إذا ما قمنا بجولة على رسائل البابا، نستقي منها أكبر لاهوت من حيث بساطة الكلمة وعمق المحبة التي فيها، فلو قرأناها مرارًا وتكرارًا نجد أنّ البابا لا ينسى أحدًا إلاّ ويذكره بصلاته ويخصص له توجيهًا وتعزية وتشجيعًا. من هنا، التقى البابا يوم أمس الأحد بحركة التجدد بالروح القدس ومعهم تبادل الرسائل وأصغى إلى خبراتهم...

إلى الكهنة قال البابا: "إليكم أيها الكهنة أتيت لأقول لكم كلمة واحدة: القرب. القرب من يسوع المسيح، من خلال الصلاة والعبادة. القرب من الرب. القرب من الناس ومن شعب الله الذي عاهدكم الله عليه. أحبوا شعبكم، إقتربوا منه. هذا ما أطلبه منكم، هذا القرب المضاعف: إقتربوا من يسوع ومن الناس."

ومن أجل العائلات صلّى: "العائلات هي كنيسة بيتية حيث ينمو يسوع فيها وينمّي حب الزوجين لبعضهم بعضًا وينمّي المحبة في حياة الأطفال. لهذا يتهجّم العدو على العائلات: الشيطان لا يريدها! يحاول أن يدمّرها، يحاول أن يبطل الحب... إنّ العائلات هي كنيسة بيتية. إنما المتزوجون هم خطأة مثل الجميع، يريدون أن يتقدّموا في الإيمان مع أولادهم ومن خلال إيمان أبنائهم. الرب يبارك العائلة، تلك النعمة التي يريد الشيطان أن يدمّرها".

وأما ذوي الاحتياجات الخاصة فلهم خصص هذه الصلاة: "إخوتي وأخواتي الذين يتألمون ويعانون المرض أنتم إخوة وأخوات موسومين بألم يسوع المسيح، تتشبّهون بالمسيح في الأوقات الصعبة من حياتكم. أنا أشكركم يا إخوتي وإخواتي على قبولكم أن تكونوا موسومين بالألم. أشكركم على الأمل الذي تشهدون عليه"... 

على نية كل شخص صلى البابا ولم يستنثنِ أحد، يخصص الصلاة والتوجيه للجميع من خلال كلمات التعزية والمحبة... "ربي، إحفظ شعبك. إحفظ الشبيبة والعائلات والأطفال والمرضى والكهنة والمكرّسين... إحفظنا جميعًا. إجعلنا نسكر بالروح القدس الذي يجعلنا ننطق بلغات كثيرة، لغات المحبة وأن نقف دائمًا بالقرب من الإخوة والأخوات الذين يحتاجون إلينا. علمنا أن نناضل ... علمنا أن نتحلّى بالتواضع وأن نحب كنيستنا أكثر من أنفسنا وعلّمنا أن نتحلّى بقلب منفتح لاستقبال الروح القدس. أرسل يا رب روحك ليحلّ علينا. آمين".

وكم من الشباب الذين تأثروا بكلام البابا، قاموا بالارتداد ولمسوا حضور الروح القدس في حياتهم وقد كتب أحدهم: "أيها البابا فرنسيس العزيز، أريد أن أقول لك بأنّ الروح القدس قد غيّر حياتي، إنّ التسبيح لا يقتصر على رفع الأيدي نحو السماء فحسب بل إنه اللقاء بيسوع الحيّ... نسألك أيها الآب الأقدس أن تصلي من أجلنا، نحن الشبيبة حتى نصبح أوفياء ليسوع ونحن بدورنا نصلي من أجلك".

لقاء مسيحيي المشرق يشيد بزيارة البابا وزيارة البطريرك الراعي إلى الأراضي المقدسة

عقد لقاء مسيحيي المشرق نهار الجمعة الواقع في 30 أيار 2014 اجتماعه الدوري في مقره في مطرانية الكلدان في بعبدا وتداول في امور متنوعة. واثر اللقاء صدر عنه البيان التالي:

ما هي قصة هذا العناق في القدس ؟؟؟

الحج للأرض المقدسة ، الذي انتهى يوم الاثنين من الأسبوع المنصرم، كان زاخراً بالعاطفة وليس أقلها ما كان من أحتضان البابا فرانسيس ، للحاخام ابراهام سكوركا و عمر عبود. 
يبدو أن البابا أراد أن يعبّد طريق الحوار عبر المودة:
الحاخام هو عميد مركز للدرسات اليهودية في بوينس آيرس وأيضاً المؤلف المشارك مع البابا في كتاب “في السماء والأرض”، وتربطهما صداقة ما يقارب العشرين عاما. أما عبود فهو رئيس ومؤسس معهد للحوار بين الأديان في بوينس آيرس ، وكان الداعم الأكبر له : الكاردينال خورخي برغوليو آنذاك….
في القدس ذاك اليوم تعانق الأصدقاء الثلاثة ومعهم تعانقت الأديان السماوية الثلاث : فجسور المحبة هي الأقوى…

لماذا اختار الله التجسد من عذراء؟

كان بإستطاعة الرب يسوع أن يأخذ جسداً بشكل عفوي، من دون المرور بالإنسان… لكن بإحساس مرهف و “عبقرية شعرية”، إتخذ أماً سامحاً لمريم أن تكون بمثابة حواء جديدة، وأتاح للإنسان عبرها أن يلعب دورا في تدبير الخلاص .