بمناسبة الذكرى المئوية لكنيسة مار بطرس وبولس قرنة شهوان، عقد خادم الرعية الخوري موسى الحلو وأعضاء اللجنة التنظيميّة جان صدقة، زياد الزغبي، وجورج الزغبي، مؤتمراً صحافياً، في المركز الكاثوليكي للإعلام أعلنوا في خلاله لمختلف النشاطات والإحتفالات التي ستقام إحياءً لهذه الذكرى، قدّم له مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، بحضور السيدة سعاد عساف وعدد من الإعلاميين والمهتمين.
رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور وقال: “من الجميل جداً أن نحتفل باليوبيل المئوي لبناء كنيسة من كنائسنا المارونية في بلداتنا المسيحية العريقة وهذا ليس بالإحتفال الأول، هناك العديد من اليوبيلات في هذه السنة”.
تابع: “ونحن نحتفل بهذه المئوية نحتفل بعمق إيمان أبائنا أهلنا ومعلمينا وكل الكهنة والمطارنة والبطاركة الذين اتوا إلى هذا الوطن وجعلوا منه واحة مسيحية وأرضاً وموئلاً للحرية والعنفوان إلى جانب سواهم من لحقهم من الذين اتوا إلى لبنان طمعاً بأن يعيشوا الحرية وأن يمارسوا معتقداتهم الدينية.”
أضاف: “إن مئوية بناء كنيسة مار بطرس وبولس في قرنة شهوان يجب أن يشكل محطة لأبناء الرعية ولنا جمعياً لكي نتأمل في الإرث الثقافي والروحي، لكي نتأمل في ما تركه لنا الأباء والأجداد ، لكي نذكر كل الكهنة الذي تعاقبوا على خدمة هذه الرعية، لنأخذ العبر من أجل بناء مستقبل أفضل من أجل التفكير في وجودنا المسيحي في هذا البلد وفي هذا الشرق ونحن نمر بازمة كبيرة أزمة الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، هناك اضطهاد في العديد من البلدان العربية، منه ما يسمى ثورات خضراء ومنها بيضان وفي كل مرة يكون لنا شهداء ويكون لنا نصيب من هدم كنائس وتهجير رعايا ولكن في الوقت عينه يمتلىء قلبنا بالرجاء ونحن نتأمل في ما قاله لنا السيد المسيح : “ثقوا بي فقد غلبت العالم”.
وختم بالقول: “يجب أن تشكل هذه المئوية محطة تفكير لنا لكي نتمسك في جذورنا المسيحية وبأرضنا ووجودنا ونسير أيضاً في العمق إلى حيث يدعونا السيد نرمي الشباك نحافظ على هذا الإرث الكبير علّنا نستطيع أن نسير على درب الشهداء، آملاً أن يكون هذا اليوبيل يوبيلاً مقدساً لأبناء الرعية.”
ثم عرض الأب موسى الحلو لبرنامج الإحتفالات وقال: “إنّ الذكرى غالية على قلوب ابناء الرعيّة، وهم من خلال اهتمامهم وتكريس وقتهم لهذه الاحتفالات انّما يعبّرون بصدق عن محبّتهم العظيمة لكنيستهم، وتعلّقهم بها، وافتخارهم بالإرث الذي تركه لهم الآباء والأجداد.”
تابع ” العاملين على تحضير هذه النشاطات يزيد على الخمسين شخصًا، يعملون من خلال اللجان التي ينتمون إليها على إعداد البرامج لاستقطاب الحضور والمشاركة معهم بفرحة الذكرى والعيد.”
والبرنامج هو التالي:
الخميس 26 حزيران:
6.00 م افتتاح المهرجان مع السيرك اللبناني
7.00 م قداس الرعيّة.
8.30 م ريسيتال تراتيل واغاني للفنانة فاديا طنب الحاج، يشترك معها في الترتيل الدكتور سيزار الزغبي.
الجمعة 27 حزيران:
7.00 م قداس الرعيّة.
8.00 م المقلّد جان بو جدعون.
8.30 م زجل مع فرقة “العمر”.
السبت 28 حزيران:
7.00 م قداس ليلة العيد، يحتفل به البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، يعاونه راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران كميل زيدان والمطران عاد أبي كرم، يلي القداس كوكتيل ثم سهرة غنائيّة للفنان شادي عيدموني.
الاحد 29 حزيران:
10.30 ص قداس العيد، يحتفل به المطران عاد أبي كرم.
6.00 م فرقة Joelle Kids.
8.30 م فرقة MEEN.
10.00 م فرقة NOOR M.
11.00 م غناء وعزف مع شبيبة الرعيّة.
يحيي الاستعراضات طيلة المهرجان السيرك اللبناني.
وتجدر الإشارة إلى أن مختلف النشاطات مجانية .
ثم تحدث جان صدقة عن كتاب “ذاكرة الرعية” في المئوية الأولي للكنيسة فقال:
” تُتوّج احتفالات المئويّة الأولى لكنيسة القدّيسين بطرس وبولس، في قرنة شهوان، بإصدار كتاب توثيقيّ، في أواخر السنة، غنيّ بالوثائق والصور، ومصدرها أساسًا أرشيف بكركي، وأرشيف أبرشيّة أنطلياس المارونيّة، ومحفوظات عدد من أبناء البلدة، كما بذكريات المسنّين، الزاخرة بالأحداث والطرائف.”
تابع: “يستند الكتاب إذًا إلى الوثائق فتؤكّد أنّ الكنيسة الأولى للرعيّة شُيِّدَت في أواخر القرن السابع عشر، بهمّة الخوري سليمان جرجس طانيوس جبارة، فكرَّسَها المطران الياس محاسب، عام 1720، في خلال زيارته القاطع، بتفويض من البطريرك يعقوب عوّاد.”
وأشار إلى أن “بناء الكنيسة تجدّد عام 1908 على عهد المطران بطرس الزغبي، أسقف الأبرشيّة، ابن البلدة، باتّفاق وتبرّعات سكّان القرية عمومًا، وهي بلَغت نحو 4 آلاف ليرة ذهبيّة. وبحسب الوثائق إيّاها، بُنيت الكنيسة على الطراز الأوروبيّ، جلب تصميمها من فرنسا الخوري بطرس غالب المكرزل من بيت شباب، وانتهى تشييدها في سنة 1914 قبل حلول الحرب الكونيّة الأولى. ثمّ كرّسها وبارك مذبحها المطران بولس عوّاد، راعي الأبرشيّة، في عهد الخوري الياس زعرور، خادم الرعيّة، وبطرس عبدالله الزغبي، وكيل الوقف.”
أضاف: “جُلب تمثالا السيّدة العذراء والقدّيس يوسف تقدمة من رعيّة مدينة ليل الفرنسيّة. ومن بين مقتنيات الكنيسة، شعاع النحاس، أي المذخر، الذي يختزن ذخيرة أصليّة من ذخائر القدّيس بطرس، وأخرى من ذخائر القدّيس بولس، وهما جُلبتا من روما.”
تابع: “تمّ ترميم الكنيسة بشكل شامل في الخمسينيّات، في عهد وكيلي الوقف جوزيف قيصر الزغبي وفريد سع
يد جباره، ويتضمّن الكتاب أيضًا فصولاً حول الكهنة والمطارنة والرهبان والرهبات الذين توالوا على خدمة الكنيسة منذ مطلع القرن الثامن عشر.”
وختم بالقول: “في ذكرى مئويّتها الأولى، إنّ قرار أبناء الرعيّة في قرنة شهوان إصدار كتاب يؤرّخ للكنيسة الأمّ، لهو أمر مهمّ يستحقّ التقدير والإحترام، سيّما وأنّ الكنائس في لبنان، على العموم، تفتقر إلى تاريخ مفصّل مكتوب يدوّن أبرز الأحداث التي رافقت قيامها على مرّ السنين. ولذلك تبرز أهميّة هذا الكتاب ليشكّل مرجعًا موثّقًا ومبحثًا منهجيًّا ودراسة تاريخيّة جديّة شاملة، بهدف إجراء مسح شامل يؤرّخ لكنيسة الرعيّة، علّه يوجّه العناية لباقي الرعايا نحو إصدار كتيّبات مماثلة، فتؤرّخ كلّ رعيّة لكنيستها تعميماً للفائدة.”
وتحدث في الختام زياد الزغبي عن مختلف النشاطات المرافقة لهذه المئوية وتتضمن معرضاً للأشغال اليدوية والحرفية وألعاب ترفيهية للصغار، ومأكولات قروية وخبز صاج ومونة.”