أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، في التعليم الأول حول الكنيسة، يوم الأربعاء الماضي، انطلقنا من مبادرة الله الذي يريد أن يقيم شعبًا يحمل بركته لجميع شعوب الأرض. أم اليوم فنريد أن نتوقف عند أهميّة الانتماء لهذا الشعب بالنسبة للمسيحي. نحن لسنا بمنعزلين، ولسنا بمسيحيين يعملون بشكل فردي، كل لذاته: هويتنا هي انتماء! ما أجمل أن نلاحظ كيف يتم التعبير عن هذا الانتماء أيضًا من خلال الاسم الذي يعطيه الله لنفسه كـ إله الآباء، إله إبراهيم وإسحق ويعقوب. وبهذا الشكل يُظهر نفسه كالإله الذي أقام عهدًا مع الآباء ويبقى دائمًا أمينًا لعهده، ويدعونا للدخول في هذه العلاقة التي تسبقنا. بهذا المعنى، يتّجه الفكر أولاً، وبامتنان، نحو الذين سبقونا والذين قبلونا في الكنيسة. لا أحد يصبح مسيحيًّا بمفرده! فإن كنا نؤمن ونعرف كيف نصلّي، فذلك لأن هناك آخرين قبلنا قد عاشوا الإيمان ونقلوه إلينا وعلمونا إياه. يمكننا أن نعيش هذه المسيرة ليس فقط بفضل أشخاص آخرين، وإنمامع أشخاص آخرين. لأن الرب قد أوكل رسالة خلاصه للبشر، لشهود؛ ومن خلال إخوتنا وأخواتنا، بمواهبهم ومحدوديّتهم، يأتي للقائنا ويجعلنا نتعرّف عليه. وهذا يعني الانتماء للكنيسة.
***
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية