يقول القديس بولس في (1 تس5: 23) "قدَّسكم إلهُ السَّلامِ نَفسُه تقديسًا تامًّا وحفظكم سالمين روحًا ونفسًا وجسدًا". نستشف من ذلك أنَّ للإنسان جسدًا ونفسًا وروحًا.
1. الجسد: يقول سفر التكوين (2: 7): " ثُمَّ جَبَلَ الرَّبُّ الِإلَهُ آدَمَ مِنْ تُرَابِ الأرْض"، أي جبل جسده. لهذا السبب عناصر جسد الإنسان يمكن أن تتواجد في الأرض
2. النفس: "وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ، فَصَارَ آدَمُ نَفْسَاً حَيًّا" (تك2: 7). النفس هي ما تعطي الجسد الحياة. يقول سفر اللاويين: " نفس الجسد في دمه" (لا 17: 11،14). حسب سفر اللاويين إنَّ الدَّم فيه حياة الإنسان. إن سُفك دمه، انتهت حياته، انتهت نفسه. على هذا القول يستند شهود يهوه في رفضهم للتبرّع بالدّم لآخر إذ حسب قولهم لا أحد ينقل حياته لغيره. في الحقيقة، النفس ليست شيئًا للإنسان فقط. الحيوانات أيضًا لها نفس والتي توجد في الدم...
3. الروح: "قَالَ اللهُ: لِنَصْنَعِ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كمِثَالِنَا... فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" (تك 1: 26- 27). ما هي صورة الله؟ يقول الإنجيلي يوحنا: "الله روح" (يو4: 24) إذن بالإضافة للجسد والنفس، فالإنسان لديه أيضًا ما لصورة الله أي الروح . وهذه الروح هي التي تعطي حياةً للإنسان مع الله. هي مصدر علاقة الإنسان بالله. هذه الروح خالدة .
الجسد و النفس كافيان لأمور الحواس الخمس، ولكن عندما نأتي لأمور الله، فما نحتاجه هو الروح. يقول القديس بولس: " فالإنْسَانَ البَشَريَّ لا يَقبَلُ ما هو مِن روحِ الله فإنَّه حماقةٌ عنده، ولا يَسْتَطيعُ انْ يَعْرفَه لأنَّه لا حكمَ في ذلك إلاَّ بالرّوح" (1 كو 2 : 14 ) .
ففي الرّوحِ تَكمن محبةُ الإنسان لله، والاشتياقُ إليه، والصّلةُ به. ومنها تَصدرُ الصلاةُ الروحية، والتأملات الروحية. وهي التي تقودُ الفكرَ في طريق الله، والجسدَ أيضًا، وتُديرُ كلَّ مشاعر القلب بأسلوب روحي. وبهذا يصل الإنسان إلى سلوك بالروح، في شركة مع روح الله القدوس.
DERNIÈRES NOUVELLES
Jun 17, 2014 00:00