ويأتي هذا القداس بتنظيم من وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع مطرانية اللاتين، غداة زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى الأردن، والتي من شأنها تنشيط السياحة بشكل عام والسياحة الدينية بشكل خاص في العديد من المواقع السياحية والدينية المنتشرة على أرض المملكة.
وقال رئيس بلدية أم جمال حسن الرحيبة، خلال استقبال المطران لحّام الرسمي والذي أقيم في مبنى البلدية، “أن الزيارة ترجم على أرض الواقع في هذه المدينة التاريخية مقومات العيش المشترك لأبناء الديانات السماوية كما أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني، ونجد بيننا إخوة لنا يمثلون شرائح مختلفة من أبناء الشعب الأردني المعطاء”.
من جانبه بيّن عطوفة الأستاذ عيسى قموه، أمين عام وزارة السياحة والآثار، في كلمة له قبيل الاحتفال بالقداس، أنه “استكمالاً لزيارة قداسة البابا فرنسيس إلى الأردن خلال الشهر الماضي بدأت وزارة السياحة برسم معالم السياحة الدينية في الأردن بما يضمن تعزيز مكانة الأردن في هذا النوع من الساحة على مستوى العالم”.
وفي بداية القداس، رحب الأب فرنسيس شاهين، كاهن رعية القديس يوسف للاتين في المفرق، بالحضور الرسمي والشعبي، معبّراً عن أمله في أن يكون هذا النهار التاريخي سنة حميدة نتبعها في كل عام.
بعد ذلك بارك المطران لحّام الماء المقدس في جرن المعمودية الأثري التاريخي، ورش رؤوس الجموع بالماء، فيما رنمت الجوقة والشعب: “يا من تعمّدت في نهر الأردن، عمّدنا بالروح القدس والنار”.
وفي عظة القداس المتزامن مع عيد الثالوث الاقدس، أي الأحد الذي يلي الاحتفال بعيد العنصرة، شدد المطران لحّام على أهمية الحج إلى الأماكن المقدسة، وقال إنه قد احتفال إلى اليوم بآلاف القداديس، إلا أن هذا القداس يعني له الكثير، وأن له ميزة خاصة في قلبه ووجدانه، فهو وقوف للمرة الأولى في مكان مقدس عاش فيه الآباء والأجداد.
وشارك في القداس إلى جوار المطران كل من المونسنيور موريتسيو، مستشار السفارة البابوية في عمّان، وعدد من الكهنة والرهبان والراهبات، إلى جانب المؤمنين الذي قدروا بأكثر من 1300 حاج ومصل، بحضور سفراء الإتحاد الاوروبي وأوكرانيا وهنغاريا، وممثلا السفارتين الكورية الجنوبية والهولندية، ولجنة السياحة في مجلس النواب، إضافة إلى العديد من المواطنين المسلمين القاطنين في هذه المنطقة.
وبعد المناولة المقدسة، طلب الأب رفعت بدر من الحضور الخلود إلى وقت من الصمت والصلاة الفردية “شكراً للرب الذي جعلنا نحيي مكاناً مقدساً سلمنا منه الآباء والأجداد من العصور السحيقة ثروة الإيمان العذب الصافي”، مستذكراً تحية البابا فرنسيس للجماعة المسيحية في الاردن والتي تعود جذورها إلى الرسل الأطهار.
يذكر أنه تم العثور في منطقة أم جمال على خمسة عشر كنيسة، تعود أقدمها إلى عام 345 ميلادية، مما يدل على ازدهار المسيحية في المنطقة ولأصولها العريقة.