغيد كنِّي بتراب بلاد الرافدين، وأودُّ بعد هذه السنوات العِجاف أن أحدثكم قليلاً عن لحظات نادرة في بلدنا، لحظات تجعلنا نصل إلى قمة إنسانيتنا، ولكنها، وياللأسف، ليست سوى لحظات! والأسف الأكبر أنها حينما تذهب لا تعود، ولا نعود نحن أيضاً كما كنا، نفقد إنسانيتنا، تكبر أنانيتنا، ندمِّر وطننا، نندب حظنا، متناسين أن كل شيء هو بأيدينا إذا ما أردنا أن نخرِّب أو نعمِّر، لكننا نتحايل على أنفسنا، بأن الظروف تخدعنا، القَدَرُ نصيبنا، ونتجاهل حقيقة أننا نصنع قَدَرَنا بأنفسنا!