أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، نريد اليوم أن نتوقف عند موهبة أخرى من مواهب الروح القدس وهي موهبة التقوى. إن هذه الموهبة لا تتماهى مع الشعور بالشفقة تجاه شخص ما أو تجاه القريب، بل تشير إلى انتمائنا لله والرباط العميق معه الذي يعطي معنى لحياتنا بأسرها ويحفظنا ثابتين في الشركة معه حتى في المحن والأوقات الصعبة. إنها الصداقة مع الله التي وهبنا إياها يسوع، وهي تغيّر حياتنا وتملؤنا بالحماس والفرح. لذلك، تولّد فينا موهبة التقوى، قبل كل شيء، الامتنان والتسبيح. فالتقوى إذًا هي مرادف لروح ديني أصيل وللثقة البنوية مع الله وتلك القدرة على رفع الصلاة له بالمحبة والبساطة التي تميّز الأشخاص المتواضعي القلب. أيها الأصدقاء الأعزاء، يؤكد بولس الرسول في رسالته إلى أهل روما: “إِنَّ الَّذينَ يَنقادونَ لِرُوحِ الله يَكونونَ أَبناءَ اللهِ حَقًّا. لم تَتلَقَّوا روحَ عُبودِيَّةٍ لِتَعودوا إِلى الخَوف، بل روحَ تَبَنٍّ بِه نُنادي: أَبًّا، يا أَبَتِ!” لنطلب من الرب أن تتمكن موهبة روحه من التغلب على خوفنا وشكوكنا وتجعلنا شهودًا فرحين لله ولمحبته.
–