ممثلون عن 18 طائفة يزورون البطريرك الراعي اليوم وتصريحات هامة جدًا لشخصيات إسلامية

“نحن نؤيّدكم سيّدنا بكلّ مواقفكم، وبكلّ كلام تقولونه. أنا أعتبر وباسم الجميع أنّ اللّه تعالى ينطق باسم أشخاص مسؤولين، واللّه تعالى هو من سمح بأن تصلوا إلى سدّة المسؤوليّة”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصّرح البطريركيّ في بكركي، سفيرة كولومبيا في لبنان جورجينا ملاّط، وكان عرض للعلاقات الثّنائيّة بين البلدين. واذ اشارت ملاط الى أنّ كولومبيا هي بلد المهاجرين اللبنانيين الذين وصلوا اليها منذ العام 1870، شددت على قوة العلاقة بين كولومبيا وبكركي، لافتة الى “اننا اليوم ومع غبطة البطريرك الراعي، بدأنا نشعر بأهمية وقوة هذه العلاقات التي تربط شعبينا.” وشكرت ملاط غبطة البطريرك على” زيارته الى كولومبيا ودعمه الدّائم للسّلام والقيم التي تقدّمها الكنيسة” آملة ان “تتواصل العلاقات بأفضل مظاهرها بين البلدين وان يستتب الأمن في لبنان وان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة في أسرع وقت ممكن.”

وتسلم غبطته من سفير الأرجنتين في لبنان ريكاردو لارييرا هديّة تقدير من رئيسة الأرجنتين.

واعرب لارييرا عن “إعجاب وتقدير الأرجنتنيّين لنشاطات غبطة البطريرك ولأعماله الرّعويّة على السّاحة الوطنيّة والدولية” واصفا اياه “بالأب الروحي للجميع.”

ثم التقى صاحب الغبطة، رئيس لجنة إعادة النّظر بحدود الأبرشيّات المارونيّة المطران بولس إميل سعادة، الذي قدّم لغبطته إقتراحات تتعلق بالأبرشيات المارونية الموزعة في العالم .

ومن زوار الصرح وفد من اللّقاء الرّوحي في جبل لبنان، ضم رجال دين يمثلون ثمانية عشرة طائفة في لبنان، أثنوا على “مواقف ونشاطات البطريرك الراعي ودعوته الحثيثة جميع الأطراف اللبنانية وخصوصا النواب الى ممارسة واجباتهم وفق ما نص عليه الدستور، وانتخاب رئيس جديد للبلاد.”

بداية أعرب الشيخ محمد علي الحاج العاملي، عن تقدير كبير لصاحب الغبطة مؤكدا انه “صاحب الرّأي السّديد والنّاطق الرّسميّ باسم اللبنانيّين لأنّكم تكلمتم باسم الشّعب، وهذا الشّعب الذي يهاجر اليوم، لا يهمّه من سيكون رئيس الجمهوريّة، ما يهمّه هو حياته ومعيشته، ويهمّه أن يأتي الشّخص الذي يؤمّن له مستقبل أبنائه وعيشه ومصلحته. آن الأوان أن يعي الشّعب اللّبنانيّ حقيقة الأمور وأن لا يسير وراء الزّعماء كقطيع، وأن يختار الشّخص المناسب الذي يؤمّن له المصلحة الوطنيّة.”

وأضاف:” نحن نؤيّدكم سيّدنا بكلّ مواقفكم، وبكلّ كلام تقولونه. أنا أعتبر وباسم الجميع أنّ اللّه تعالى ينطق باسم أشخاص مسؤولين، واللّه تعالى هو من سمح بأن تصلوا إلى سدّة المسؤوليّة . من الطبيعي ان نزور هذاالصرح الوطني الكبير وأن نكون في رحابكم لنبارك لكم خطواتكم، لا سيما في هذه الظروف التي يشهدها البلد مع الخلل السياسي والفراغ الحاصل، إضافة الى التداعيات الموجودة في المنطقة. لذلك، نتطلع الى دور أكبر للمؤسسات الدينية في لبنان لمحاولة تصحيح الخلل الموجود في المجتمع اللبناني.” وأردف:” بالطبع، يا صاحب الغبطة، أنتم تقومون بدور جليل جدا وخطواتكم التي تقومون بها من أجل الوجود المسيحي في المنطقة، هي خطوات مطلوبة جدا وهي مباركة ولمصلحة لبنان بالدرجة الأولى. وهي من شأنها أن تعيد التوازن السياسي وتريح ايضا على مستوى مجتمعاتنا. وقد يكون جزء من الخلل الكبير الذي نشهده في بعض بلدان المنطقة، أكان في سوريا أو لبنان أو بعض البلدان الأخرى، هو ان الحضور المسيحي مغيب نوعا ما. وإشرافكم على المؤسسات الدينية ورعاياكم في المنطقة بأسرها، بدءا من القدس الى غيرها، هو خطوة نكبرها فيكم يا صاحب الغبطة، ولذلك وجدنا انه من واجبنا الأخلاقي والشرعي والوطني ان نأتي اليوم لنتضامن معكم ونقف الى جانبكم، وبالطبع ان اللقاء الروحي زار هذا الصرح قبلا وأعلن عن مواقفه الداعمة والمؤيدة لكم”.

وكان الشيخ عامر زين الدين قد اكد ان “الزيارة وطنية بامتياز وجاءت للتاكيد على موااقف صاحب الغبطة.”

وبعد ترحيب غبطة البطريرك باعضاء الوفد، قال:” نشعر من خلال لقائكم ان هذا هو لبنان الحقيقي. وأنا مثلكم مؤمن بان أهمية لبنان هي بالتنوع، وكل مكون من هذا التنوع يشكل قيمة مضافة، وقيمة لبنان انه لوحة فسيفساء. فكل شخص اومجموعة اشخاص على تنوعهم يشكلون حجرا في هذه الفسيفساء. قيمتنا هي في اننا الى جانب بعضنا البعض، وهذه الرسالة التي نطلب أن يقوم بها لبنان للعالم. أنا سعيد جدا اليوم بهذا اللقاء لأننا بغاية الشوق أن نظهر لمجتمعنا ولرجال السياسة اننا لسنا معهم في هذا الإنشطار الموجود، ولسنا معهم بتلوين المواطنين ولا نحن معهم بهذا الإنقسام. وكأنهم يريدون القول اننا منقسمون، ونحن لسنا منقسمين، وهذا هو مجتمعنا، وهذا الأمر يدركه ويعلمه كل الأجانب”.

وتابع غبطته: “السفراء الذين نستقبلهم يقولون لنا ان هناك لبنانان، لبنان السياسة ولبنان المجتمع، ولبنان الحقيقي هو المجتمع وليس السياسة. ويؤسفنا ان تكون هناك هوة هائلة بين لبنان المجتمع ولبنان السياسة، وكأنهم يستمدون قوتهم من خلال تقسيم الشعب. أنا لا أريد إدانة أحد ولكني أقول هذا هو المجتمع اللبناني. نحن زرنا أبرشياتنا في لبنان وخارجه، والقانون يقول بوجوب أن يزور البطريرك ابرشياته وأبنائه كل خمس سنوات. وخلال زياراتنا المناطق كان جميع أبناء الطوائف الإسلامية والمسيحية موجودين، وهذا ينطبق على جميع المناطق التي زرناها. هذا هو لبنان الذي يجب أن نحافظ عليه قدر المستطاع، وهذا ما لقيناه ايضا في خلال زيارتنا للأراضي المقدسة. نحن نقول ان خلاص لبنان هو المجتمع، وثقافة المجتمع وثقافتنا هي ثقافة العيش معا”.

وأضاف غبطته: “نحن نطالب النواب الكرام بان يحترموا الدستور الذي يلزم
هم انتخاب رئيس للجمهورية قبل شهرين من انتهاء الولاية، وهم خالفوا الأمر، كذلك خالفوا المادة الثانية التي تقول انه اذا شغرت لسبب او لآخر سدة الرئاسة يجتمع المجلس فورا وينتخب رئيسًا. ونحن أيضا نقول ان هناك انتهاكا للميثاق الوطني الذي هو ضمانة للمسيحي وللمسلم، حيث ان رئاسة الجمهورية للمسيحي ورئاسة المجلس النيابي للشيعة ورئاسة الحكومة للسنة، وهذه ضمانات وليست امتيازات لنكون جميعا مرتاحين. واليوم نقول صحيح ان المادة 62 من الدستور تقول ان الحكومة تتولى بالوكالة صلاحيات الرئيس، ولكن هذا الأمر لا يعني ان المجلس النيابي غير مجبر على انتخاب رئيس، كي لا نقع ولا لحظة في عدم وجود سلطة، وعندها تستلم الحكومة”.

وتابع غبطته: “ماذا يعني انهم اليوم يفكرون في كيفية ممارسة الحكومة لصلاحياتها، وفي ما هي هذه الصلاحيات؟ وكأنه للدلالة على عدم انتخاب رئيس على المدى البعيد. وهذا انتهاك للميثاق الوطني، لأنه يغيب العنصر والمكون الأساسي، وهل من جسم بدون رأس؟ هل هناك مجموعة بدون رئيس يرأسها؟ إذن كيف تقولون أسبوعا اوشهرا اوشهرين أو أكثر بدون رئيس؟ من يعطي الشرعية للجسم أليس الرأس؟ من يعطي الحيوية للجسم أليس الرأس؟ أيعقل اننا دولة بلا رأس؟ هذا لا يمكن أن نقبله لا إنسانيا ولا اجتماعيا ولا بأي شكل من الأشكال، فضلا عن ان هذا انتهاك صارخ للدستور وللميثاق الوطني”.

وقال غبطته: “نعود ونكرر طلبنا من السادة النواب انتخاب رئيس للجمهورية احتراما للدستور وللديموقراطية التي تميز لبنان. ونقول لهم انه اذا لم تكونوا قادرين على ذلك، فهذا يعني أن هناك خلافا فلتتفضلوا بحل للموضوع. ولكن أن نستمر بعدم وجود رئيس فهذا أمر لا نقبل به ولا يمكن أن يستمر لكي نحافظ على الكيان اللبناني، وهذا نعلنه رسميا أمامكم، خصوصا ان لقاءكم يضم 18 طائفة”.

وردا على سؤال حول الدعوة الى صياغة عقد اجتماعي جديد أوضح غبطته:” لقد فهمها البعض على انها تغيير للطائف او للنظام، ولكنني قلت اننا بحاجة الى عقد إجتماعيّ جديد ولكن على أساس الميثاق الوطنيّ الذي يقول لا للشّرق ولا للغرب، يعني أنّ لبنان لا يمكن أن يكون تابعاً لأيّة دولة، وهذه ليست حاله اليوم. انظروا الى الواقع. انه مخالف تماما لما جاء في الميثاق الوطني. لذلك طلبت العودة إلى الميثاق الوطنيّ وتجديده. لأنه روح المجتمع اللّبنانيّ.”

وتابع غبطته:” يقول الميثاق الوطنيّ نريد العيش معاً مسلمين ومسيحيّين خلافاً للشّرق والغرب.

وخلافا للشّرق الذي يتألف من بلدان إسلاميّة نظامها إسلاميّ ودين الدّولة فيها هو الإسلام، رفض المسلم في لبنان أن يقيم دولة إسلاميّة صرفة. وبدوره رفض المسيحيّ إنشاء دولة مدنيّة علمانيّة على الطّريقة الغربيّة تفصل بين الدين والدولة وبين الدولة والله. وبالتالي اراد المسلم والمسيحي العيش معا. أنّ المادّة التّاسعة من الدّستور اللّبنانيّ غير الموجودة في اي دستور من دساتير العالم تقول: “لبنان بعد الإجلال للّه تعالى يحترم كلّ الأديان، ويكفل أحوالها الشّخصيّة وشعائرها الدّينيّة، شرط أن لا تكون ضدّ النّظام العام. هذه هي روحيّة الميثاق الوطنيّ، العيش معاً بالمساواة والإحترام المتبادل والمشاركة بادارة هذا البلد. لذلك دعوت الى صياغة عقد وطنيّ جديد على أساس الميثاق الوطنيّ، وليس ميثاقاً جديداً ومختلفاً. لأنه بممارستنا اليوم فقد الميثاق الوطني روحيته وسيطر الحقد والبغض والخوف من الآخر” لافتا” الى ان “فقدان الثقة ببعضنا البعض تزرع حالات العداء اينما كان. والميثاق هو الثقة. المجتمع اللبناني لم يفقد الثقة انما السياسيون هم من فقدوا الثقة ببعضهم البعض. وهذا ما يعقد الامور.”

وختم غبطته: “نتمنى على السادة النواب أن يحترموا رأي المجتمع، خصوصا ان الدستور يقول ان مصدر السلطات هو الشعب. قيمتنا في لبنان هي في عيشنا مع بعضنا البعض، وفي هذه الخبرة التي نعيشها معاً مسلمين ومسيحيّين وفي الثّقافة المشتركة التي بنيناها معا. قيمة لبنان تكمن في تنوّعه الإنسانيّ. هذه هي قيمتنا في هذا الشّرق، حيث لحياتنا معنى. وإذا لم يعد العنصر المسيحي فاعلاً إلى جانب العنصر الإسلاميّ فإنّنا نخسر ثقافتنا المشتركة. عتبنا على جماعتنا لأنّهم لم يلعبوا الدّورالذي عليهم ان يلعبوه، وهو التوفيق بين مكونات المجتمع اللبناني وليس تزكية الخلاف.”

بدوره أعلن الأب صليبا ان الوفد جاء ليودع الأمانة بين ايدي صاحب الغبطة وقال:” نحن اليوم من دون رئيس للبلاد، ووضعنا سيء جدا من كل النواحي، ونخاف من عودة الديكتاتوريات الى محيطنا. نؤكد لكم اننا جنودكم واخوتكم وابناؤكم وجئنا مجتمعين مسيحيين ومسلمين من 18 طائفة لنؤكد على دعمنا لكم ولهذا الصرح الوطني الجامع الذي وبشهادة الجميع يمثل جميع اللبنانيين.”

وكان غبطته قد بحث مع النائب السابق مخايل الضاهر في آخر المستجدات المحلية والإقليمية وقد أكد الضاهر ان “زيارة غبطته الى الأراضي المقدسة كانت ناجحة جدا لأنها جاءت بمثابة اعتراف بوجودنا في مهد المسيحية وجسدت رفضا مطلقا لمطالبة اسرائيل باعتبار فلسطين دولة يهودية، فهي دولة الديانات السماوية الثلاث ولا يمكن الا ان تكون دولة تمارس فيها كل الديانات.”

ثم استقبل غبطته راعي ابرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف، ثم الوزير السابق دميانوس قطار.

بعد الظهر، التقى البطريرك الراعي مجموعة جيل الانجيل في اطار حلقة من التنشئة المسيحية في كاتدرائية الصرح البطريركي.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير