– في رأيك أنتْ ، ما هي الخصائص التي تميّز لاهوتك ، أو الطريقة التي تمارس فيها اللاهوت ؟
أجاب البابا بنديكتس : لقد انطلقت من موضوع الكنيسة ، وما زال حاضرًا في كلّ المواضيع . لكن ، ما كان هامّا بالنسبة إليّ ، أن أعمّق قانعتي بإن نعي أنّ الكنيسة ليست بحدّ ذاتها الهدف ، إنّما هي موجودة ليرى الناس من خلالها الله . أعني بهذا القول بإنني أبحثُ موضوع الكنيسة بهدف الإطلالة على الله . وهو ما يعني أنّ الله هو المحور الأساسيّ والنهائيّ لعملي .
لم أحاول أبدًا أن أستنبطَ نظامــًا خاصّا أو لاهوتـا مميّزا . مميّزاتي هي ، عودًا إلى عباراتك ، إنني وببساطة، أريد التفكير مع إيمان الكنيسة وبوساطته ، وهو ما يعني التفكير مع كبار مفكّري الكنيسة . هذا بعيد عن أن يكون لاهوتا معزولا ومستخلصًا من ذاتي ، بل إنه لاهوت يحاول أن يتّسع قدر الإمكان ، فيما هو يلازمُ طريقة تفكير مشتركة مع الإيمان . لذلك احتلّ التفسير الكتابيّ مقامــًا رفيعًا في نظري . وقد كوّنت ” الكلمة ” نقطة الإنطلاق الوحيدة : أن نؤمن بكلمة الله ونحاول التعرّف عليها بالعمق وفهمها ، ومن ثمّ التفكير مع كبار أساتذة الإيمان . إنطلاقا من ذلك ، اتّسم لاهوتي بالإنجيل وبآباء الكنيسة ، وخاصّة بأوغسطينوس . أحاول بالطبع ألاّ أتوقّف عند الكنيسة القديمة ، بل أن أتطلّع إلى ذرى الفكر السامية ، وفي الوقت نفسه ، أن أ ُدخِلَ في الحوار تيّارات الفكر المعاصر .