أقيم صباح عن الساعة 11.30 في توقيت روما مؤتمر صحفي في قاعة يوحنا بولس الثاني في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي مؤتمر صحفي لتقديم وثيقة عمل سينودس الأساقفة الذي سيُعقد من 5 وحتى 19 تشرين الأول 2014 حول العائلة. وكان في المؤتمر مداخلات لخمس شخصيات: الكاردينال لورنزو بلديساري، الكاردينال بيتر أردو، الكاردينال أندريه فانتروا، المطران برونو فورتي، والزوجان فرنشسكو مياني وبينا دي سيموني.
سنتوقف في هذا المقالة على مداخلة المطران اللاهوتي برونو فورتي الذي شرح في مطلع كلمته أن وثيقة العمل التي يتم تقديمها اليوم هي ثمرة قبول نبيه للأجوبة التي تم تلقيها من الاستمارات التي تم توزيعها من قبل المجالس الاسقفية في العالم بأسره. وبالتالي تتميز وثيقة العمل بأمانتها وإصغائها لمختلف المشاكل والمسائل المطروحة من قِبل المؤمنين في العالم بأسره.
ولفت إلى أن المحاور التي سُلط الضوء عليها هي ثلاثة: إنجيل العائلة في زمننا المعاصر، رعويات العائلة وتحدياتها، الرباط بين التناسل والتربية في العائلة.
إنجيل العائلة في زمننا
المحور الأول يبين المفارقة القائمة، من ناحية على أزمة الحياة العائلية الكبيرة في عصرنا، ومن ناحية ثانية على الرغبة الوطيدة في الأجيال الشابة بالتحديد لبناء عائلة. الأزمة الحالية ترتبط بأزمة القيم المعاصرة وبالتحولات الثقافية والاجتماعية التي ضربت مجتمعاتنا. فقد زالت القناعات المشتركة التي كانت ركيزة هامة في الماضي، وبتنا الآن أمام أشكال عائلات موسعة ومتعددة ومتنوعة لم تكن موجودة (أقله ليس بهذه الكثرة) في الماضي. وفي هذا المحور الأول تظهر بقوة آفة عيش العائلة كبعد فرداني ومنغلق.
في هذا الإطار بالتحديد تبقى كعلامة إيجابية ونبوية رغبة الأجيال الصاعدة بإنشاء عائلات متينة وجميلة. "الرغبة ببناء عائلة هي إحدى علامات الأزمنة، ويجب أن نعتبرها كفرصة رعوية" (وثيقة العمل، 45).
دور الكنيسة هنا هو أن تقدم نظرة منفتحة للعائلة تبين أهميتها في النمو المتكامل. أهمية العائلة ترتبط بشكل خاص بدورها الذي لا غنى عنه في نمو الشخص البشري في حياة الإيمان وانضمامه إلى الشركة الكنسية.
رعويات الكنيسة بيت الآب
المحور الثاني هو رعويات العائلة وتحدياتها المعاصرة. والمجال الرعوي – بحسب ما شرح المطران فورتي – هو المجال الذي يترتب على آباء السينودس أن يقدموا فيه إسهامهم الأغنى. والأطر المعنية هي أُطر تقديم الإيمان واللغة التي يجب استعمالها لذلك، وذلك إلى جانب الصورة عينها التي يجب تقديمها عن الكنيسة كـ "بيت الآب المفتوح دائمًا" (فرح الإنجيل، 47).
حالة الطوارئ الرعوية هي مساعدة الأشخاص المجروحين على النهوض وإعادة المسير مع الجماعة الكنسية.
وأوضح أن هذا لا يعني البتة الحديث عن "طلاق كاثوليكي"، لأن "دواء الرحمة لا يجب أن يساعد على تعزيز الغرق، بل أن يساعد دومًا وفقط على تخليص القارب في البحر الهائج".
إذا لم يتم فهم هذه النية فلن يفهم الناس ما سيصدر عن السينودس بشأن المنفصلين، المطلقين، المطلقين المتزوجين من جديد، الزواج المثلي...
العائلة بين الإنجاب والتربية
الإطار الثالث يتمحور على علاقة الأهل ببنيهم، ويتطرق في هذا الصدد إلى موضوع انخفاض نسبة الولادة، وإلى قيم الحياة والتحديات التربوية.
التحدي الكبير في عصرنا هو "عقلية منع الحمل"، كما أسماها فورتي وعقلية الفردانية التي تتعارض مع قيم العائلة. ولذا فالتحدي يقوم على إيجاد السبل الإيجابية للخروج من هذه العقلية التدميرية التي جعلت من نسبة الولادات في دول كثيرة نسبة سلبية، حيث نسبية الوفيات تعلو على نسبة الولادات.
الالتزام لأجل الحياة لا يمكن أن ينفصل عن الالتزام لأجل التربية، ولذا تشدد وثيقة العمل على قيمة "الضيافة" لأن "الاحترام، الانفتاح والاصغاء للحاجات الإنسانية والروحية هي مواقف أساسية لخلق بيئة مؤاتية ومناسبة لنقل رسالة الإنجيل".