بمناسبة عيد الرسولين بطرس وبولس استقبل البابا فرنسيس صباح يوم السبت بحسب ما ذكر موقع إذاعة الفاتيكان وفدًا من بطريركيّة القسطنطينيّة المسكونيّة في القصر الرسولي بالفاتيكان وألقى كلمة استهلها بالشكر لبطريرك القسطنطينيّة برتلماوس الأول وقال: لا تزال حيّةً في فكري وقلبي ذكرى لقاءاتي بالأخ الحبيب برتلماوس. إذ خلال حجنا المشترك إلى أرض يسوع تمكنّا من أن نعيش مجددًّا نعمة المعانقة التي تمّت منذ خمسين عامًا في مدينة القدس بين سلفينا المكرَّمَين أتيناغوراس الأول وبولس السادس. لقد أعطى هذا التصرف النبوي دفعًا مصيريًّا لمسيرة، نشكر الرب، لم تتوقف أبدًا. أعتبرها عطية خاصة من الرب أن نكون قد تمكنّا معًا من تكريم تلك الأماكن المقدسة والاتحاد بالصلاة عند قبر المسيح، حيث يمكننا أن نلمس بيدنا أساس رجائنا. هذا وقد تجدد بعدها فرح اللقاء عندما أنهينا حجنا معًا برفع صلاة حارة إلى الله هنا عند قبر القديس بطرس من أجل عطيّة السلام في الأرض المقدسة مع الرئيسين الإسرائيلي والفلسطيني. لقد منحنا الرب مناسبات اللقاء الأخوي هذه والتي تمكنّا من خلالها أن نظهر الواحد للآخر المحبة التي تربطنا بالمسيح، ونجدد رغبتنا المتقاسمة بمتابعة السير معًا على الدرب نحو الوحدة الكاملة.
تابع الأب الأقدس يقول: نعلم جيدًا أن هذه الوحدة هي عطية من الله، عطيّة يمنحنا العلي منذ الآن النعمة لنستقي منها، في كل مرّة نتمكن فيها بفعل قوة الروح القدس من أن ننظر إلى بعضنا البعض بأعين الإيمان، ونعترف بما نحن عليه في مخطط الله، مخطط مشيئته الأزليّة، لا بما حملتنا إليه تبعات خطايانا التاريخية. فإن تعلّمنا، بالطاعة للروح القدس، أن ننظر إلى بعضنا البعض من خلال الله، ستكون عندها مسيرتنا أسرع وتعاوننا أكثر نشاطًا في مجالات عديدة من الحياة اليومية التي تجمعنا.
أضاف الحبر الأعظم يقول: هذه النظرة اللاهوتيّة تتغذّى من الإيمان والرجاء والمحبة؛ وهي قادرة على خلق رؤية لاهوتيّة أصيلة، تكون في الواقع مشاركة في نظرة الله لنفسه ولنا. رؤية لا يمكنها إلا أن تقربنا من بعضنا البعض، في مسيرة الوحدة، حتى لو انطلقنا من وجهات نظر مختلفة. بالتالي، أنا أثق وأصلّي لكي يكون عمل الهيئة الدولية المختلطة تعبيرًا لهذا التفهُّم العميق، للاهوت “الركوع” هذا. فلا يكون عندها التأمل حول مبادئ أولويّة بطرس والمجمعيّة الأسقفيّة، حول الشركة في الكنيسة الجامعة وحول خدمة أسقف روما مجرد تمرين أكاديمي أو تفاوض بسيط بين مواقف متضاربة. نحن بحاجة للانفتاح بشجاعة وثقة على عمل الروح القدس، وان نسمح لنظر المسيح إلى الكنيسة عروسته بأن يغمرنا في هذه المسيرة المسكونية الروحية التي يعززها استشهاد العديد من إخوتنا الذين من خلال اعترافهم بيسوع المسيح الرب قد حققوا مسكونية الدم.
وختم البابا فرنسيس كلمته لوفد بطريركيّة القسطنطينيّة المسكونيّة بالقول: بمشاعر الاحترام الصادق والصداقة والمحبة بالمسيح أجدد شكري لكم على حضوركم معنا. وأسألكم أن تنقلوا تحياتي للأخ المكرّم برتلماوس وتواصلوا الصلاة من أجلي ومن أجل الخدمة التي أُوكلت إليَّ. ليباركنا الله الضابط الكل بشفاعة العذراء مريم الكليّة القداسة، أم الله، والقديسَين بطرس وبولس، والقديس اندراوس، وليفض علينا بركاته.