"يجب على الرعاة ألا ينسوا أبدًا بأن يسوع هو حبهم الأول وأن يتبعوه دومًا" هذا ما شدد عليه البابا في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا في الفاتيكان. سأل البابا الحاضرين عن حبهم الأول وإن كان هو نفسه اليوم، وأشار الى أن هذه الأسئلة لا يجب أن تطرح فقط في إطار الزواج بل يجب على كل كاهن وأسقف أن يسأل نفسه أمام الرب كما فعل يسوع مع بطرس حين سأله: "يا سمعان ابن يونا أتحبني؟" وعلى هذا المحور في الإنجيل اليوم حين يسأل يسوع بطرس إن كان يحبه أكثر من الآخرين ركز البابا عظته.
وجه البابا هذا السؤال بشكل خاص الى إخوته الكهنة والأساقفة ودعاهم ليفكروا إن كانت محبتهم ليسوع اليوم هي نفسها كاليوم الأول وتحدث عن حياة الأزواج حيث من الطبيعي أن تقع خلافات ولكنها سرعان ما ستزول إن كان الحب يتواجد بينهما. "لا يجب أن تنسوا أبدًا حبكم الأول" هذا ما ذكر به الحبر الأعظم مشددًا على أن الكاهن يجب ألا ينسى أنه وفي بادئ الأمر وقبل أن يكون فيلسوفًا أم لاهوتيًا، هو راعٍ، وواجبه أن يفعل ما طلبه يسوع من بطرس: "إرع حملاني."
دعا البابا الرعاة "أن يغذوا" المؤمنين بكلمة الله وسألهم أولا "أين هو اليوم حبكم الأول؟" وثانيًا: "أنا راعٍ، فأين مكانتي في هذه المنظمة غير الحكومية التي تدعى الكنيسة؟" وهذه الأسئلة يجب على كل أسقف وحتى كاهن أن يطرحها على نفسه.
أكد فرنسيس بأنه لا يوجد مجد أم عظمة للراعي الذي كرس نفسه ليسوع فهو كغيره سيمرض وسيلازم الفراش حين يشيخ وسيحتاج من يطعمه ويلبسه...وهنا آل مصيره الى النهاية: "الحب الذي يموت كحبة القمح التي تموت لتبذر ونحن لا نرى ذلك." وأما الكلمة الأخيرة التي شدد عليها البابا فهي كلمة يسوع لبطرس: "اتبعني!"
"إن ضللنا الطريق، أو إن لم نعلم كيف نستجيب لدعوة يسوع لنا، يجب أن نثق بأن يسوع لا يتركنا وحدنا حتى في الأوقات الأكثر صعوبة فيقول لنا: "اتبعوني." ثم ختم الحبر الأعظم بالقول: "لنا كلنا نحن الأساقفة والكهنة سيعطي الرب نعمة أن نتذكر أم نجد حبنا الأول وأن نكون رعاة وألا نخجل بأن ننتهي على فراش أم مقطوعي الرأس، وهذا ما يعطينا نعمة العودة الى يسوع لاتباعه."