موهبة مخافة الله تجعلنا نتيقن أن كل شيء يأتي من نعمة الله

ملخص تعليم الأربعاء للبابا فرنسيس من الفاتيكان

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، إنَّ مَوهِبَة مخافةِ الله التي سنتحدَّثُ عنها اليوم تَختَتِمُ سِلسِلَةَ التعاليمِ حولَ مواهِبِ الروحِ القُدُس السَّبِع. إنَّ هذه الموهِبَة لا تَعني الخوفَ منَ اللهِ الضابطِ الكُلّ والقدُّوس، إنَّما هي الموهِبةُ التي تُذكِّرنا بِصغرِنا أمامَ الله ومحبتَّهِ وبأنَّ خيرَنا يقومُ على الإِستِسلامِ بينَ يديهِ بتواضعٍ واحترامٍ وثِقَة. عندما يُقيمُ الروحُ القدُس داخِلَ قلبِنا، يَبعَثُ فينا العزاءَ والسلام ويَحمِلُنا على الشعورِ بِصغَرِنا، وهذا موقِفُ من يضَعُ كُلَّ همومه وتطلُّعاتِه في الله ويشعُرُ بأنَّهُ محاطٌ يعضُدُه دفئُ الله وحمايتُه كطفلٍ مع أبيه! لذلك نحنُ بأمسِّ الحاجة لموهِبَة الروحِ القُدُسِ هذه. فمخافةُ اللهِ تجعَلُنا نتيقَّنُ بأنَّ كلَّ شيءٍ يأتي مِنَ النعمة وبأنَّ قوّتَنا الحقيقيةَ تكمُنُ فقط في إتباعِ الربِّ يسوع وفي السماحِ للآبِ بأَن يَسكُبَ علينا صلاحَهُ ورحمتَه. وبالتالي فإنَّ موهِبَةَ الروحِ القدُس هذه تُرهِفُ شعورَنا أيضًا وتُساعدُنا على الاعترافِ بأنَّنا أبناءٌ محبوبون بحُبٍّ لامتناهي. تُشكِّلُ موهِبَةُ مخافةِ الله أيضًا “إنذارًا” إِزاءَ التشبُّثِ بالخطيئةِ والإصرارِ عليها. فعندما يعيشُ الإنسانُ في الشرّ، عندما يُجدِّفُ ضدَّ الله وعندما يستغِلُّ الآخرين ويَظلِمُهم، عندما يعيشُ فقط من أجلِ المالِ والغرورِ والسلطةِ والتعجرُف، تأتي عندها موهِبَةُ مخافةِ الله لِتُحذِّرَنا: انتَبِه! بهذه الطريقة لن تكون سعيدًا، وستكونُ عاقبتُك وخيمة. لنطلُب من الربَّ نعمةَ توحيدِ أصواتِنا مع صوتِ الفُقراء، فنقبلَ موهِبَةَ مخافةِ الله ونَعترفَ معَهُم بأننا مغمورون برحمةِ اللهِ ومحبَّتِهِ.

*

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الرسولية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Francesco NULL

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير