تحية للآباء والراهبات السالزيان بنات مريم أم المعونة، اللواتي يخدمن أيضاً اطفالنا وشبيبتنا بروح القديس يوحنا بوسكو، الذي آمن بأنّ الكنيسة تُبنى بخاصة على الشّبيبة.
احيي ايضا الجمعية الايطالية التي قامت بالاعمال مشكورة. عمل كبير تشكرون عليه قدمتموه للكنيسة الحجرية فحملتموها دلالة على جمال كنيسة المسيح في الشباب.
نجدد ايماننا اليوم ونقول مع بطرس انت هو المسيح ابن الله الحي. هذا هو الاساس الذي جعله الرب يسوع صخرة لبناء الكنيسة كي تكون جماعة الشركة والمحبة. إنّها ليست كلماتي، بل كلمات الرب يسوع. الله صار انساناً بفيض من حبه دخل في شركة مع كل الناس واراد ان ندخل في شركة معه كي نستطيع العيش في شركة مع بعضنا البعض. واراد يسوع ان تكون الكنيسة اداة وعلامة هذه الشركة التي تجمعنا، وعندما نعيش وحدتنا مع اللّه ومع بعضنا البعض.
الرسولان بطرس وبولس شخصيتان متناقضتان لا يجمع بينهما الا الايمان بالمسيح والمحبة له.
سمعان بطرس انسان بسيط امي، صيّاد سمك، متزوج، ولكنّ اللّه قرأ في قلبه أنّه إنسان مليئ بالحب، اختاره المسيح ليكون صخرة يبني عليها كنيسته.
بولس شاوول عالم وفيلسوف وخطيب كبير صاحب حجة فريسي يهودي متزمت مضطهد للمسيح والكنيسة اختاره الله وجعله رسوله يحمل انجيله الى كل العالم.
جمعهما المسيح في الخدمة فاستشهدا في اليوم عينه بتاريخ ٢٩ حزيران ٦٧ بطريقة مختلفة، بطرس مصلوبا على تلة الفاتيكان وبولس مقطوع الرأس خارج الاسوار.
نتطلع الى المسيح الذي يجمعنا على اختلافاتنا. ارادنا ان نكون له.
بولس الرّسول أعطانا أجمل صورة عن الكنيسة، سمّاها جسد المسيح. وبطرس سماها حجارة حية لبناء هيكل روحاني. وأصبحنا أعضاءً بالكنيسة بالمعموديّة. لا يمكننا إلاّ أن نعيش جماعةً متناغمة ومتكاملة.
نحن نلتزم بناء هذه الوحدة على اختلافاتنا طالما يجمعنا الايمان بالمسيح والرسالة الواحدة.
نصلي كي يشعر الجميع وبخاصة رجال السياسة انهم واحد ودعوتهم واحدة على اختلافاتهم. كلنا اصبحنا بالمسيح عائلة واحدة بالمعمودية وولدنا بالمعموديّة أخوةً لبعضنا البعض. لا يمكننا أن نعتبر المسيحيّة لاهوتاً على الرف. حياتنا على الأرض تختلف كليّاً. لا يمكننا أن نعتبر أنّ مسيحيّتنا هي أخبار من الإنجيل، لا علاقة لها في حياتنا اليوميّة. على المسيحيّين أن يدركوا أنّ لهم دور في كلّ العالم الذي يعيش كلّ النّزاعات. يكفينا انقسام بين ٨ و ١٤ افقدنارسالتنا.
اليوم اصبحت الانقسامات بين العائلة الواحدة السنة والشيعة: تهدمت البلدان تقتلت العائلات وتشردت.
نحن نصلي بعيد الرسولين بطرس وبولس كي نجدد ايماننا بالمسيح، وهو وحده الذي يجمع، ونجدذد حبّنا بالمسيح. والتزامنا الرسولي في لبنان والشرق الاوسط كي نبني الشّركة، ونعيش المصالحة والوحدة وندعو للتّكامل. وإذا لم يلعب المسيحيّون هذا الدّور في لبنان والشّرق الأوسط، فإنّهم يتخاذلون ويخونون معموديّتهم، ويخونون كلّ إيمانهم. ان لم يعش المسيحيون هذه الرسالة فعبث الحديث عن مسيحيين.
شهر رمضان هو شهر الله كما يسميه المسلمون لنعمل خلاله على المصالحة في العائلة الاسلامية والعائلة اللبنانية والمجتمع والعائلة. نقل لهم، كي يكون فعلاً شهر رمضان هو شهر اللّه، ندعو معكم باسم بطرس وبولس، وباسم يوحنا بوسكو، ومريم أمّ المعونة، نطالب بعمليّة مصالحة سنيّة-شيعيّة. مصالحة بين المعتدلين والمتشدّدين. مصالحة سياسيّة بين 14 و8 آذار. مصالحة في البيوت، في المجتمع وإلاّ فإنّ أعيادنا فقدت كلّ قيمتها.
ما النفع من احتفالنا بالعيد ان انتهى هنا. ما معنى ترميم كنيسة ان توقف العمل هنا ولم ينسحب على النفوس.
لنبن المصالخة على تنوع الاديان والمذاهب والمعتقدات
تحية للحاضرين معنا تحية للاجيال التي تبنى على الشركة والمحبة، تحيّة لهذا البيت الذي فيه تُبنى أجيالنا الجديدة، على الشّركة والمحبّة.
نلتمس من دون بوسكو كي يجعل في قلوبنا محبّة المسيح، ومن الشبيبة حجارة حية في كنيسة المسيح
لنتساءل أمام الضّمير، وأقول هذا للسّياسيّين، ما تعطون لشبيبتنا، وماذا تعطون للأجيال الطّالعة، اي امل تعطونه للاجيال بل اي مثال واي مستفبل. إنّه مخزٍ ومؤلم أن يكون مطلب شبابنا من أهلم هو تأشيرات سفر إلى الخارج. وهذا ما فعله دون بوسكو عندما رألى في العام 1800 المجتمع منقسماً وفقيراً، تطلذع إلى الشّباب والأولاد، وقال هذا المستقبل، فربّاهم، وربّى أجيالاً جديدة، ووضع رجاءه بالشّباب.
نحن في لبنان بحاجة الى غير شخصيات ورؤى وتفكير. بحاجة الى شخصيات جديدة يكونون على مستوى التّحديات الكبرى.
من يظن ان لبنان باق على ما كان عليه فهو مغفل. لبنان تبدّل ١٨٠ درجة على كل المستويات.
صلاتنا معك دون بوسكو، إرجع دون بوسكو إلينا كلّنا، وافتحنا على سرّ المسيح عندها نستحقّ إخوتي وأخواتي عندما يكون في قلبنا إيمان بوسكو، ومحبّته نستطيع أن نرفع المجد والتسبيح للاب والابن وابروح القدس الى الابد امين.