الحقائق :
تزامن هذا الحدث مع دعوة البابا القديس يوحنا بولس الثاني الأسقف خورخي ماريو برغوليو الى الخدمة في بوينس آيرس: وفي عيد إنتقال العذراء الى السماء في الخامس عشر من آب عام 1996 و في كنيسة سانتا ماريا الواقعة في ضواحي أبرشية بوينس آيرس ، تقدمت إمرأة بعد القداس و أخبرت الكاهن انها عثرت في الجزء الخلفي من الكنيسة على قربانة مكرسة. و عندما أسرع الأب أليخندرو ليتحقق تبيّن من القربانة المتبقية تحت الشمعدان أنه كان هناك محاولة لتدنيسها. وبسبب حالتها لم يستطع الأب أكلها ،و كما يقتضي الوضع في مثل هكذا حالات، قام بوضعها في كوب من الماء لإذابتها. ولكن المفاجأة كانت أن القربانة الصغيرة بدل من أن تتحلل في المياه، تحولت إلى قطعة من اللحم الدموي. فتم إبلاغ المسؤولين الكنسيين و من بينهم طبعاً الأسقف بورغوليو الذي أعطى تعليماته للكاهن بتوثيق كل الحدث و قدم الملف في السادس من ايلول الى روما.
البحوث العلمية :
بعد مرور الأشهر بل السنوات لم تتحلل القطعة المشار إليها. فأخضعت هذه لدراسات مدققة بيّنت أن القطعة هي بالتأكيد جزء من قلب إنسان، و الأغرب من ذلك أنها ذات خلايا حيّة وقد إقتُطعت من قلب رجل حيّ!!
ولم يتم التوضيح للطبيب الشرعي عن أصول العينة أو حكايتها كي لا تتأثر نتيجته بأية عاطفة دينية.
و أمام المعطى المذهل ، ومن أجل القيام ببعض التحقيقات الموّسعة: تم إنتداب أخصائيين آخرين من بينهم الفسيولوجي الشهير ريكاردو غوميز المتخصص بما يعرف بال Neuropsychopharmacology وبحضور ممثلي رئيس أساقفة وكاتب العدل، تم إرسال القطعة إلى معهد الطب الشرعي في سان فرنسيسكو في الولايات المتحدة. و بعد سلسلة أخرى من الدراسات التي تم عرضها على مجمع العقيدة و الإيمان بشخص مساعد الكاردينال جوزيف راتزينغر، تم إعلان النتيجة في الثامن والعشرين من يناير عام 2000 وفيها أشار المعهد:
إن الدم واللحم بشريين، مؤكدًا على الدراسات السابقة و مضيفاً أن الأنسجة ملتهبة مما يعني أن الشخص التي تنتمي إليه، قد عانى صدمة!! و عادت لتؤكد أن الأنسجة و العينات هي من ” رجل مصاب” و لكن لا يزال على قيد الحياة وفقا لحالة القلب!!!
وبسبب أهمية النتائج، أعيد إرسال عيّنات لمزيد من الفحوص و هذه المرة الى متخصصين بمرض القلب،و من بينهم الأكثر شهرة في الولايات المتحدة د. فريدريك Zugibe من جامعة كولومبيا في نيويورك. و أتى التقرير:
القطعة هي من منطقة محددة من عضلة القلب، تنشأ من البطين الأيسر بالقرب من الصمام الأبهري؛ و البطين الأيسر هو من يضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم. و يوضح التقرير أن عضلة القلب التي هي تحت الدراسة، تعاني من حالة إلتهاب وتحتوي على عدد كبير من خلايا الدم البيضاء: مما يعني أن العينة أخذت من رجل و هو حي لأنه ببساطة فإن خلايا الدم البيضاء تموت خارج الكائن الحي. وأكثر من ذلك، لقد اخترقت خلايا الدم البيضاء الأنسجة، مما يدل على أن القلب قد تعرض لحالة ضغط كبير!!!
و قد صُعق المتخصصون عندما علموا أصل القطعة و قصتها: ففي كل مرة كان يتم حجب أصول العيّنات عن الفريق المعالج إعداماً لأي عاطفة شخصانية… و كم كان وقع المفاجأة عليهم أكبر حين علموا أن القطعة كانت قد حُفظت لوقت طويل في الماء!!!
من الجدير بالذكر أن إثنين من الشخصيات البارزة في عالم القانون و الصحافة
(Ron Tesoriero و Mike Willesee) أعلنوا إعتناق الكاثوليكية بعد متابعتهما الشخصية للدراسات.
المقارنة مع لانشيانو و كفن تورينو :
و من اللافت أن نتائج تحليل معهد نيويورك تمت مقارنتها مع المعجزة الإفخارستية في لانشيانو إيطاليا و مع معطيات كفن تورينو:
أظهرت المقارنة أن العينات المدروسة تأتي من الشخص نفسه و هو يحمل فئة دم ( AB+) و الحمض النووي هو نفسه. و قد تبيّنت ميزات تخص رجلاً من أصول شرق أوسطية!!!
بعد هذا العرض لا بد من التذكير أن المؤمن ليس بحاجة الى أعاجيب ليصدق حقيقة إيمانية معينة، ولكن الرب لا ينسى أن يترك بعض الإشارات تأتي لنجدة ضعفنا!!!
Frederic Zugibe : واحد من كبار العلماء الذين رافقوا الدراسة ، يقول:
“كيف ولماذا يمكن للقربانة مكرسة أن تتحول وتصبح اللحم والدم من قلبٍ حيّ نابض: هذا لا يزال لغزًا لا يمكن للعلم تفسيره….”
و قد يكون من المفيد أن نقفل هذه المقالة بإجابة وحده الإيمان يستطيع إليها سبيلاً : إنه سـر الـمـحـبّة ، سر القربان ، سر حـضور يسوع الحيّ حيث صدى وعده يتردد “وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم” (متى 28/ 20)