إنّ اللقاء التاريخي الذي جمع البابا فرنسيس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قد لاقى ردودًا إيجابية بين صفوف الصحافة الأجنبية. وقد أشاد أحد الجوانب بالسلوك المحايد التي اعتمدته الفاتيكان ورمز إلى فتح حدود السلام والتسامح الديني في الشرق الأوسط.
ولاحظ مراسل بي بي سي آلان جونستون أنه يصعب التشكيك في الأمر في حين أضاف توماس ريز، مراسل الكاثوليكية الوطنية بعدم الاستعجال بإصدار الآراء السلبية من دون التأكّد من الصورة الكاملة. وأما جون ألان جونيور، مراسل صحيفة بوسطن فأكّد بأنها خطوة إلى الأمام نحو وحدة المسيحيين.
في الواقع، إنّ هذه السابقة التاريخية هي دليل واضح على كيفية التعايش السلمي بين الأديان والتأكيد على أنّ ذلك أمر ممكن وإنّ أي سياسة مستقبلية في الشرق الأوسط ستضطرّ لمواجهة هذا الاختبار بشجاعة. وقد وصف جون ألان من إذاعة سي أن أن بأنّ اللقاء متشبّع بالرمزية لمجرّد ظهور الأديان الثلاث تصلّي أمام قبّة القديس بطرس.
وأما الصحافة الإسرائيلية فسلّطت الضوء على مزايا الفاتيكان بكونها جمعت لأول مرّة قادة إسرائيل وفلسطين… وكما كتب عبدالله شليفر وهو خبير في سياسة الشرق الأوسط في العربية بأنّ هذه اللفتات الرمزية يمكن أن تملك تأثيرًا مهمًا: “يكفي أن نصغي إلى القائدين يتبادلان كلمات السلام حتى نتأمّل بخطوة نحو الأمام”.
هنّأ ويلي دايفيد من محطة بي بي سي البابا على الديبلوماسية التي تحلّى بها التي لم نعهد عليها كثيرًا مؤخرًا من قبل أحد وذُهل الصحافي البريطاني بقدرة البابا على تنظيم هكذا لقاء بهذه السرعة وموافقة بيريز وعباس في وقت قياسي.
وإن كانت الزيارة إلى الأراضي المقدسة قد أدّت إلى الحوار بين القائدين الفلسطيني والإسرائيلي، إذًا يمكننا أن نأمل بأنّ صلاة يوم الأحد هي بمثابة القيام بخطوة نحو السلام. هذا يتطلّب شجاعة وجهد لتقبّل اختلافات الأديان واحترامها. وكما قال البابا فرنسيس: “من أجل أن نصنع السلام علينا أن نتحلّى بالشجاعة أكثر من القيام بالحرب”.