-         في رأيك أنتْ ، ما هي الخصائص التي تميّز لاهوتك ، أو الطريقة التي تمارس فيها اللاهوت ؟

أجاب البابا بنديكتس : لقد انطلقت من موضوع الكنيسة ، وما زال حاضرًا في كلّ المواضيع . لكن ، ما كان هامّا بالنسبة إليّ ، أن أعمّق قانعتي بإن نعي أنّ الكنيسة ليست بحدّ ذاتها الهدف ، إنّما هي موجودة ليرى الناس من خلالها الله . أعني بهذا القول بإنني أبحثُ موضوع الكنيسة بهدف الإطلالة على الله . وهو ما يعني أنّ الله هو المحور الأساسيّ والنهائيّ لعملي .

لم أحاول أبدًا أن أستنبطَ نظامــًا خاصّا أو لاهوتـا مميّزا  . مميّزاتي هي ، عودًا إلى عباراتك ، إنني وببساطة، أريد التفكير مع إيمان الكنيسة وبوساطته ، وهو ما يعني التفكير مع كبار مفكّري الكنيسة . هذا بعيد عن أن يكون لاهوتا معزولا ومستخلصًا من ذاتي ، بل إنه لاهوت يحاول أن يتّسع قدر الإمكان ، فيما هو يلازمُ طريقة تفكير مشتركة مع الإيمان . لذلك احتلّ التفسير الكتابيّ مقامــًا رفيعًا في نظري . وقد كوّنت " الكلمة " نقطة الإنطلاق الوحيدة : أن نؤمن بكلمة الله ونحاول التعرّف عليها بالعمق وفهمها ، ومن ثمّ التفكير مع كبار أساتذة الإيمان . إنطلاقا من ذلك ، اتّسم لاهوتي بالإنجيل وبآباء الكنيسة ، وخاصّة بأوغسطينوس . أحاول بالطبع ألاّ أتوقّف عند الكنيسة القديمة ، بل أن أتطلّع إلى ذرى الفكر السامية ، وفي الوقت نفسه ، أن أ ُدخِلَ في الحوار تيّارات الفكر المعاصر .

مواهب‏ ‏الروح القدس : " فيعلمكم‏ ‏جميع‏ ‏الأشياء "‏ ( ‏يوحنا ‏١٤ : ٢٦ )‏

يشير‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏بهذه‏ ‏العبارة‏ ‏إلى‏ ‏مهمة‏ ‏الروح‏ ‏القدس ‏. ‏ومهمته‏ ‏تعليم‏ ‏المؤمن‏ ‏كل‏ ‏شيءٍ ‏يتعلق‏ ‏بخلاص‏ ‏نفسه‏ ،  ‏ويمنحه‏ ‏مواهبه‏ ‏السبع .‏ ‏وفيما‏ ‏نستعرض‏ ‏هذه‏ ‏المواهب‏  و‏ ‏نتبيّن‏ ‏ماهيتها‏ ، ‏نسأل‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يفيض‏ ‏علينا‏ ‏روحه‏ ‏القدوس‏ ‏لنفهم‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏يضمن‏ ‏لنفوسنا‏ ‏الخلاص‏ ‏الأبدي‏.‏ ‏١ – ‏ما‏ ‏هي‏ ‏المواهب‏ :يحدد‏ ‏القديس‏ ‏توما‏ ‏الأكويني‏ ‏مواهب‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏بقوله ‏:  “‏ أنها‏ ‏كمالات‏ ‏تُهيّء ‏الإنسان‏ ‏لاتباع‏ ‏إلهامات‏ ‏الروح‏ ‏القدس  “‏. ‏فمواهب‏ ‏الروح‏ ‏إذاً‏استعدادات‏ ‏تقوية‏ ‏تميل‏ ‏بالنفس‏ ‏إلي‏ ‏الإصغاء‏ ‏إلي‏ ‏إلهامات‏ ‏الروح‏ ‏والعمل‏ ‏بها ‏. ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏الإنسان‏ ‏وإن‏ ‏جمّلت‏ ‏نفسه‏ ‏النعمة‏ ، ‏وزينتها الفضائل‏ ، ‏يبقى‏ ‏معرّضاً‏ ‏للخطأ‏ . ‏إرادته‏ ‏لا‏ ‏تزال‏ ‏ضعيفة‏ ‏وعقله‏ ‏عرضة‏ ‏للضلال‏ . ‏وكثيرا‏ً ‏ما‏ ‏ينجرف‏ ‏في‏ ‏تيار‏ ‏الأهواء‏ ‏الصاخب ‏. ‏ولا‏ ‏يقوى‏ ‏على‏ ‏تقديس‏ ‏نفسه‏ ‏إلا‏ ‏بمعونة‏ ‏الروح ‏. ‏فالروح‏ ‏عندما‏ ‏يسكن‏ ‏نفس‏ ‏المؤمن‏ ‏يفيض‏ ‏عليها‏ ‏مواهبه‏ ‏السبع‏ ، و‏يخلق‏ ‏فيها‏ ‏جواً‏ ‏روحياً‏ ‏مؤاتياً‏ ‏يُسهّل‏ ‏عمل‏ ‏الخلاص ‏.‏ ‏٢ – ‏عدد‏ ‏المواهب‏:‏ليست‏ ‏مواهب‏ ‏الروح‏ ‏مقصورة‏ ‏على‏ ‏سبع‏ ‏فقط ‏, ‏ولكن‏ ‏العدد‏ ‏سبعة‏ ‏كثيرا‏ً ‏ما‏ ‏يدل‏ ّ‏في‏ ‏التوراة‏ ‏على‏ ‏ملء‏ ‏الكمال ‏, ‏وقد‏ ‏أشار‏ ‏إليه‏ ‏اشعيا ‏النبي‏ ‏عندما‏ ‏تنبأ‏ ‏عن‏ ‏المسيح‏ ‏بقوله‏ :  ” ‏ويخرج‏ ‏قضيب‏ ‏من‏ ‏جذر‏ ‏يسّى‏ ‏وينمي‏ ‏فرع‏ ‏من‏ ‏أصوله‏ ، ‏ويستقر‏ ‏عليه‏ ‏روح‏ ‏الرب‏  ‏روح‏ ‏الحكمة‏ ‏والفهم ‏, ‏روح‏ ‏المشورة‏ ‏والقوة ‏, ‏روح‏ ‏العلم‏ ‏وتقوى‏ ‏الرب‏ ، ‏ويتنعّم‏ ‏بمخافة‏ ‏الرب “‏ (‏ اشعيا ١١ : ١ ) . ‏وكل موهبة‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المواهب‏ ‏السبع  ‏ ‏تمد‏ّ ‏النفس‏ ‏بنور‏ ‏خاص ‏.‏ ‏١ – ‏الحكمة‏ : ‏تساعد‏ ‏الإنسان‏ ‏على‏ ‏معرفة ‏الأمور‏ ‏الإلهية‏ ‏والتعمق‏ ‏فيها‏ ‏واستساغتها‏ ‏‏ ‏كما‏ ‏يقول‏ ‏صاحب‏ ‏المزامير ‏:  “‏أنظروا‏ ‏ما‏ ‏أطيب‏ ‏الرب‏ ” ( مزمور‏٣٣ :  ٩ ) ،  ‏فنفضل‏ ‏خدمة‏ ‏الله‏ ‏والسكن‏ ‏في‏ ‏بيته‏ ‏على‏ ‏اختيار غنى‏العالم‏ ‏والانغماس‏ ‏في‏ ‏ملاذه‏ ‏ ، مردّدين‏ ‏مع‏ ‏النبي‏ ‏داود‏ :  “‏ما‏ ‏أحب‏ ‏مساكنك‏ ‏يارب‏ ‏الجنود ‏… ‏ان‏ ‏يوما‏ ‏في‏ ‏ديارك‏ ‏خير‏ ‏لي‏ ‏من‏ ‏ألف “‏ (‏ مزمور‏ ٨٣ : ٢و١١ ).‏ ‏ ٢- ‏الفهم :‏ ‏يساعدنا‏ ‏على‏ ‏تفهّم‏ ‏الكتب‏ ‏المقدّسة‏ ‏والتعمق‏ ‏في‏ ‏حقائق‏ ‏الإيمان ‏. ‏ونحن‏ ‏لا‏ ‏نّدعي‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الهبة‏ ‏تمكّن‏ ‏الإنسان‏ ‏من‏ ‏فهم‏ ‏أسرار‏ ‏الدين‏ ‏في‏ ‏جوهرها‏ ،  ‏ولكنها‏ ‏تمدّ‏ ‏العقل‏ ‏بنور‏ ‏روحي‏ ‏يتمكن‏ ‏معه‏ ، ‏إذا ‏ ‏قرأ‏ ‏مقطعاً‏ ‏من‏ ‏الإنجيل‏ ‏مثلا‏ ،  ‏ ‏يفهمه‏ ‏حق‏ ‏الفهم‏ ،  حتى ‏ولو‏ ‏لم‏ ‏ينتبه‏ ‏إليه‏ ‏سابقاً‏ ‏رغم‏ ‏قراءته‏ ‏للنص‏ مرات عديده ، ‏فيتخذ‏ ‏له‏ ‏منه‏ ‏منهجاً‏ ‏يسير‏ ‏عليه‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏الروحية‏ً . ‏وقد‏ ‏أوتي‏ ‏هذه‏ ‏الهبة‏ ‏جميع‏ ‏اباء الكنيسة ‏الذين‏ ‏شرحوا‏ ‏العقيدة‏ ‏الدينية‏ ‏وقرّبوها‏ ‏من‏ ‏اذهان‏ ‏المؤمنين‏  ” ‏لأن‏ ‏الروح‏ ‏يفحص‏ ‏عن‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏حتى ‏عن‏ ‏أعماق‏ ‏الله “‏ ( قورنتس الأولى ٢ : ١٠ ) . ٣ ‏- ‏المشورة‏ : ‏تُجنّب‏ ‏الإنسان‏ ‏الطيش‏ ‏والتسرّع‏ ‏والإدعاء‏ ‏وأخطاره‏ ‏على‏ ‏الحياة‏ ‏الروحية‏ ، ‏فالذي‏ ‏يتخذ‏ ‏قراراته‏ ‏دون‏ ‏استلهام‏ ‏الله‏ ‏والعودة‏ ‏إليه‏ ، ‏يقع‏ ‏في‏ ‏ضلال‏ ، ‏فهو‏ ‏يعبد‏ ‏نفسه‏ ‏ويعظمّها‏ ،  ‏وعليه‏ ‏أن‏ ‏يعبد‏ ‏الله‏ ‏ويمجّده‏  ، ”  ‏لأن‏ ‏كل‏ ‏عطية‏ ‏صالحة‏ وكل ‏موهبة‏ ‏كاملة‏ ‏هي  ‏من‏ ‏لدنك يا ابا‏ ‏الأنوار‏  ” . ‏والمسيح‏ ‏نفسه‏ ‏أعطانا‏ ‏مثلاً‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ،  ‏فلم‏ ‏يكن‏ ‏يعمل ‏شيئا‏ ‏دون‏ ‏استشارة‏ ‏أبيه‏ ،  ‏وقد‏ ‏قال‏ ‏‏عن ‏نفسه ‏:  ” ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏الابن‏ ‏أن‏ ‏يصنع‏ ‏شيئاً‏ ‏من‏ ‏عنده‏ ‏إلاّ‏ ‏إذا‏ ‏رأى‏ ‏الأب‏ ‏قد‏ ‏صنعه‏ ”  (‏ يو‏ حنا  ٥: ١٩ ) .  ٤ – القوة‏ ‏: تمكن‏ ‏الإنسان‏ ‏من‏ ‏العمل‏ ‏برغائب‏ ‏الله‏ ‏ومجابهة‏ ‏الشدائد‏ ‏واحتمال‏ ‏المحن‏ ‏والمصائب‏ ،  ‏فنشعر‏ ‏مهما‏ ‏صعبت‏ ‏الدنيا‏ ‏امام‏ ‏وجوهنا‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏معنا‏ ، ‏ كما فعل  الله مع ‏موسى‏ ‏يوم‏ ‏كلّفه‏ ‏بإخراج‏ ‏الشعب‏ ‏الإسرائيلي‏ ‏من‏ ‏مصر ‏:  “‏ اني‏ ‏أكون‏ ‏معك‏  ” (‏ خروج ‏٣ :١٣ ) . ‏ونقوى‏ ‏على “‏ ‏
طاعة‏ ‏الله‏ ‏لا‏ ‏الناس‏ ” (‏ أعمال ٤: ١٩ ) ،  ‏ولو‏ ‏كُلّفنا‏ ‏سفك‏ ‏الدماء .  ‏وقد‏ ‏أوتي‏ ‏جميع‏ ‏الشهداء‏ ‏هذه‏ ‏القوّة‏ ‏فآثروا‏ ‏الموت‏ ‏على‏ ‏الكفران‏ ‏بالله‏ .‏‏ ٥ – ‏العلم‏ :  ‏يرينا‏ ‏الأشياء‏ ‏على‏ ‏نور‏ ‏روحي‏ ‏سامٍ ‏. ‏إن‏ ‏المُلحد‏ ‏يرى‏ ‏الطبيعة‏ ‏والناس‏ ‏بنوره‏ ‏الطبيعي‏ ،  ‏أما‏ ‏المؤمن‏ ‏فيرى ‏ ‏ذلك‏ ‏بالنور‏ ‏الذي‏ ‏يفيضه‏ ‏عليه‏ ‏الروح‏ ‏القدس ‏. ‏فيرى‏ ‏في‏
‏الطبيعة‏ ‏والناس‏ ‏صورة‏ ‏الله‏ ، ‏فيجتنب‏ ‏ما‏ ‏من‏ ‏شأنه‏ ‏أن‏ ‏يوقعه‏ ‏في‏ ‏مهاوي‏  الظلام و‏الضلال‏ ،  ‏ويمشي‏ ‏إلى‏ ‏غايته‏ ‏الأخيرة‏ ‏معتمداً‏ ‏لها‏ ‏الوسائل‏ ‏الناجعة‏ ‏التي‏ ‏توصله‏ ‏إليها‏ .‏ ٦ – ‏التقوى : وهي‏ ‏أثمن‏ ‏هبات‏ ‏الروح‏ ، ‏تشدّد‏ ‏العزيمة‏ ‏وتقوّي‏ ‏النفوس‏ ‏الضعيفة ،  ‏كما‏ ‏يقول‏ ‏بولس‏ ‏الرسول ‏: ” ‏إن‏ ‏الروح‏ ‏يأتي‏ ‏لنجدة‏ ‏ضعفنا ” ‏ (‏ رومة  ٨ : ٢٦ ) . ‏والتقوى‏ ‏تُهيمن‏ ‏على‏ ‏علاقات‏ ‏الإنسان‏ ‏بالله‏ ‏وتوطّدها‏ ‏على ‏ ‏أسس‏ ‏صحيحة‏ ‏ثابتة ‏. ‏فهي‏ ‏إذاً‏ ‏مزيج‏ ‏من‏ ‏عبادة‏ ‏واحترام‏ ‏بنوي‏ ‏للآب‏ ‏السماوي‏ . ٧ – ‏الخوف : الخوف‏ ‏أخيرا‏ ‏لا‏ ‏ينافي‏ ‏التقوى ،  ‏ولا‏ ‏نعني‏ ‏بالخوف‏ ‏خوف‏ ‏القصاص‏ ‏وهو‏ ‏خوف‏ ‏العبيد‏ ، ‏بل‏ ‏نعني‏ ‏خوف‏ ‏إهانة‏ ‏الله‏ ‏بالخطيئة‏ ، ‏وهو‏ ‏خوف‏ ‏البنين ‏. ‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏الخوف‏ ‏الذي‏ ‏تحدّث‏ ‏عننه‏ ‏اشعيا‏ ‏النبي عندما‏ ‏قال‏ ‏عن السيد‏ ‏المسيح ‏:  “‏انه‏ ‏يتنعم‏ ‏بمخافة‏ ‏الرب‏ ”  ( اشعيا ١١ : ٣ ) . ‏وهو‏ ‏الخوف‏ ‏الذي‏ ‏يشعر‏ ‏به‏ ‏الملائكة‏ ‏في‏ ‏حضرة‏ ‏الله‏ ، ‏ومصدره‏ ‏الاحترام‏  والتكريم ‏والعبادة‏ .‏ ‏كما يعلمنا ‏ كتاب‏ ‏المزامير‏ ‏بقوله ‏:  “‏ مخافة ‏ ‏الرب‏ ‏طاهرة‏ ‏ثابتة‏ ‏إلى ‏الأبد‏ ” (‏ مزمور‏ ١٨ : ١٠ ) ، ‏وعن‏ ‏روح‏ ‏الخوف‏ ‏هذا‏ ‏تحدّث‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏ كذلك قائلاً ‏:  ” ‏لم‏ ‏تتلقّوا‏ ‏روحاً‏ ‏يستعبدكم‏ ‏ويردكم‏ ‏إلى ‏الخوف‏ ، ‏بل‏ ‏روحاً‏ ‏يجعلكم‏ ‏أبناء‏ ‏وبه‏ ‏ننادي ‏:  ” ‏يا‏ ‏ابتا‏ه  “(‏ رومة ٨ : ١٤ ) .خاتمة‏:‏نسأل‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يفيض‏ ‏علينا‏ ‏روحه‏ ‏القدوس‏ ‏ومواهبه‏ ،  ‏ويثمر‏ ‏فينا‏ ‏تلك‏ ‏الثمار‏ ‏التي‏ ‏أشار‏ ‏إليها‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏بقوله ‏:  “‏أما‏ ‏ثمار‏ ‏الروح‏ ‏فهي : “‏ ‏المحبة‏ ‏والفرح‏ ‏والسلام‏ ‏وطول‏ ‏الأناة‏ ‏واللطف‏ ‏ودماثة‏ ‏الأخلاق‏ ‏والأمانة‏ ‏والوداعة‏ ‏والعفاف “‏ (‏ غلا‏طية ٥ : ٢٢ ) ، ‏فتتفجر‏ ‏في‏ ‏أعماقنا‏ ‏أنهار‏ ‏ماء‏ ‏الحياة‏ ‏التي‏ ‏دعاها‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏بقوله‏ ‏في‏ ‏عيد‏ ‏المظال ‏: ‏ ” من‏ ‏آمن‏ ‏بي‏ ‏فليشرب‏ ، ‏كما‏ ‏ورد‏ ‏في‏ ‏الآية ‏: ” ‏ستجري‏ ‏من‏ ‏جوفه‏ ‏أنهار‏ ‏من‏ ‏الماء‏ ‏الحيّ ،  ‏وأراد‏ ‏بذلك‏ ‏الروح‏ ‏الذي‏ ‏سيتلقاه‏ ‏المؤمنون‏ ‏به‏ ”  (‏ يوحنا ٧ : ٣٨ و ٣٩ ) .اللّهم‏ ‏امنح‏ ‏مؤمنيك‏ ‏المواهب‏ ‏السبع ، ‏ ‏هَب‏ ‏لنا‏ غاية‏ ‏الخلاص‏ ، ‏أعطنا ‏الفرح الحقيقي ‏و‏الأبدي .‏