أجرت صحيفة لا ستامبا الإيطالية مقابلة مع الفيلسوف الكاثوليكي الأميركي مايكل نوفاك بُعيد اللقاء الذي جمع الرئيس راوول كاسترو بالبابا فرنسيس في زيارته الأولى الى الفاتيكان شاكرًا إياه على وساطته لإصلاح العلاقات بين واشنطن وهافانا بعد نحو 50 عامًا من التوترات.
عارض الفيلسوف الكاثوليكي الأميركي مايكل نوفاك في البلداية الحوار بين الفاتيكان وكوبا قائلاً: “أنا أعترف أنني في البداية كنت معارضًا للحوار القائم بين الولايات المتحدة وكوبا أما الآن فأعتقد أنّ الحوار القائم بين البابا فرنسيس وكاسترو هو شبيه بالحوار الذي كان قائمًا بين البابا القديس يوحنا بولس الثاني وغورباتشوف”.
نوفاك هو واحد من المفكرين الكاثوليك المشهورين جدًا كان يتبع سياسة روبرت كينيدي ثم تبع نهج الديمقراطيين الذين سرعان ما أصبح اسمهم المحافظين الجدد. شغل منصب سفير في الحكومة الأميركية على عهد ريغين وبفضل جذوره الأوروبية استطاع أن ينشىء علاقات مع كارول فوتيلا.
وعندما سئل ما إذا كان يبالغ في مقارنة هذا الحوار مع ذلك الذي كان قائمًا بين البابا يوحنا بولس الثاني وغورباتشوف، أجاب بأنّ “الأمر سيان فغورباتشوف كان يريد بحق أن يصلح الاتحاد السوفياتي وكان الحوار معه يخدم على مساعدته لتحقيق هدفه. في بداية تولي كاسترو منصب المسؤولية كنت أعلم أنّ النظام القائم على هذا النحو لن يستمر ومن الضروري أن يصار الى إصلاح تدريجي وسلمي اللذان قاما به راوول وفيدل. وهنا كان مفيدًا أن يحاول البابا التوسط من أجل إصلاح الأمور”.
في الواقع قام الفاتيكان والبابا بدور مهم في إعادة العلاقات الديبلوماسية بين كوبا والولايات المتحدة ومهّد الرئيس راوول كاسترو الطريق أمام البابا فرنسيس من أجل زيارة كوبا في طريقه الى الولايات المتحدة. وكان قد سبق البابا فرنسيس سلفاه البابا بندكتس السادس عشر والبابا يوحنا بولس الثاني وزارا كوبا في السابق.
إنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الفاتيكان التوسط بين بلدين من أجل تحقيق السلام فقد نجحت وساطته في العام 1984 في حل خلاف بين تشيلي والأرجنتين حول قناة بيغل في أقصى جنوب أميركا الجنوبية وهو يعمل منذ زمن على تشجيع المصالحة في كولومبيا بين الحكومة والميليشيات المسلحة بحسب ما أفاد موقع النهار.