وأضاف المركز في بيان له صدر الأسبوع الماضي: "يذهب المطران لينجوا اليوم إلى رسالة جديدة، بعد أن عاش خبرة الشرق الأوسط، في واحدة من أهم وأخطر المراحل، حيث نمو الحركات المتطرفة بشكل لم يسبق له مثيل، والاضطهاد الذي يمارس تجاه المسيحيين في العراق، وكذلك حالة غير واضحة للمهجرين العراقيين وبالأخص في الأردن. وقد أظهر المطران الذي سيم أسقفاً عشية انعقاد سينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط في الفاتيكان، طوال خمس سنوات محبة خالصة للمهجرين والمتألمين، واحتراماً كبيراً وتأييداً للجمعيات الخيرية التي تقدم خدماتها الواضحة للإخوة المهجّرين، وبالأخص الجمعيات الكاثوليكية التي تخدم الجميع بدون استثناء. وكان آخر نشاط له قبل شهر من اليوم، راعياً ومنظماً مع جمعية الكاريتاس الأردنية مؤتمر الجمعيات الخيرية المساهمة لرفع المعاناة عن المهجرين من العراق".

وتابع البيان: "ومما يذكر للمطران لينجوا، الذي تعلم اللغة العربية وأتقن اقامة القداس بها، تحضيره واستقباله لقداسة البابا فرنسيس لدى زيارته إلى المملكة الأردنية مبتدئاً منها زيارة الحج التاريخية إلى الارض المقدسة، كأول زيارة لبابا البساطة والتواضع في الشرق الأوسط. ويذهب لينجوا اليوم إلى كوبا، في فترة انفراج العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية، بعدما أعلن الرئيس الامريكي أوباما، أن البابا فرنسيس قد أسهم في إعادة تطبيع العلاقات بعد حالة من الجمود، وبالتالي يأتي لينجوا في وقت ينظر فيه بتقدير إلى دبلوماسية الكرسي الرسولي التي بدأ العمل فيها منذ عام 1992".

ومع انتهاء ولايته، قال المطران لينجوا في تصريحات صحفية "إن العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي والمملكة الأردنية الهاشمية التي احتفلنا في العام الماضي بذكراها العشرين، هي بالتأكيد خطوة بالاتجاه الصحيح، وذلك عائد إلى حكم القيادة الهاشمية في المملكة الأردنية والقيادة البابوية في حاضرة الفاتيكان. ومما يدعو إلى الإرتياح أن نعرف أنه حتى اليوم هنالك من يؤمنون دون تردد بأن السلام ممكن ويأتي عبر الحوار والتعاون والسعي الحثيث من أجل الخير العام"، مؤكداً أن المملكة الأردنية الهاشمية والكرسي الرسولي يجتهدان معاً وبدون كلل أو ملل، من أجل تنمية السلام الدائم والمستقر في المنطقة، وهما مقتنعان بأن ذلك سيكون ممكناً فقط بالنية الحسنة لدى الجميع، بدون استثناء أحد، ولن يكون هنالك سلام ما لم تحترم حقوق جميع الناس، وبانتباه خاص نحو الأكثر ضعفاً.

وأضاف "لقد اختبرت في الأردن المحبة الأخوية، على سبيل المثال، في شاب يعمل ميكانيكي سيارات، فبعد أن أصلح سيارتي تحت المطر الغزير، وعوضاً عن أن يستغل شخصاً أجنبياً مثلي، قال لي: "أهلاً وسهلاً بك في الأردن، أنا لم أره من قبل، ويمكن ألا أراه في المستقبل، لكنه جعلني أعرف اني مرحب بي كأخ وصديق". مختتماً تصريحاته بالقول "إنني أتمنى للشعب الأردني أن يكمل مسيرته في أن يكون أنموذجاً في الوئام الديني والعيش المشترك السلمي، بين مكونات المجتمع المتعددة كافة".

هذا ولم يعلن الكرسي الرسولي من سيعيّن البابا فرنسيس لخلافة سيادة المطران لينجوا، كسفير بابوي لدى الأردن والعراق.

وختم البيان الموّقع من مدير المركز، الذي أسسته البطريركية اللاتينية عام 2012، الأب رفعت بدر، بتقديم الشكر الموصول لسيادة المطران لينجوا، على كل جهوده الخيّرة والنبيلة وتعاونه مع رؤساء الكنائس المحلية ومع السلطات المدنية والسياسية، ومع المواطنين والوافدين في الأردن والعراق، متمنياً لسيادته خدمة مباركة وناجحة في كوبا، ليكمل كما بدأ تطعيم العمل الدبوماسي بثقافة اللقاء والمحبة والعطف على المجروحين في العالم.

الأب رفعـــــــت بدر

المدير العام للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام

بتاريخ:18/3/2015

رؤيتى لـ«القرن الحادى والعشرين» المطلق والنسبى عند سكاتوليني

اذا كان الأب الدكتور جوزيف سكاتولين ملتزماً بإحداث ثورة دينية فهو بالضرورة فى وضع مخالف. ومخالفته كامنة فى مفهومه عن المطلق.فهو على غير المألوف قادر على الحوار مع المطلق، إلا أن هذه القدرة تشترط موافقة المطلق ذاته، وهذه الموافقة بدورها تشترط أن يكون القادر على الحوار فى حالة صوفية، أى يكون متصوفاً. وبهذا المعنى فإن الحوار بين الأديان لن يستقيم إلا إذا كان المتصوف هو أساس ذلك الحوار