-          لدى كلّ الحضارات الكبيرة التي عرفناها وما زلنا ، عاملٌ مشترك هو الدين . يبدو كأنّ التعاليم كلّها تعزفُ ألحانــًا متشابهة ، كالدعوة إلى الإعتدال ، والتنبيه من الأنانيّة والإستقلاليّة . لماذا ، إذا ، لا تكون الديانات كلّها واحدة ؟ ولماذا تصنيفُ الإله المسيحيّ على  أنه أفضل من الإله الهنديّ ؟ ولماذا نحصُر الخلاص بديانة ٍ واحدة ؟

جواب البابا : إن هذا الإقتراح ظهر خلال عصر التنوير مع ظهور البحث التاريخيّ في الدين ، وكان قد ظهر قبل ذلك ، لكن يمكن تنفيذه عندما نتمعّن بتفحّص الديانات . هناك أبعاد ومستويات مختلفة ، كما أنّ هناك ديانات مريضة بشكل واضح ، قد تكون بعض الأحيان هدّامة للإنسان .

إنّ النقد الماركسيّ للدين صحيحٌ بقدر ما هناك من ديانات أو ممارسات دينيّة تغرّب الإنسان . لنأخذ مثلا أفريقيا ، حيث يكوّن الإيمان بالأرواح حتى الآن عائقا كبيرًا يحولُ دون بناء الأطر الإقتصاديّة الحديثة لتنمية البلاد . فحيث عليّ حمايةُ نفسي دائمًا وفي كلّ مكان من الأرواح ، وحيث خوف غير منطقيّ يطبع مشاعرَ الحياة كلّها نكون بالتأكيد بعيدين عمّا يطمح إليه الدين بصلبه . بإمكاننا أن نرى في عالم الديانات الهنديّة ( الهندوسيّة ) " هي في الواقع تسمية مضلّلة تشمل العديد من الديانات "  أشكالا مختلفة للغاية : بعضها سام ٍ وطاهر يتّسم بفكرة الحبّ ، لكنّ البعض الآخر وحشيٌّ جدّا وينطوي على طقوس قتل.

نعرف أنّ الأضاحي البشريّة طبعت تاريخ الديانات بطريقة فظيعة ، كما نعرف أنّ الديانات السياسيّة تحوّلت إلى وسائل للقمع والتخريبْ . كذلك عرفنا ظواهر مرضيّة في الدين المسيحيّ نفسه ، فإحراقُ الساحرات هو عودة إلى الجرمانيّة . وقد فرض إعلان البشارة بصعوبة التخلّي عنه مع بداية العصر الوسيط ، فعاد ليظهر في نهاية القرون الوسطى مع تراجع الإيمان . بكلمة واحدة ، إنّ الآلهة جميعها ليست متساوية ، وهناكَ آلهة سيّئة جدّا ، نجدُ ذلك في عالم الآلهة اليونانيّة أو الهنديّة . إنّ فكرة تساوي الديانات تنتهي بالفشل ببساطة بمجرّد النظر إلى واقع تاريخ الديانات .

هل أصبحت كلمة "تضامن" شتيمة بالنسبة إلى بعض الثقافات؟

شدد البابا فرنسيس أثناء زيارة الأمس لجماعة سانت إيجيديو في بازيليك القديسة مريم العذراء في تراستيفيريه في روما إلى دور الصلاة وأهميتها بالأخص في حياة هذه الجماعة وقال: “إنّ الصلاة تبعد عن الإنسان التجارب التي يمكن أن نقع فيها نحن أيضًا كمثل الاضطلاع بدور رئيسي فنتصرف كما لو كنا نحن محور كل ما يدور من حولنا أو نقع في تجربة اللامبالاة وتجربة الوقوع في موقف الضحية”.