حضرة قداسة البابا فرنسيس،
فخامة الرئيس محمود عباس،
لقد أتيتُ من مدينة القدس المقدسة لأشكركم على دعوتكم الاستثنائية. إنّ أرض القدس المقدسة هي القلب النابض للشعب اليهودي. إنّ كلمة القدس في لغتنا القديمة العبرية وكلمة السلام تتشاطران الجذر نفسه. وبالطبع السلام هو رؤية القدس.
في خلال زيارتكم التاريخية إلى الأراضي المقدسة، لقد نقلتم إلينا دفء قلبكم وصدق نواياكم وتواضعكم وسبلكم الكريمة. لقد لمستم قلوب الناس – بغض النظر عن إيمانهم أو أمتهم. لقد ظهرتم كباني جسور للأخوة والسلام. نحن كلنا بحاجة إلى الإلهام الذي يرافق طباعكم وطريقتكم.
شكرًا لكم.
إنّ الشعبين – الإسرائيلي والفلسطيني – لا يزالان يتألمان من السلام. إنّ دموع الأمهات على أولادهنّ لا تزال محفورة في قلوبنا. علينا أن نضع حدًا للصرخات والعنف والصراع. كلنا نحتاج للسلام. السلام بين الجميع بشكل متساوٍ.
إنّ دعوتكم للإنضمام إليكم في هذا الحفل التاريخي من أجل الدعوة للسلام، هناك في حدائق الفاتيكان بحضور القادة اليهود والمسيحيين والمسلمين والدروز تعكس رؤيتكم للطموح الذي نشاركه: السلام.
لنرفع معكم يا صاحب القداسة في هذه المناسبة المملوءة من الأمل والإيمان، دعاء من أجل السلام بين الديانات والأمم والمجتمعات والرجال والنساء. ليكن السلام الحقيقي تراثنا قريبًا وبسرعة.
وكما هو مذكور في كتاب الأمثال: “إنّ سبله سبل نِعم وطرقه طرق سلام”.
فكذلك يجب أن تكون طرقنا نحن أيضًا. سبل نعم وسلام. إنها ليست صدفة أن يذكر الحاخام أكيفا أساس التوراة في جملة واحدة: ” أحبّ قريبك حبّك لنفسك”. نحن كلنا متساوون أمام الله. كلنا جزء من العائلة البشرية. إذ من دون السلام، نحن لا نكون كاملين وعلينا أن نسعى لنحقق المهمة الإنسانية.
إنّ السلام ليس أمرًا سهلاً لذا علينا أن نبذل جهودنا من أجل البلوغ إليه. للبلوغ إليه قريبًا حتى لو أنّ ذلك يتطلّب تضحية أو تنازل.
إنه مطلوب منا أن نسعى للسلام. كل السنة. كل يوم. نسلّم على بعضنا بهذه البركة. شالوم. سلام. علينا أن نكون جديرين بالمعنى العميق لهذه البركة. حتى لو أنّ السلام يبدو بعيدًا، علينا أن نسعى لجعله أقرب. علينا أن نسعى إلى السلام بالمثابرة والإيمان وسوف نصل إليه.
يمكننا معًا الآن إسرائيليون وفلسطينيون أن نحوّل رؤيتنا النبيلة إلى واقع من الرفاه والازدهار. في وسعنا أن نجلب السلام لأولادنا. هذا هو واجبنا، مهمّة أهلنا المقدسة.