في كلمته للطلاب الخمسة والعشرين وأساتذتهم أكد البابا فرنسيس أن هذه الدورة التي تستغرق شهرا كاملا لا تقتصر فقط على دراسة المجرات، بفضل إسهام أساتذة لامعين في هذا المجال، لأن الطلاب القادمين من أنحاء العالم كافة تمكنوا من مقاسمة تقاليدهم الثقافية والدينية، وقدموا شهادة بالغة الأهمية للحوار والتعايش المتناغم. وقال البابا: عندما أنظر إلى وجوهكم يتخيل لي أني أنظر إلى فسيفساء تضم شعوب الأرض كافة. وتمنى البابا أن تتمكن هذه الشعوب كلها من الإفادة من الفرص العلمية المتوفرة لدينا اليوم. وأكد أن مدرسة علم الفيزياء الفلكي المعروفة باسم المرصد الفاتيكاني تصبح فسحة يتحاور فيها شبيبة العالم كافة ويتعاونون ويساعدون بعضهم البعض في عملية البحث عن الحقيقة التي تتمثل – في هذه الحالة – بدراسة المجرات، لافتا إلى أن هذه الفرصة تُظهر أن العلم قادر على أن يكون أداة ملائمة وفعالة لتعزيز السلام والعدالة.
ومن هذا المنطلق – تابع البابا يقول – تلتزم الكنيسة في الحوار مع العلم انطلاقا من نور الإيمان، تحركها القناعة بأن الإيمان قادر على توسيع آفاق العقل وإغنائه، كما جاء في الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل. في إطار الحوار مع العلم تُسر الكنيسة بالتقدم العلمي الكبير إذ تُقر بالقدرات الهائلة التي وضعها الله بتصرف العقل البشري. هذا ثم شجع البابا ضيوفه على مقاسمة المعارف التي يحصلون عليها فيما يتعلق بالكون مع الأشخاص المقيمين في بلادهم.
وأكد البابا فرنسيس أن جزءا صغيرا جدا من سكان العالم يحصل على هذا النوع من المعارف التي تفتح العقل والقلب على تساؤلات كبيرة تراود الإنسان منذ القدم: من أين جئنا؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ ما هو معنى هذا الكون المؤلف من مائة ألف مليون مجرة؟ إن البحث عن أجوبة على هذه التساؤلات يفتحنا على اللقاء مع الخالق، الأب الصالح لأن فيه نعيش ونتحرك ونوجد. هذا ثم سأل البابا الله أن يغدق على جميع الحاضرين بركاته وسلامه.
المصدر: إذاعة الفاتيكان